كامالا هاريس تكشف الحقيقة.. هكذا تعامل بايدن مع الإبادة في غزة

المسار : وجهت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، انتقادات حادة للرئيس السابق، بسبب طريقة تعامله مع حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، وهو ما انعكس سلبا على حملتها الانتخابية لرئاسة الولايات المتحدة، والتي انتهت بخسارتها السباق الانتخابي أمام المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

وفي مذكراتها التي صدرت الثلاثاء، بعنوان “107 أيام”، استعرضت هاريس كيفية تعاطي إدارة بايدن مع أزمة هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وما تلاها من عدوان إسرائيلي تحول إلى حرب إبادة وتجويع استهدفت نحو 2.3 مليون إنسان في قطاع غزة، والانعكاسات السياسية لهذه الأحداث على حملتها الانتخابية.

واعتبرت هاريس أن تصريحات بايدن حول الفلسطينيين الأبرياء جاءت غير كافية وبصوت منخفض، بينما كان قادرا على أن يردد -بحماس وبصوت عال- أنه صهيوني.

وكتبت هاريس “لقد ناشدت جو، عندما تحدث علنا عن هذه القضية، أن يمتد نفس التعاطف الذي أظهره لمعاناة الأوكرانيين مع معاناة المدنيين الأبرياء في غزة، لكنه لم يستطع فعل ذلك”.

وتحدثت عن توترات داخلية وقعت بين موظفي البيت الأبيض بعد أن ألقت خطابا في مارس/آذار 2024 دعت فيه إلى وقف إطلاق النار في غزة، ووصفها الوضع في القطاع بأنه “أزمة إنسانية”.

وانتقدت هاريس -في كتابها- بعض مواقف الحكومة الإسرائيلية اليمينية وبعض ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي، لكنها لم تُخفِ إشادتها بما اعتبرته “إنجازات إسرائيلية” كاغتيال قائد حركة “حماس” يحيى السنوار، ورئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية.

وتلفت في كتابها إلى أن موقف إدارة بايدن من الحرب على غزة أسهم في نفور واسع بين الناخبين التقدميين والشباب، وهو ما انعكس بوضوح على مسار حملتها الانتخابية لاحقا.

وبهذا الصدد، تشير هاريس إلى إجابتها خلال حملتها الانتخابية، على سؤال عمّا كانت ستفعله لو كانت مكان الرئيس بايدن، بالقول “لم أكن لأفعل أي شيء مختلف عن بايدن”، وتعترف اليوم أن تلك الإجابة شكّلت خطأ سياسيا كلّفها الكثير.

كما تكشف هاريس أنها رفضت السماح لأقارب ضحايا غزة من الأميركيين الفلسطينيين بالظهور على منصة المؤتمر العام للحزب الديمقراطي.

وأشارت إلى أنها كافحت للاعتراف بتعقيد الصراع أثناء حملتها الانتخابية، وأنها ليست فقط قضية سياسية خارجية، بل قضية انتخابية محلية مع توغل دور اللوبي اليهودي في الحياة السياسية الأميركية، وزيادة الدعم الشعبي بين الديمقراطيين لحقوق الفلسطينيين.

واعتبرت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عمل على تقويض مكانة الرئيس بايدن خلال حرب غزة، أملا في عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بما يضمن استمراره في السلطة وتعزيز موقعه السياسي.

وحاولت هاريس النأي بنفسها عن موقف بايدن من الحرب، وقالت: “الحرب في غزة ليست قضية ثنائية، ولكن في كثير من الأحيان يكون الحديث حولها كذلك، لذا أردت أن أعترف بتعقيد المنطقة وفروقها الدقيقة وتاريخها”.

وتضيف: “لكن يبدو أن قلة قليلة من الناس لديهم الرغبة في ذلك أو الاستعداد لحمل روايتين مأساويتين في أذهانهم في الوقت نفسه، للحزن على المعاناة الإنسانية الإسرائيلية والفلسطينية على حد سواء”.

وأشارت إلى بروز أصوات داخل الحزب الديمقراطي تطالب بايدن بفرض حظر على الأسلحة، في محاولة لتغيير مسار الحملة الانتخابية وكسب تعاطف التقدميين الساخطين، خاصة ناخبي ميشيغان الذين صوّت كثير منهم بـ”غير ملتزم” في الانتخابات التمهيدية.

وتوضح هاريس أنها استبعدت اختيار حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو نائبا لها، رغم شعبيته في ولاية متأرجحة كبرى، بسبب مواقفه المؤيدة لإسرائيل، والتي أثارت انتقادات واسعة من التقدميين والشباب في الحزب الديمقراطي.

وتضيف أن التيار التقدمي رفض شابيرو تحديدا بسبب رفضه الدعوات إلى وقف إطلاق نار أحادي الجانب في غزة، وحرصه على تنتقاد ما اعتبره مظاهر “معاداة السامية” في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين.

وتقول إن الشباب المؤيدين للفلسطينيين، إلى جانب التقدميين المنتقدين لإسرائيل، شنوا حملة قوية على وسائل التواصل الاجتماعي لإقصاء شابيرو من سباق منصب نائب الرئيس على بطاقة الحزب الديمقراطي.

وتحدثت هاريس في كتابها عن توجهاتها المستقبلية قبل إعلان موقفها من انتخابات 2028، وحاولت الابتعاد عن إرث بايدن وسجل إدارته.

Share This Article