المسار : صوّت المجلس التنفيذي لليونسكو بأغلبية 55 صوتا لصالح العناني، وزير السياحة والآثار المصري السابق، مقابل صوتين لمنافسه إدوارد فيرمين ماتوكو (69 عاما) من جمهورية الكونغو، بينما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت.
فاز المصري خالد العناني، مساء الإثنين، بمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (“يونسكو”)، خلفا للفرنسية أودري أزولاي.
جاء ذلك خلال اجتماع للمنظمة في باريس، شمل تصويت المجلس التنفيذي لاختيار مدير عام جديد، وفق ما نقلت وكالة الأنباء المصرية الرسمية.
ووفق المصدر ذاته، فاز العناني بهذا المنصب، حتى عام 2029 بعد حصوله على أغلبية ساحقة، بعدد 55 صوتا من أصل 58.
وصوّت المجلس التنفيذي لليونسكو بأغلبية 55 صوتا لصالح العناني، وزير السياحة والآثار المصري السابق، مقابل صوتين لمنافسه إدوارد فيرمين ماتوكو (69 عاما) من جمهورية الكونغو، بينما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت.
وتعليقا على ذلك، قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في بيان: “أتقدم بخالص التهنئة للدكتور خالد العناني بمناسبة فوزه الكاسح في انتخابات المجلس التنفيذي لليونسكو، وانتخابه مديرا عاما للمنظمة”.
ووصف السيسي انتخاب العناني بأنه “إنجاز تاريخي يُضاف إلى سجل مصر الدبلوماسي والثقافي وإلى إنجازات الشعوب العربية والأفريقية”.
وأضاف: “هذا الفوز المستحق يُجسد مكانة مصر الحضارية، (..) ونحن على ثقة بأنه سيُسهم في تعزيز الحوار الثقافي وحماية التراث الإنساني، بما يليق بحضارة مصر و الحضارات الإنسانية العريقة”.
وفي كلمته عقب الفوز، قال بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، ورئيس وفد مصر بالاجتماع، إن العناني يعد أول مصري وعربي يشغل هذا المنصب، منذ تأسيس المنظمة في عام 1945.
وأكد أن فوزه يجسد “المكانة الريادية التي تحظى بها مصر على الساحتين الإقليمية والدولية”.
وأضاف أن “هذا الفوز لا يمثل فقط انتصارًا لمصر والعالمين العربي والإفريقي، بل هو احتفاء بمرشح يعكس مزيجًا ثقافيًا وحضاريًا فريدًا يمثل خلاصة طبقات الحضارات الإنسانية التي تعاقبت على أرض مصر، من الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والعربية الإسلامية، وصولًا إلى الحضارة الحديثة”.
وأشار عبد العاطي إلى أن “هذا الفوز التاريخي لأول مصري وعربي وثاني إفريقي بقيادة اليونيسكو، إنما يعكس الثقة الكبيرة التي أولتها الدول الأعضاء لمصر والعالمين العربي والإفريقي، ويؤكد موقعها الريادي في قلب الثقافة العالمية”.
وتعهد وزير خارجية مصر بأدوار عدة لليونسكو في عهد العناني قائلا: “رسالتنا اليوم تتجاوز الشكر، فهي دعوة للعمل الجاد المشترك، لنؤكد معا أن اليونسكو ستبقى بيتا للتنوع وبيتا للحوار بين الثقافات والحضارات، ومنارة للسلام وصون التراث الإنساني وتوسيع آفاق الإبداع والمعرفة وتمكين الشباب والمرأة”.
وبهذه النتيجة أصبح خالد العناني، المدير الـ12 لمنظمة اليونسكو، وأول مدير عام من العالم العربي يشغل هذا المنصب الرفيع، وثاني مدير عام إفريقي بعد السنغالي أمادو مبو (1974-1987)، منذ تأسيس المنظمة قبل 80 عاما.
فوز ساحق
وفيما فاز العناني (54 عاما) بمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو، للفترة بين عامي 2025 و2029 خلال التصويت، مع حصوله على 55 صوتا من أصل 58 صوتًا، حصد بذلك، أكثر من العدد الضروري للفوز بالمنصب، إذ وفقًا للوائح اليونسكو يحتاج الفائز للحصول على 30 صوتًا من أصل 58 صوتا لأعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة.
وبهذه النتيجة، خرج المرشح الكونغولي فيرمين إدوار ماتوكو من المنافسة على المنصب بعد أن خسر الجولة الأولى والحاسمة، والتي جاءت لصالح العناني، بحسب معلومات مصرية رسمية.
عقود بين آثار مصر
وبحسب السيرة الذاتية الرسمية، فإن العناني، من مواليد 14 آذار/ مارس 1971، شخصية بارزة عُرفت بـ”خبرتها الواسعة في مجالات الإدارة العامة، التعليم، البحث العلمي، الثقافة، السياحة، والعلاقات الدولية”.
العناني، الذي يجيد اللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، شغل منصب وزير السياحة والآثار المصري، ويعمل أستاذًا لعلم المصريات بجامعة حلوان، حيث استمر لأكثر من 30 عامًا في التدريس والبحث العلمي”.
وركزت جهوده الأكاديمية على “تاريخ الحضارة المصرية القديمة، والآثار، والكتابات المصرية القديمة، وامتدت مساهماته إلى مؤسسات دولية مرموقة، مستفيدًا منها آلاف الطلاب والباحثين المصريين والأجانب”، بحسب السيرة الذاتية.
وعقب فوزه، قال العناني، في كلمة، “إنه سيعمل لكل الشعوب دون تمييز أو أجندة جغرافية”، وذلك تماشيا مع شعاره “اليونسكو من أجل الشعوب”.
خبرات واسعة
وحصل العناني على بكالوريوس من كلية السياحة جامعة حلوان (إحدى الجامعات المصرية الحكومية)، عام 1992، وعين بعام 1993 أستاذا جامعيا في الكلية ذاتها، وحصل على درجة الماجستير في علم المصريات عن معابد النوبة جنوبي البلاد التاريخية عام 1996، وحصل على درجة الدكتوراة في العلم ذاته في 2001.
وعمل بين عامي 2002-2016، كباحث مشارك وخبير في علم المصريات وعضو مجلس الإدارة والمجلس العلمي، المعهد الفرنسي للآثار الشرقية (IFAO)، وبين الأعوام 2006-2023، عمل كأستاذ زائر بجامعة “پول-ڤالیري مونپلییه”، وفي العام 2011 عمل كأستاذ علم المصريات، بجامعة حلوان.
وبين عامي 2014-2016، شغل منصب المشرف العام على المتحف القومي للحضارة المصرية، وكذلك المتحف المصري بالقاهرة، ونال في عام 2015 وسام الفنون والآداب الفرنسي من رتبة “فارس”، وفي 2016 كان عضوا فخريا في الجمعية الفرنسية لعلم المصريات في باريس.
كما شغل العناني منصب وزير الآثار بمصر بين أعوام 2016 و2019، وبين 2019 و2022، وزيرا للسياحة والآثار، ونال في 2020 وسام الاستحقاق من بولندا، وفي 2021 حصل على وسام الشمس المشرقة من اليابان، وفي 2025 نال وسام جوقة الشرف الوطني الفرنسي برتبة “فارس”.
ويوافق إعلان الفوز الدولي بهذا المنصب الجديد، مع احتفالات مصرية بذكرى “الانتصار” في حرب 6 تشرين الأول/ أكتوبر 1973، على إسرائيل التي كانت تحتل أراضي مصرية.