نعيم قاسم: لن نسلّم السلاح وسنخوضها “معركة كربلائية” إذا لزم الأمر

Loai Loai
9 Min Read

المسار : بدأت تتكشّف ترددات زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني لبيروت، من خلال خطاب عالي النبرة لأمين عام “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم الذي أكد مجدداً رفض تسليم السلاح، قائلاً “لن تسلم المقاومة سلاحها والعدوان مستمر والاحتلال قائم، وسنخوضها معركة كربلائية إذا لزم الأمر، في مواجهة هذا المشروع الإسرائيلي الأمريكي مهما كلفنا، ونحن واثقون أننا سننتصر في هذه المعركة. وهيهات منا الذلة”، محملاً “الحكومة اللبنانية كامل المسؤولية لأي فتنة يمكن أن تحصل”، سائلاً “كيف تقبلون في الحكومة تسهيل قتل شركائكم في الوطن، لتعيشوا حياتكم كما وعدوكم؟”.

وأضاف “هذه الحكومة تنفذ الأمر الأمريكي الإسرائيلي بإنهاء المقاومة، ولو أدى ذلك إلى حرب أهلية وفتنة داخلية، وهي تقوم بخدمة المشروع الإسرائيلي، أكانت تدري أم لا تدري؟”. وبعدما حمّل الحكومة مسؤولية أي انفجار داخلي، قال “لا حياة للبنان إذا كنتم ستقفون في المقلب الآخر، وتحاولون مواجهتنا والقضاء علينا، لا يمكن أن يُبنى لبنان إلا بكل مقوماته. إما أن يبقى ونبقى معاً، وإما على الدنيا السلام”.

المقاومة نتاج مدرسة كربلاء

كلام الشيخ قاسم جاء في أربعينية الامام الحسين، حيث قال “المقاومة اليوم هي نتاج مدرسة كربلاء. في 14 آب/أغسطس سنة 2006، احتفلنا بانتصار تموز/يوليو سنة 2006. خاضت المقاومة وشعبها وجيشها حربًا عدوانية كبيرة لمدة 33 يومًا، وكانت النتيجة أن حققنا النصر الكبير من خلال معركة الوعد الصادق. وتوجّه “بالشكر للجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي دعمتنا بالمال، والسلاح، والإمكانات، والمواقف الإعلامية والسياسية، وتحملت إلى جانبنا، وقدمت شهداء: الحاج قاسم، وباقي الشهداء، في هذه الأرض البعيدة عن أرضهم”.

قاسم: هذه الحكومة تنفذ الأمر الأمريكي الإسرائيلي بإنهاء المقاومة، ولو أدى ذلك إلى حرب أهلية وفتنة داخلية

وعرض أمين عام “حزب الله” لاتفاق وقف اطلاق النار الذي عقدته الدولة اللبنانية في تشرين الثاني/نوفمبر سنة 2024، معتبراً أن “هذا يعني أن الدولة ستتصدى لحماية أرضها ومواطنيها، وتتكفل بطرد العدوان، انسجاما مع الاتفاق من ناحية، ومع وظيفتها التي تبنت أن تأخذها على عاتقها”. وأشار إلى “أن المقاومة أعانت الدولة لتمسك زمام المبادرة، من خلال تسهيل انتشار الجيش في جنوب لبنان، وثمانية أشهر من الصبر، ونحن مستهدفون كمقاومين، وبيئة مقاومة، بالتحديد، من بين كل الواقع اللبناني. ومع ذلك، صبرنا وتحملنا، لأننا آمنّا بأن مستلزمات بناء الدولة، وتصدي الدولة، والمساعدة في نهضة لبنان، تتطلب صبرًا في هذه المرحلة”.

