المسار : قضى ما لا يقل عن 11 يمنيًا بينهم ستة أطفال وامرأة حامل جراء صواعق رعدية، بالإضافة إلى طفل سابع جراء انهيار صخري، خلال أسبوع، إثر موجة ماطرة في عدد من المحافظات اليمنية.
ويشهد البلد تغيرات مناخية، زاد معها ضحايا الصواعق الرعدية، وبخاصة في السنوات الخميس الأخيرة.
ورصدت «القدس العربي» خلال أسبوع، مصرع 11 يمنيًا بينهم سبعة أطفال جراء صواعق رعدية وانهيار صخري في خمس محافظات بالتزامن مع هطول أمطار غزيرة، وفق ما نشرته وسائل إعلام محلية خلال الفترة 11-18 أغسطس/آب، مما يعني أن واقع الضحايا أكبر من ذلك، لاسيما وأن جميع الضحايا المعلن عنها شهدتها مناطق ريفية.
وسجل أمس الأول الأحد الرقم اليومي الأكبر من المحصلة المرصودة، إذ أُعلن عن وفاة خمسة أشخاص بينهم امرأة حامل وطفل.
وذكرت وسائل إعلام محلية، أن عبده محمد صالح العديم (70 عاما) توفي إثر تعرضه لصاعقة رعدية في منزله في قرية خذاف الأسفل منطقة بني يوسف في مديرية الحيمة الداخلية بمحافظة صنعاء (شمال). كذلك توفيت امرأة حامل في قرية الجماجم بمديرية حفاش بمحافظة المحويت (شمال)، وذكرت مصادر محلية أن الصاعقة باغتت المرأة أثناء هطول أمطار رعدية غزيرة شهدتها المنطقة، ما أدى إلى وفاتها على الفور. كما توفي كل من حسن حسن حقلي (40 عاما) وحسين هادي حسين حبلي (60 عاما) وإصابة ثالث في قرية محصام السنيدر بالربع الشرقي في مديرية الزهرة بمحافظة الحديدة (غرب)، ونُقل عن شهود عيان أن الصاعقة ضربت الثلاثة أثناء تواجدهم في أحد الحقول، ما أدى إلى مصرع اثنين منهم في الحال، فيما جرى إسعاف الشخص الثالث إلى أحد المرافق الطبية بالمديرية لتلقي العلاج.
من الأطفال، لقي سبعة مصرعهم خلال الأسبوع، فقضى طفل المواطن يوسف يحيى سمح فارع (8 سنوات)، من أهالي منطقة خِيوان بمديرية حوث بمحافظة عمران (شمال)، إثر تعرضه لصاعقة رعدية بعد ظهر الأحد، مع استمرار هطول الأمطار. وطبقًا لمصادر محلية، فإن الطفل كان خارج المنزل أثناء هطول الأمطار، عندما ضربت صاعقة رعدية قوية المكان، وأودت بحياته على الفور، رغم محاولات إسعافه.
في 11 أغسطس، توفي طفلان شقيقان جراء تعرضهما لصاعقة رعدية في منطقة المناسم، قرية المواسطة، بعزلة الضعة بمديرية الصلو في محافظة تعز(جنوب غرب). وقع الحادث المأساوي أثناء هطول أمطار غزيرة على المنطقة، إذ قضى الطفل أسعد سعيد (9 سنوات) وشقيقته ملاك سعيد (5 سنوات) بعد أن ضربت صاعقة رعدية منزلهما.
وفي حادثة أخرى، توفي الطفل محمد محمود عبد العزيز (8 سنوات)، جراء سقوط صخرة عليه بالتزامن مع هطول الأمطار، أثناء رعيه للأغنام بذات المديرية.
وفي محافظة المحويت (شمال)، قضت فتاة (17 سنة)، بصاعقة رعدية ضربت منزلًا بقرية مذبة بمديرية جبل المحويت، دون تفاصيل إضافية.
في 12 أغسطس، شهدت محافظة حجة (شمال)، وفاة طفلين وإصابة خمسة أشخاص إثر صاعقة رعدية ضربت قرية المقنزع بعزلة الوسط مديرية عبس، دون مزيد من التفاصيل عن الضحايا.
ويشهد عدد من المحافظات اليمنية حاليًا أمطاراً رعدية، نجم عنها تسجيل عدد من الحوادث المشابهة ووقوع المزيد من الضحايا، بالتزامن مع تزايد التحذيرات من مخاطر التعرض للصواعق، وتحديدًا في الأماكن المكشوفة، موصية بضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة، لاسيما إغلاق الأجهزة الكهربائية وأنظمة الطاقة الشمسية خلال العواصف.
وتشهد اليمن في السنوات الخمس الأخيرة تزايدًا في حوادث الوفاة الناجمة عن الصواعق الرعدية بالتزامن مع التغيرات المناخية التي يشهدها البلد.
ورصد تقرير للصحافي اليمني أحمد الكمالي أعده العام الماضي لعدة منصات ونشرته صحيفة (اليمني الأميركي) في ولاية ميشيغان، 187 حالة وفاة والعشرات من الإصابات بالصواعق الرعدية في اليمن خلال عام 2024، غالبيتها خلال الأشهر يوليو –أكتوبر ممثلة في (171)، وهي فترة موسم الأمطار في اليمن، مؤكدًا رصد 594 حالة وفاة جراء الصواعق الرعدية في البلد خلال الخمسة الأعوام الأخيرة، بالاعتماد على وسائل أعلام محلية ومصادر مفتوحة، وبخاصة في رصد ضحايا الموسمين 2023 و2024.
وعزا إلى باحثين ارتفاع حوادث الصواعق الرعدية في اليمن في السنوات الأخيرة بنسبة كبيرة عما كانت عليه قبل خمس سنوات إلى متغيرات الحالة المناخية.
ووفقًا لتقرير للبنك الدولي، يعتبر اليمن من بين أكثر البلدان العربية تأثرًا بالتداعيات السلبية للمتغيرات المناخية.
وأرجعت مصادر متخصصة، وقوع معظم حوادث الصواعق الرعدية في المناطق الريفية إلى خلو تلك المناطق من منظومات موانع الصواعق على عكس المدن المحمية بمنظومات موانع صواعق.