
المسار الإخباري :أكدت مصادر فلسطينية مطلعة أن الحديث الأمريكي عن اقتراب التوصل إلى اتفاق تهدئة في قطاع غزة لا يعكس الواقع الفعلي للمفاوضات الجارية، واصفة تلك التصريحات بـ”غير الدقيقة” و”المضللة”، في وقت نفت فيه حركة حماس بشكل قاطع ما نُشر حول وضعها شروطاً جديدة لوقف إطلاق النار.
وبحسب المعلومات، فإن مشاورات فصائلية أجريت خلال الأيام الماضية شددت على ضرورة وجود ضمانات حقيقية بعدم استئناف الاحتلال الإسرائيلي للعدوان بعد أي تهدئة مؤقتة أو دائمة، إلى جانب تنفيذ ما ورد في “البروتوكول الإنساني” المتفق عليه سابقًا، والذي انهار بسبب رفض إسرائيل الالتزام ببنوده.
وأفاد مسؤول في أحد الفصائل بأن التحركات المكثفة من وسطاء مصريين وقطريين الأسبوع الماضي لم تحقق أي اختراق فعلي، رغم التصريحات الأمريكية المتفائلة، والتي كان أبرزها ما نُسب إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكداً أن الواقع على الأرض لا يزال يشهد تعنتاً إسرائيلياً ورفضاً لتقديم التزامات حقيقية بشأن التهدئة وإعادة الإعمار.
وأضاف المصدر أن تلك التصريحات الأمريكية تأتي في سياق تهدئة الداخل الإسرائيلي، الذي يشهد احتجاجات متزايدة للمطالبة بصفقة تبادل أسرى تنهي الحرب وتعيد الجنود الأسرى من غزة، دون وجود تقدم حقيقي في المفاوضات.
وفي هذا السياق، نفى عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، ما نُشر على لسان “مصدر فلسطيني” عبر قناة سكاي نيوز عربية بشأن مزاعم بشروط جديدة للحركة. وقال في تصريح صحافي: “ما نشر لا أساس له من الصحة، ومليء بالأكاذيب المختلقة”، مؤكداً أن “شروط حماس تُطرح في العلن وليس عبر مصادر مجهولة تخدم الاحتلال”.
وشدد الرشق على أن ما وصفها بـ”الأكاذيب الإعلامية” تهدف لتشويه مواقف الحركة وصرف الأنظار عن الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة، معتبراً أنها جزء من حملة تحريض ممنهجة في ظل فشل الاحتلال في كسر صمود الشعب الفلسطيني.
ميدانياً، يتصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث أصدر جيش الاحتلال أوامر إخلاء جديدة في مدينة غزة ومناطق شمال القطاع، محذراً من عمليات عسكرية أوسع، في تصعيد متعمد يتكرر عادة قبيل أي جولة تفاوضية، بهدف فرض الشروط على المقاومة الفلسطينية.
وقال بيان لجيش الاحتلال إن قواته “تعمل بقوة شديدة جداً وستوسع عملياتها غربًا إلى قلب المدينة لتدمير قدرات التنظيمات الإرهابية”، حسب زعمه، فيما أرفق تهديداته بتحريض مباشر ضد حماس قائلاً: “️حماس تضركم وتجلب لكم الكارثة”.