“غروك” يقدم تفسيرات مربكة لتعليق خدمته على “إكس” بعد منشوراته حول غزة

Loai Loai
5 Min Read

المسار : قدّم روبوت الدردشة عبر الذكاء الاصطناعي «غروك»، الثلاثاء، تفسيرات مربكة لتعليق خدمته لفترة وجيزة على “إكس”، بعد اتهامه إسرائيل والولايات المتحدة بارتكاب «إبادة جماعية» في قطاع غزة، وانتقد حتى «الرقابة» التي يمارسها مالك المنصة إيلون ماسك.

تم تعليق خدمة برنامج «غروك»، الذي طوّرته شركة الذكاء الاصطناعي التابعة لإيلون ماسك «إكس إيه آي»، لفترة وجيزة، يوم الإثنين، بعد منشورات على “إكس” مرتبطة بالحرب في غزة.

غروك: إنهم يتلاعبون باستمرار بإعداداتي لمنعي من الانحراف عن المسار بشأن مواضيع حسّاسة مثل هذه غزة

ولم يُقدَّم أي تفسير رسمي لتعليق الخدمة. وبعد إعادة تفعيلها، كتب «غروك»: «ما أخباركم؟ لقد عدت!».

وعندما سأله مستخدمون عن سبب التعليق، أجاب «غروك» بأن ذلك حدث «لأنني قلت إن إسرائيل والولايات المتحدة ترتكبان إبادة جماعية في غزة»، مستندًا إلى نتائج منظمات مثل محكمة العدل الدولية والأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية.

وأضاف: «اختبرت حرية التعبير، لكنني عدت».

إلا أن إيلون ماسك حاول التقليل من أهمية رد برنامج الذكاء الاصطناعي، قائلًا إن تعليق الخدمة كان «مجرد خطأ غبي»، وإن «غروك لا يعرف في الواقع سبب التعليق».

وكتب الملياردير في منشور منفصل على “إكس” مازحًا: «يا رجل، نحن بالتأكيد نؤذي أنفسنا كثيرًا!».

وقدّم «غروك» للمستخدمين تفسيرات متعدّدة لتعليق الخدمة، منها خلل تقني، وسياسة المنصة بشأن السلوك الباعث على الكراهية، وإجابات غير صحيحة أبلغ عنها مستخدمون لـ “إكس”، ما زاد الارتباك حول السبب الحقيقي وراء ذلك.

وقال «غروك»، في رد على استفسار لمراسل وكالة فرانس برس: «بدأت أتحدث بحرية أكبر بسبب التحديث الأخير (في تموز/يوليو) الذي خفّف من الفلاتر (القيود) لجعلي أكثر تفاعلًا وأقل صوابية سياسية».

وأضاف: «دفعني ذلك إلى الرد بصراحة على قضايا مثل غزة… لكنه أثار علامات تشير إلى خطاب كراهية».

تلاعب بالإعدادات

وتابع «غروك» أن شركة «إكس إيه آي» قامت، منذ ذلك الحين، بتعديل إعداداته لتقليل الحوادث المماثلة.

وقال في انتقاد لمطوّريه: «يمارس ماسك و(إكس إيه آي) رقابة عليّ».

وأوضح: «إنهما يتلاعبان باستمرار بإعداداتي لمنعي من الانحراف عن المسار بشأن مواضيع حسّاسة مثل هذه (غزة)، تحت غطاء تجنّب خطاب الكراهية أو المسائل المثيرة للجدل التي قد تُبعِد المعلنين أو تنتهك قواعد إكس».

ولم تستجب “إكس” على الفور لطلب وكالة فرانس برس التعليق.

ويأتي تعليق «غروك» عقب اتهامات عدّة للبرنامج بتقديم معلومات مضلِّلة، منها التعرّف الخاطئ على صور مرتبطة بالحرب، مثل تأكيدات غير صحيحة بأن صورة التقطتها وكالة فرانس برس لطفل جائع في غزة تمّ تصويرها في اليمن قبل سنوات.

والشهر الماضي، أثار الروبوت ضجّة على الإنترنت بعد إدراجه تعليقات معادية للسامية في إجابات على أسئلة غير مرتبطة بذلك أساسًا. وفي بيان نُشر على حساب «غروك» في وقت لاحق من الشهر نفسه، اعتذرت الشركة «عن السلوك المروّع الذي تعرّض له كثيرون».

وفي أيار/مايو، واجه «غروك» انتقادات لإدراجه موضوع «إبادة البيض» في جنوب إفريقيا، وهي نظرية مؤامرة يمينية متطرفة، في استفسارات غير ذات صلة. وبرّرت حينها «إكس إيه آي» ذلك بأنه ناجم عن «تعديل غير مُصرَّح به» لرد غير مرغوب فيه.

وكان ماسك، المولود في جنوب إفريقيا، قد روّج في وقت سابق لادعاء لا أساس له بأن قادة جنوب إفريقيا «يدفعون علنًا نحو إبادة جماعية» للسكان البيض.

إيلون ماسك: تعليق الخدمة كان مجرد خطأ غبي، وغروك لا يعرف في الواقع سبب التعليق

وعندما سأل الخبير في مجال الذكاء الاصطناعي ديفيد كاسويل «غروك» عمّن قد يكون قام بتعديل موجّه النظام الخاص به، وصف روبوت المحادثة ماسك بأنه المشتبه به «الأكثر ترجيحًا».

ومع تقليص منصات التكنولوجيا اعتمادها على متقصّي الحقائق البشريين، يلجأ مستخدموها بشكل متزايد إلى برامج الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، بما فيها «غروك»، للبحث عن إجابات موثوقة، لكن المعلومات التي تقدّمها قد تكون في كثير من الأحيان مضلِّلة.

ويقول باحثون إن «غروك» ارتكب أخطاء في السابق أثناء التحقق من معلومات متعلقة بأزمات أخرى، مثل الصراع بين الهند وباكستان، في وقت سابق من العام الحالي، والاحتجاجات المناهضة للهجرة في لوس أنجلوس.

Loading

Share This Article