المسار : أبدت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تخوفها من خطورة غياب الوفد الفلسطيني المفاوض، في المرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ بشأن قطاع غزة ومستقبله.
وقالت الجبهة الديمقراطية: إن الجانب الأميركي يؤكد بوضوح إنجاز أعمال المرحلة الأولى من الاتفاق، عبر وقف النار (المؤقت)، وإعادة الانتشار الإسرائيلي إلى ما وراء الخط الأصفر، وتبادل الأسرى الأحياء، والشروع في تبادل الأسرى الأموات والشهداء لدى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وقالت الجبهة الديمقراطية: في هذا السياق، حضر إلى إسرائيل نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، لافتتاح مقر مكتب التنسيق الأمني والمدني الأميركي في إسرائيل، على مقربة من القطاع، معلناً بدء العمل بالمرحلة الثانية من خطة غزة. كذلك يواصل الأدميرال براد كوبر قائد المنطقة الوسطى الأميركي تحركاته مع الدول المعنية لدعوتها الاشتراك في «قوة حفظ الاستقرار» (القوة الدولية المرشحة لتولي الأمن العام في القطاع)، وإلى جانبه يتحرك صهر الرئيس الأميركي المبعوث جاريد كوشنر، لوضع مخطط إعادة الإعمار، وفق آلية تقوم على تقطيع أوصال القطاع، وتحويله إلى مناطق تحت الاحتلال، خلف الخط الأصفر، هي المرشحة لتنطلق فيها مسيرة إعادة الإعمار، أما المناطق الأخرى فستبقى في حالة دمار، في رهان على استقطاب السكان إلى المناطق التي يعاد بناؤها، وتحويل القطاع إلى مناطق نفوذ، القسم الأكبر منها تحت الاحتلال، ما يعني في السياق العمل ببقاء الاحتلال على الجانب الشرقي والشمالي والجنوبي للقطاع. وهذا أمر أثار استغراب المراقبين، خاصة وأن ملف إعادة الإعمار يكون بذلك، قد انتقل من يد القاهرة والدول العربية والمسلمة بناء لقرار قمة القاهرة.
ولاحظت الجبهة الديمقراطية أنه في الوقت الذي تبادر فيه أطراف اتفاق شرم الشيخ والوسطاء المعنيون، إلى رسم خططهم وآليات تحركهم، ورسم رؤيتهم لما سوف يكون عليه في القطاع، يشكل في الجانب الفلسطيني الغائب الأكبر، فالمرحلة الثانية من الخطة كما أسلفنا، هي مسؤولية وطنية فلسطينية جامعة، وليست مهمة فصيل دون غيره، والصيغة الجامعة هي في تشكيل فريق فلسطيني موحد للتفاوض، عملاً بروح حوارات بكين والقاهرة، وبالتجارب الفلسطينية وأهمها تجربة مفاوضات 2014، التي أكدت كلها أن الموقف الوطني الموحد والجامع، وطبقاً لرؤية وطنية موحدة، هو الضمان للحفاظ على مستقبل القطاع، كونه جزءاً لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، وليس مجرد عقار بلا هوية أو مرجعية وطنية أو انتماء لشعب ذي تاريخ وحضارة وثقافة، وله موقعه المميز في المجتمع الدولي ■
الإعلام المركزي
22/10/2025