فرنسا توقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية “إلعال”

Loai Loai
4 Min Read

المسار : أوقفت الحكومة الفرنسية إصدار تأشيرات العمل لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية “إلعال”، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، مؤكدة معلومات كانت قد كشفتها في وقت سابق الصحافة.

اتُّخذ هذا القرار احتجاجًا على عمليات التفتيش المنتظمة التي يتعرض لها الدبلوماسيون الفرنسيون عند صعودهم إلى طائرات الشركة، إذ تؤكد مصادر دبلوماسية أن الخطوة أتت في إطار إجراء انتقامي ردا على عمليات التفتيش التي أصبحت “روتينية” بحق الدبلوماسيين الفرنسيين عند صعودهم على متن رحلات “إلعال”. وتضيف المصادر ذاتها أن “حوارا قد فُتح مع السفارة الإسرائيلية” من أجل “إيجاد حل سريع”.

فمنذ عدة أسابيع، يواجه موظفو الأمن في “إلعال” رفضًا من وزارة الخارجية الفرنسية لمنحهم أو تجديد تأشيرات عملهم. ويتمركز هؤلاء الموظفون في مطار رواسي-شارل ديغول، وكذلك في مطاري نيس ومرسيليا اللذين تسير إليهما الشركة رحلات أيضًا. وقبل الصعود إلى الطائرة، يطرحون أسئلة أمنية على الركاب.

للتذكير، منذ السبعينيات، وبعد سلسلة من عمليات خطف الطائرات التي نفذتها حركات فلسطينية مسلحة، أصبحت إسرائيل شديدة الحرص على أمن رحلات شركاتها الوطنية، إذ تبني هذه الشركات سمعتها على ذلك.

يحتاج هؤلاء الموظفون، وبعضهم مسلح، إلى تأشيرة خاصة لممارسة عملهم، شأنهم شأن الموظفين غير الدبلوماسيين في السفارات والقنصليات. لكن إصدار أو تجديد هذه التأشيرات هو ما تم تعليقه، وهو محور النقاشات الجارية مع وزارة الخارجية الفرنسية. وتقول مصادر دبلوماسية فرنسية إن تجميد التأشيرات جاء ردًا على “التفتيشات المنتظمة التي يتعرض لها الدبلوماسيون الفرنسيون عند سفرهم إلى إسرائيل على متن رحلات إلعال”.

في المقابل، قالت السفارة الإسرائيلية لدى باريس: “نرفض رفضًا قاطعًا الادعاءات بشأن معاملة غير لائقة للدبلوماسيين الفرنسيين. وفي الوقت نفسه، تتضرر عائلات كاملة من موظفي الأمن الإسرائيليين، ويتعرض العمل الأمني المهم للخطر”.

تؤمّن شركة “إلعال” ما يصل إلى خمس رحلات يوميًا إلى إسرائيل من باريس، بالإضافة إلى رحلات موسمية من نيس ومرسيليا. كما أنها ظلّت لعدة أسابيع، الشركة الوحيدة التي تشغل هذه الخطوط، بعد أن علّقت “إير فرانس” وفرعها “ترانزافيا” رحلاتهما إلى تل أبيب لأسباب أمنية مرتبطة بالعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.

وزارتا خارجية البلدين اكتفتا بالإشارة إلى أن المناقشات جارية دون الكشف عن مضمونها أو جدولها الزمني. ويبدو، على أي حال، أن شركات الطيران أكثر براغماتية من الدول، إذ ترتبط “إلعال” و“إير فرانس” باتفاق “تشارك الرموز” الذي يسمح لكل منهما ببيع تذاكر رحلات الأخرى على موقعها الإلكتروني، كما يمكن نقل الركاب بين الشركتين في حال إلغاء إحدى الرحلات.

خلال الأشهر الستة الماضية، بلغت التوترات بين حكومتي البلدين ذروتها عندما منعت الحكومة الفرنسية الشركات الإسرائيلية من عرض أجنحة في معرضي “يوروساتوري“ و“يورونافال” العسكريين اللذين نُظّما في منطقة باريس، قبل أن تلغي المحكمة الفرنسية هذه القرارات.

جاء الإعلان عن توقيف الحكومة الفرنسية إصدار تأشيرات العمل لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية “إلعال”، غداة واقعة أخرى أثارت جدلاً كبيراً. فبعد إقلاع رحلة لـ“إلعال” من مطار رواسي سال ديغول متجهة إلى تل أبيب، وأثناء التواصل الروتيني مع برج المراقبة، فوجئ الطيارون برسالة “فري بالستاين” من مراقب جوي بدلاً من التحية المعتادة “رحلة سعيدة”. وقد أُبلغت إدارة الشركة بالحادثة واحتجت رسميًا، مطالبةً بتفسير من المديرية العامة للطيران المدني في فرنسا.

في منشور له، أعلن وزير النقل فيليب تابارو أنه طلب “فتح تحقيق إداري”، معلنا لاحقا أن “تحليل التسجيلات يثبت أن الواقعة صحيحة. وقد تم تحديد هوية الفاعل وهو مراقب جوي، وتم سحب صلاحياته فورًا إلى حين إشعار آخر، وفتح إجراء تأديبي بحقه. ويجب أن تكون العقوبة على قدر خطورة الحادث”.

Loading

Share This Article