استطلاع رأي

واستند قاسم إلى استطلاع رأي أجراه المركز الاستشاري للدراسات لمعرفة رأي الشعب اللبناني من المقاومة، وفيه “أن 72 بالمئة من المستطلعين يقولون: لا يستطيع الجيش بمفرده التصدي لأي عدوان. 76 بالمئة يقولون إنهم لا يثقون بالدور الدبلوماسي وحده. 58 بالمئة عارضوا سحب السلاح من دون استراتيجية دفاعية. 73 بالمئة يقولون: ما يجري في سوريا خطر وجودي على لبنان”.

واضاف “جاء قرار الحكومة اللبنانية في 5 آب ليجرد المقاومة ولبنان من السلاح الدفاعي أثناء العدوان. هذا القرار الحكومي يعني تسهيل قتل المقاومين وأهلهم، وطردهم من أرضهم وبيوتهم. كان على الحكومة أن تبسط سلطتها بطرد إسرائيل أولًا. كان على الحكومة أن تعمل على حصرية السلاح بمنع الإسرائيلي أن يكون متواجدًا أو أن يكون سلاحه متواجدًا على الأرض. لكن هذه الحكومة تنفذ الأمر الأمريكي الإسرائيلي بإنهاء المقاومة، ولو أدى ذلك إلى حرب أهلية وفتنة داخلية. الحكومة تقوم بخدمة المشروع الإسرائيلي، أكانت تدري أم لا تدري؟ لاحظوا فرح الكيان الإسرائيلي. لاحظوا تعبيرات نتنياهو وغيره.

تسهيل قتل الشركاء

وتابع: “كيف تقبلون في الحكومة تسهيل قتل شركائكم في الوطن، لتعيشوا حياتكم كما وعدوكم؟ عجيب أمركم والله، أنا أقول لكم: لا تخافوا، لا تخافوا منهم، هم جبناء، هم غير قادرين، هم يعلمون أنهم سيخسرون كل شيء إذا أطاحوا بلبنان. توقفوا أن تعيشوا حالة التهويل، وتقولوا إنكم تحاولون تحافظوا على لبنان؟ لا، أنتم لا تحاولون أن تحافظوا على لبنان، أنتم تحاولون أن تعملوا لتحافظوا على حياتكم وعلى حالكم، حتى ولو قضي على شركائكم في الوطن. هل هذه شراكة؟ هل هذه وطنية؟”.

ورأى أنه “كما فشلت حروب إسرائيل المتكررة على لبنان، ستفشل هذه المرة أيضًا. قولوا لهم: عندما يقولون لكم يجب أن تعملوا كذلك ويصدرون الأوامر. قولوا لهم: لا نستطيع خوفًا على البلد. قولوا لهم: لا نريد، لأننا نريد بناء بلدنا مع شركائنا. قولوا لهم: لن نعتدي على مواطنين وأهلنا. فلتجتمع الحكومة للتخطيط لمواجهة العدوان. هذه هي وظيفتها: لتأمين الاستقرار، وإعمار لبنان، لا لتسليم البلد إلى متغول إسرائيلي لا يشبع، ولا طاغية أمريكي لا حدود لطمعه”.

أين الميثاقية والاستراتيجية؟

ولفت أمين عام “الحزب” إلى “أن الحكومة اتخذت قرارًا خطيرًا جدًا، خالفت فيه ميثاق العيش المشترك، وهي تعرّض البلد لأزمة كبيرة. في الفقرة “ي”، من الدستور يقول: “لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك”. أنتم ناقضتموها الآن؟ بالبيان الوزاري لهذه الحكومة، يقول: “إن الدفاع عن لبنان يستدعي إقرار استراتيجية أمن وطني على المستويات العسكرية والديبلوماسية والاقتصادية”. أين هذه الاستراتيجية؟ مع من تناقشوها؟ ضربتم الاستراتيجية، ضربتم الأمن الوطني، رفضتم كل شيء”.

