أهم الاخبارتقارير ودراسات

د. عرابي: إسرائيل تمهد لإقامة “ممر داود” وتفتيت سوريا لتطبيق مشروعها للشرق الأوسط الجديد

المسار الإخباري :أكد د. معمر عرابي، رئيس معهد وطن لأبحاث الإعلام ودراسات المستقبل، أن إسرائيل تعمل بشكل استراتيجي على تقسيم سوريا عبر تغذية الصراعات الطائفية، بهدف إنشاء دويلات درزية وعلوية وكردية، في سياق ما يُعرف بمشروع “ممر داود”، الذي يسعى لتطبيق حلم إسرائيل الكبرى.

وفي مقابلة عبر قناة الميادين، أشار عرابي إلى أن إسرائيل تتفاعل مع الجنوب السوري من منظور استراتيجي بعيد المدى، لا من باب العلاقات العامة، مؤكدًا أن تدمير الجيش السوري ومقدرات الدولة هدفه الأساسي تقويض أي مشروع مقاوم في المستقبل.

وأوضح أن “ممر داود” هو شريط جغرافي يبدأ من الجولان المحتل ويمر عبر القنيطرة ودرعا والسويداء باتجاه معبر التنف الحدودي، مشددًا على أن إسرائيل تسعى لاستئصال فكر المقاومة وتطبيع المنطقة تحت مسمى “الخارطة المباركة”.

وحمّل عرابي الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل مسؤولية الاحتلال الثلاثي لسوريا، موضحًا أن هناك تواطؤًا إقليميًا لصالح مشروعين: إسرائيلي وتركي، في ظل غياب أي مشروع عربي تحرري، ووجود أنظمة عربية “متصهينة” تخدم مصالح إسرائيل وأمريكا مجانًا.

كما انتقد محاولات الإيهام بوجود خلافات أميركية إسرائيلية، قائلًا: “الأميركي يخطط والإسرائيلي ينفذ”، مشيرًا إلى أن ما يحدث من إبادة في غزة، وعدوان على لبنان وسوريا واليمن وإيران، ليس حدثًا معزولًا بل جزء من مخطط متكامل لتصفية محور المقاومة.

وأشار إلى أن إسرائيل تستخدم الحكام الجدد في سوريا وميليشيات محلية لتنفيذ مخطط التقسيم، تمهيدًا لـ”زمن إسرائيلي جديد” في المنطقة، يُفرض عبر حوارات تطبيعية وهمية تبررها الأزمات الأمنية والعسكرية.

وفي ختام حديثه، شدد عرابي على أن خارطة الشرق الأوسط التي ترسمها إسرائيل تقوم على تقسيم العالم العربي إلى دويلات طائفية متناحرة، وأن تفتيت سوريا ليس غاية بحد ذاته، بل مدخل لتصفية القضية الفلسطينية، مؤكدًا: “إذا ضاعت سوريا، ضاعت فلسطين”.