
المسار : حذر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، من أن استمرار الحكومة اللبنانية في “التردّد والتباطؤ” يعيد البلاد إلى مسار فقدان السيادة، قائلاً إن فشل السلطة في استعادة زمام المبادرة قد يدفع المجتمع الدولي والعربي إلى تلزيم لبنان مجددًا لقوى خارجية، كما حصل في تسعينيات القرن الماضي.
وجاءت تصريحات جعجع، الأحد، تعليقًا على تصريحات أدلى بها المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا والسفير لدى تركيا، توم براك، الذي حذّر من أن لبنان “يواجه تهديدًا وجوديًا” إذا لم يتحرك لكبح مخزونات “حزب الله” من السلاح، قائلاً: “إذا لم يتحرك لبنان، فقد يصبح بلاد الشام مرة أخرى.. السوريون يقولون لبنان منتجعنا الساحلي”.
وفي بيانه، قال جعجع إن تصريحات براك “برسم السلطة والحكومة اللبنانية”، مؤكدًا أن “السياسة الدولية لا تتحمّل الفراغ، وأي دولة تعجز عن ترتيب أوضاعها وإعادة الانتظام لدستورها ومؤسساتها كدولة فعلية، ستكون خارج السباق وعلى هامش التاريخ”.
وأضاف: “إذا استمرت السلطة، ومن خلالها الحكومة اللبنانية، في تردّدها وتباطؤ قراراتها وتثاقل خطواتها، فإنها ستتحمّل مسؤولية أن يعود لبنان الوطن والدولة في مهبّ الريح من جديد”.
وتابع جعجع بالتساؤل: “هل تعيد الحكومة والسلطة الكرّة من جديد، وتدفعان السياسة الدولية والعربية إلى تلزيم لبنان لأحد ما، انطلاقاً من القصور الذي تظهره الدولة اللبنانية؟”، في إشارة إلى مرحلة ما بعد اتفاق الطائف، حين أُوكلت الوصاية على لبنان إلى النظام السوري.
وكان المبعوث الأمريكي توم براك قد كشف، في مقابلة صحافية، أن بلاده قدمت، في يونيو الماضي، خطة متكاملة تشمل نزع سلاح “حزب الله” وتنفيذ إصلاحات اقتصادية، مقابل مساعدات مالية وإعادة الإعمار ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية، بشرط أن يتولى لبنان زمام المبادرة.
وفيما ردت السلطات اللبنانية بوثيقة من سبع صفحات تشدد على انسحاب إسرائيل من الأراضي المتنازع عليها، بينها مزارع شبعا، وتفكيك سلاح “حزب الله” في الجنوب ضمن إطار سيادة الدولة، اعتبر جعجع أن التأخير في حسم القرار يضع البلاد على حافة المجهول.
وختم جعجع بيانه بالتشديد على أن “الأيام التي نعيشها مصيرية وخطرة جدًا”، مضيفًا: “على السلطة اللبنانية أن تحزم أمرها سريعًا، وتتخذ الخطوات العملية المطلوبة لتحويل لبنان إلى دولة فعلية، تشكّل وحدها الضمانة لكل المكونات. وإلا، فإنها ستبقي لبنان ساحةً للاستباحة من جديد”.
(وكالات)