وعن النزول إلى الشارع، قال “يمكن أن يسأل البعض: حسناً، بعد ما أخذت الحكومة هذا القرار اللا ميثاقي، لماذا لم تنزلوا على الشارع؟ لماذا لم تعملوا تظاهرات ضخمة؟ وردني أنه بقلب السفارة الأمريكية، متعجبين: كيف ما نزل الشيعة والمقاومون ليعملوا تظاهرات ضخمة؟ ماذا تريدين يا سعادة السفيرة؟ يبدو عندك شيء ما بيركب إلا إذا نزلنا بالتظاهرات. أنا سأقول لكم من الآخر، لأنه كان يوجد بعض الأفكار تتحدث عن ضرورة الاعتراض في الشارع. اتفق “حزب الله” و”حركة أمل” أن يؤجلوا فكرة أن يكون هناك تظاهرات في الشارع، على قاعدة أنه يوجد مجال لفرصة، يوجد مجال لنقاش، يوجد مجال لإجراء تعديلات قبل أن نصل إلى المواجهة التي لا يريدها أحد. ولكن إذا فُرضت علينا نحن لها، ونحن مستعدون لها، ولا خيار أمامنا، حينها تحصل تظاهرة بالشوارع، تعم لبنان، تذهب على السفارة الأمريكية، تقوم بأعمال لها علاقة بنصرة الحق وإبراز الحضور والوجود. هذا يصبح أمرًا آخر، لوقته هو بالحسبان. ولكن هذا ليس هو الوقت”.

البقاء في الحكومة

واضاف “حتى بقاؤنا في قلب الحكومة، كان باتفاق على قاعدة أننا نعتبر الجلستين، خمسة وسبعة آب، غير ميثاقيتين، وكأنهما لم يكونا في حياة لبنان ولا في الوضع القانوني، ونستمر، حتى لا نتركهم وحدهم، وحتى نحاول أن نأتي بهم إلى طريق الصواب. تريدون أن تعرفوا موقف “حزب الله”. يبدو أنه تنتظرونه منذ زمن، مع العلم أننا كررناه بأوقات مختلفة، لكن اليوم سوف أقوله بصريح العبارة: لن تسلم المقاومة سلاحها والعدوان مستمر والاحتلال قائم، وسنخوضها معركة كربلائية إذا لزم الأمر، في مواجهة هذا المشروع الإسرائيلي الأمريكي مهما كلفنا ونحن واثقون أننا سننتصر في هذه المعركة. وهيهات منا الذلة”.

وختم قاسم: “نحمل الحكومة اللبنانية كامل المسؤولية لأي فتنة يمكن أن تحصل، نحن لا نريدها، ولكن هناك من يعمل لها. تتحمل الحكومة اللبنانية مسؤولية أي انفجار داخلي، وأي خراب للبنان. تتحمل الحكومة اللبنانية مسؤولية في تخليها عن واجبها في الدفاع عن أرض لبنان وعن مواطنيها. لستم معذورين إذا تصديتم بهذه الطريقة، وأخذتم هذه القرارات، وأديتم إلى خراب البلد. قوموا بوظيفتكم في تأمين الاستقرار والدفاع عن لبنان، وحماية لبنان، وليس المشاركة في العدوان على مكون بأكمله، وعلى كل المؤيدين للمقاومة من مختلف الجهات والطوائف والمناطق. فلنكن معاً في بناء البلد، لنربح جميعاً. لا يُبنى البلد لمكون دون آخر. هذه أرضنا معاً، هذا وطننا معاً، نحيا بعزة معاً، ونبني سيادته معاً. أو لا حياة للبنان إذا كنتم ستقفون في المقلب الآخر، وتحاولون مواجهتنا والقضاء علينا، لا يمكن أن يُبنى لبنان إلا بكل مقوماته. إما أن يبقى ونبقى معاً، وإما على الدنيا السلام. وأنتم تتحملون المسؤولية، وعلى الله الاتكال. وأكرر القول: ما تركتك يا حسين”.

Loading

Share This Article