أمينة أردوغان تحث ميلانيا ترامب على إبداء التعاطف مع أطفال غزة كما فعلت مع أطفال أوكرانيا

Loai Loai
6 Min Read

المسار : بعثت أمينة أردوغان عقيلة الرئيس التركي، رسالة إلى نظيرتها الأمريكية ميلانيا ترامب، دعتها فيها لإظهار نفس الحرص تجاه الأزمة الإنسانية في قطاع غزة والتعاطف مع الأطفال الفلسطينيين، تماما كما فعلت حيال أطفال أوكرانيا.

وبدأت السيدة التركية الأولى رسالتها إلى ميلانيا ترامب بتحيتها بمودة صادقة واحترام كبير.

وأضافت أن لقاءهما قبل 6 سنوات في البيت الأبيض بواشنطن ما زال حاضرا في ذهنها بفضل الأحاديث الودية والضيافة الرفيعة التي أبدتها ترامب آنذاك.

ولفتت إلى أن الأحاديث التي جرت بينهما خلال تناول الطعام على انفراد والمشي في الحديقة، أظهرت لها أن ميلانيا ترامب تملك ضميرا حساسا تجاه القضايا الراهنة.

وأشارت أمينة أردوغان أنها رأت انعكاس هذا الحس الإنساني أيضا في الرسالة التي وجهتها ميلانيا ترامب إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا.

أمينة أردوغان: واثقة بأن تعاطفكم مع أطفال أوكرانيا سيشمل أطفال غزة الذين قُتل منهم 18 ألفاً ضمن 62 ألف مدني خلال عامين

وقالت أردوغان إنها وجدت في كلمات ميلانيا ترامب بالرسالة تعبيرا صادقا عن وجدان الإنسانية جمعاء، مؤكدة تقديرها لهذا الموقف القيم.

وأردفت “كما ذكرتم في رسالتكم، فإن حق الأطفال في النمو في بيئة آمنة مليئة بالمحبة هو حق عالمي غير قابل للنقاش”.

وأكدت أن هذا الحق ليس امتيازا خاصا بجغرافيا أو عرق أو هوية إثنية أو جماعة دينية أو أيديولوجية معينة.

وبناء عليه، قالت أمينة أردوغان إن الوقوف إلى جانب المظلومين المحرومين من هذا الحق هو قبل كل شيء وفاء بمسؤولية كبرى تجاه الإنسانية جمعاء.

وأضافت: “وفي هذا السياق، وبصفتك زوجة رئيس دولة، فإن تعاطفكم مع ضحايا الحرب المدمرة في أوكرانيا، والعائلات التي تفرقت، والأطفال الذين فقدوا ذويهم، يمثل مبادرة تبعث الأمل في القلوب”.

ولفتت إلى أن مطالبة ميلانيا ترامب باستعادة الأطفال الأوكرانيين ضحكاتهم البريئة بدلا من “ضحكاتهم الصامتة التي أجبروا عليها” يحمل مغزى كبيرا.

وتابعت قائلة: “إني على يقين بأن هذه الحساسية الإنسانية التي أبديتموها تجاه 648 طفلا أوكرانيا قُتلوا في الحرب، ستظهرونها بشكل أقوى أيضا من أجل غزة، حيث قُتل خلال عامين 62 ألف مدني بريء بوحشية بينهم 18 ألف طفل”.

أمينة أردوغان: هل خطر ببالكم أن نستخدم مفهوم ’الجندي المجهول’ للأطفال أيضا يوما ما؟

وأكدت أمينة أردوغان في رسالتها أن غزة تشهد أبشع أنواع الظلم وأفظع إبادة جماعية عرفها التاريخ الحديث.

وأشارت إلى أن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) يشبّه غزة، حيث يُقتل طفل واحد كل 45 دقيقة، بـ”الجحيم فوق الأرض للأطفال” و”مقبرة الأطفال تحت الأرض”.

وتسألت أردوغان: “فهل خطر ببالكم يوما أننا سنستخدم مصطلح ’الجندي المجهول’، الذي كان يخص الجنود الذين لا يُعرف لهم هوية في الحروب، لوصف الأطفال؟”

وأردفت: “اليوم تُكتب على أكفان آلاف الأطفال الغزيين الذين لم يُعثر لهم على أقارب ولم يُعرف حتى اسمهم عبارة ’رضيع مجهول’، فتفتح جرحا لا يندمل في ضمائرنا”.

وقالت: “هؤلاء الأطفال الذين دُفعوا إلى حالة نفسية عميقة ومدمرة، نسوا تمامًا كيف يضحكون، يصرخون في الميكروفونات، بإنهم يتمنون الموت، حاملين في قلوبهم البريئة إرهاق حرب تفوق طاقتهم”.

وتابعت: “التاريخ في غزة يسجّل أن الشَعر الأبيض غزا رؤوس صغار أيتام فقدوا كل سند، من هول الألم والخوف”.

وأكدت أمينة أردوغان أن الأطفال الذين خُنقت ضحكاتهم ليسوا فقط أطفال أوكرانيا، بل إن أطفال فلسطين يستحقون نفس البهجة، نفس الحرية، ونفس المستقبل الكريم.

أمينة أردوغان: ما يجري في فلسطين ليس فقط إبادة جماعية، بل هو أبعد من ذلك؛ إنه فرض نظام دولي تعسّفي يُفرغ كل ما عدا مصالح فئة محدودة من قيمته، بما في ذلك أرواح الأطفال

دعت أردوغان نظيرتها الأمريكية إلى توجيه نداء قوي إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف الكارثة الإنسانية في غزة.

ورأت أن صدور مثل هذا النداء، في لحظة يشهد فيها العالم صحوةً مشتركة ويتحوّل فيها الاعتراف بفلسطين إلى إرادة عالمية، سيكون بمثابة تحمّل مسؤولية تاريخية تجاه الشعب الفلسطيني.

وأضافت أن “ما يجري في فلسطين ليس فقط إبادة جماعية، بل هو أبعد من ذلك؛ إنه فرض نظام دولي تعسّفي يُفرغ كل ما عدا مصالح فئة محدودة من قيمته، بما في ذلك أرواح الأطفال”.

ودعت إلى توحيد الأصوات والجهود لمواجهة هذا النظام الذي يرى أن حياة الأطفال في بعض مناطق العالم أقل قيمة من غيرهم.

وشددت أردوغان على ضرورة الدفاع عن القانون الدولي المهان والقيم الإنسانية والالتفاف حول المبادئ المشتركة.

وأردفت :”لقد تأثرت بعمق كأمّ وكامرأة وكإنسانة، بمشاعركم المعبّرة عنها في رسالتكم، وأتمنى أن تزرعوا نفس الأمل من أجل أطفال غزة المتعطشين للسلام والطمأنينة”.

وختمت قائلة:” لقد فات الأوان بالنسبة لـ 18 ألفا و885 طفلا ورضيعا غزيا فقدناهم، من بينهم هند رجب ذات الستة أعوام التي اغتيلت بـ335 رصاصة، والطفلة ريم ذات الثلاثة أعوام التي ودّعها جدها بقبلة على عينين ضاحكتين، لكن ما زال لدينا فرصة من أجل أكثر من مليون طفل غزي بقوا على قيد الحياة لقد حان الوقت منذ زمن بعيد”.

(الأناضول)

Loading

Share This Article