
المسار -بيروت: أعلن رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، مساء الجمعة، أن المبعوث الأمريكي توماس باراك سيزور بيروت الأسبوع المقبل، في إطار المساعي الأمريكية لترتيب اتفاق دائم لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله”.
وفي تصريحات أوردتها وكالة الأنباء اللبنانية، أوضح سلام أن باراك تسلّم، عبر رئيس الجمهورية جوزاف عون، ملاحظات الحكومة اللبنانية على الورقة التي طرحها بشأن ترتيبات وقف الأعمال العدائية.
وقال سلام: “باراك آت إلى بيروت الأسبوع المقبل”، من دون تحديد موعد الزيارة أو مدتها، مضيفاً أن الورقة التي قدمها “تتضمن مجموعة من الأفكار المتعلقة بتنفيذ إعلان وقف الأعمال العدائية الذي تبنّته الحكومة السابقة، وأكدت حكومتنا التزام لبنان به”.
وأشار إلى أن الورقة الأمريكية تقوم على “مبدأ التلازم بين الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة، وبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي، وحصر السلاح بيد الدولة”، وهو ما يتقاطع مع ما ورد في إعلان الترتيبات المعتمد سابقاً.
وأضاف رئيس الحكومة: “ورقة باراك تتضمن أفكاراً متعلقة بالمرحلية. ناقشناها، وقدّمنا عبر الرئيس جوزاف عون ملاحظاتنا عليها. نحن لا نعمل في غرف مغلقة”، دون أن يكشف عن فحوى هذه الملاحظات أو تفاصيل إضافية.
وكان باراك قد قدّم، في 19 يونيو/حزيران الماضي، ورقة اقتراح إلى الحكومة اللبنانية، تتضمن عدة بنود، أبرزها نزع سلاح “حزب الله” وحصره بيد الدولة، مقابل انسحاب إسرائيل من خمس نقاط حدودية تحتلها في جنوب لبنان، إضافة إلى الإفراج عن أموال مخصصة لإعادة إعمار المناطق المتضررة جراء الحرب الأخيرة.
ويشمل المقترح كذلك إنجاز إصلاحات مالية واقتصادية، وتعزيز ضبط الحدود ومنع التهريب، ورفع مستوى الجباية الجمركية، وتشديد الرقابة على المعابر والمرافق العامة.
وفي مقابلة متلفزة يوم 27 يونيو/حزيران، صرح باراك بأن “الجناح العسكري لحزب الله يجب أن يُحل بالكامل”، موضحاً أن المقترح لا يشمل الجناح السياسي، وإنما “الهيكل العسكري الذي لا يمكن القبول به”، مع ضرورة وضع جدول زمني لنزع السلاح.
في المقابل، عبّر “حزب الله” مراراً عن رفضه للمقترح الأمريكي، حيث قال نائب الأمين العام للحزب، الشيخ نعيم قاسم، في كلمة متلفزة يوم 4 يوليو/تموز الجاري: “على من يطالب المقاومة بتسليم سلاحها أن يطالب أولاً برحيل الاحتلال. لا يُعقل أن تغضّوا الطرف عن العدوان وتطلبوا فقط من يقاومه أن يتخلى عن سلاحه”.
وأضاف: “مَن قبِل بالاستسلام فليتحمّل قراره، أما نحن فلن نقبل”.
وتعد زيارة باراك المرتقبة إلى بيروت هي الثالثة منذ طرح ورقته، حيث كانت الأولى في يونيو الماضي، والثانية يومي 7 و8 يوليو/تموز الجاري.
يُشار إلى أن إسرائيل شنّت في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عدواناً على لبنان، تصاعد لاحقاً إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، وأدى إلى سقوط أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح.
وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني من العام ذاته، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله” حيّز التنفيذ، غير أن إسرائيل خرقت الاتفاق أكثر من 3 آلاف مرة، ما أدى إلى مقتل 254 شخصاً وإصابة 562 آخرين، بحسب بيانات رسمية.
ورغم ذلك، لم تُنفّذ بنود الاتفاق بالكامل، إذ واصل جيش الاحتلال احتلال خمس تلال لبنانية في الجنوب، مكتفياً بانسحاب جزئي من المناطق الأخرى.
(الأناضول)