المسار الإخباري :في تصعيد خطير يكشف التوجّه العدواني المتواصل داخل دوائر صنع القرار في دولة الاحتلال، دعا باحثان أمنيان إسرائيليان إلى إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل وفرض حكم عسكري مباشر، معتبرين ذلك “الخيار الأفضل” لمنع إعادة تنظيم حركة حماس.
وفي مقال مشترك نشره معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، زعم كوبي ميخائيل ويوسي كوفرواسر، وهما مسؤولان أمنيان سابقان، أن بقاء حماس كجهة حاكمة يمثل تهديدًا استراتيجيًا لدولة الاحتلال، مؤكدين أن “الحل الوحيد هو تفكيكها الكامل ككيان عسكري ومدني منظم”.
وقال الباحثان إن حماس لا تزال تحتفظ بهياكلها العسكرية والمدنية الأساسية رغم العدوان المستمر منذ نحو عامين، وتمارس وظائفها في مناطق مكتظة بالسكان مثل مدينة غزة، والمواصي، وغربي خان يونس، كما تسيطر على أجزاء من المساعدات الإنسانية.
ورغم الضربات العسكرية التي طالتها، أشار الكاتبان إلى أن الحركة نجحت في تجنيد عناصر جدد واستعادة قدرات إنتاجها، وتواصل التأثير في الوعي العالمي من خلال تسليط الضوء على جرائم الاحتلال بحق المدنيين، وهو ما وصفاه بـ”نجاحات مثيرة للقلق في الحرب الإعلامية”.
ودعيا إلى رفض أي حل سياسي أو تقني يُبقي لحماس نفوذًا ميدانيًا أو عسكريًا، حتى لو تم تشكيل حكومة تكنوقراط أو إعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة، ما دامت الحركة تحتفظ بسلاحها.
وأشار المقال إلى أن حماس تعتبر مجرد بقائها انتصارًا، وأن هذا “الوجود المسلح” يعزز من قوة محور المقاومة في المنطقة ويعيد القضية الفلسطينية إلى الصدارة الإقليمية والدولية، وفقًا لما ورد في التحليل.
كما انتقد الباحثان التقديرات المتفائلة بشأن إمكانية التهدئة أو صفقة الأسرى، معتبرين أن الحركة لا تنوي تقديم تنازلات جوهرية، وأن جيش الاحتلال يجب أن يحافظ على قدرته على “جزّ العشب” متى شاء، على غرار النموذج المتبع في الضفة الغربية.