المسار : أكد شاي بارنز، مدير الإعلام في منظمة “بتسيلم” الحقوقية الإسرائيلية، أن “إسرائيل” تستخدم التجويع كأداة لتحقيق أغراض سياسية.
واتهم بارنز، في تصريح صحفي ، الحكومة الإسرائيلية بتعمد تفكيك المنظمات التابعة للأمم المتحدة المكلفة بتوزيع المساعدات في قطاع غزة لصالح الاعتماد على ما تُعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية” فقط.
وبين بارنز أن الهدف من ذلك هو تطبيق سياسة “تطهير عرقي” في قطاع غزة، مستندا إلى تصريحات وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس الذي أعلن سابقا عن نيته تدمير مدينة غزة، مثلما حدث في رفح.
وأكد بارنز أن “إسرائيل” كثفت الحصار بشكل ممنهج، مما أدى إلى حرمان السكان من الغذاء والماء، محذرا من أن هذه السياسات تتسبب في أزمة إنسانية حادة داخل القطاع.
وشدد أن الوضع الإنساني المتدهور في غزة لم يكن نتيجة طبيعية، بل نتيجة لسياسات إسرائيلية متعمدة، داعيا المجتمع الدولي إلى التحرك السريع لوقف المجاعة وحماية سكان القطاع، قبل فوات الأوان.
ولفت بارنز إلى أن أكثر من 200 شخص لقوا حتفهم في القطاع بسبب سوء التغذية، بينما تحتاج نحو 1500 امرأة حامل ومرضع لتغذية إضافية، محذرا من أن نحو 40 ألف طفل معرضون للوفاة إذا لم يتم التدخل العاجل.
واعتبر بارنز أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير خارجيته، ضد تقرير الأمم المتحدة الخاص بإعلان المجاعة في القطاع ووصفهم له بأنه “افتراءات” و”في سلة المهملات”، تعكس تعمد استخدام التجويع كأداة سياسية، مشددا على أن الحصار يشمل الغذاء والماء والدواء ويشكل تهديدا مباشرا لحياة المدنيين.
وبوتيرة يومية، تستهدف قوات الاحتلال منتظري المساعدات في مختلف أنحاء القطاع، وبلغ إجمالي ضحايا “لقمة العيش” ممن وصلوا مستشفيات القطاع 2,076 شهيدًا، وأكثر من 15,308 إصابات، وفق معطيات وزارة الصحة.
وكانت “بتسيلم” قد نشرت قبل يومين، تقريرا مطوّلا تحت عنوان “الحصار ومصائد الموت. كيف تجوِّع “إسرائيل” السكان في قطاع غزة”، أثبتت خلاله تنفيذ الاحتلال إبادة جماعية بشكل منهجي في القطاع المحاصَر، وفندت ادعاءات تل أبيب بشأن المجاعة.
وبيّن التقرير الآليات الإسرائيلية المتبعة للتجويع في غزة، من بينها منع دخول الغذاء، وتدمير البنى التحتية المحلية، وخلق ظروف قاتلة للحصول على الغذاء، ووصف مراكز توزيع الغذاء التابعة لـ”مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF) في جنوب القطاع ووسطه “مصائد موت تحت ستار المساعدة”.
وتقول منظمة العفو الدولية “أمنستي”، إن الاحتلال الإسرائيلي يُنفذ سياسة تجويع متعمدة في قطاع غزة. منوهة إلى الحصول على “شهادات جديدة” تكشف أدلة “دامغة” على أن تجويع الاحتلال للفلسطينيين في غزة سياسة متعمدة.
وأكدت وكالات مثل “أونروا” والمطبخ المركزي العالمي أن جهودها لإغاثة السكان تعرضت لإحباط مباشر من قبل الجيش الإسرائيلي، مع منع دخول الطواقم الدولية وفرض قيود صارمة على نقل المساعدات داخل القطاع.
وأمس الجمعة، أعلنت الأمم المتحدة رسميا المجاعة في غزة، بعد أن حذر خبراؤها من أن 500 ألف شخص يعيشون في حالة “جوع كارثي”، محملة “إسرائيل” المسؤولية عن ذلك، في ظل الحرب المتواصلة في القطاع منذ 2023.