الضفة والقدس.. حصاد الاعتداءات الإسرائيلية والمقاومة الأسبوع الماضي

المسار : شهدت الضفة الغربية خلال الأسبوع الماضي تصعيداً واسعاً في اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي وممارساته القمعية ضد الفلسطينيين.

وأسفرت تلك الانتهاكات، وفق معطيات وثقها مركز “معطى”، عن استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة سبعةٍ وثلاثين آخرين بجروح متفاوتة، خلال اقتحامات وعمليات إطلاق نار في عدد من المدن والبلدات، أبرزها في جنين وطولكرم ونابلس.

وواصلت قوات الاحتلال حملات الاعتقال المكثفة، حيث تم تسجيل ١٢٩ عملية اعتقال استهدفت نشطاء وأسرى محررين وطلاباً جامعيين.

تزامنت الاعتقالات مع تنفيذ ١٨٨ عملية اقتحام لمنازل المواطنين ومخيماتهم، رافقها تدمير وتخريب واسع، شمل ٥٢ حالة تدميرٍ لممتلكاتٍ خاصة و٧٠ حالة إغلاقٍ لطرقٍ ومناطق سكنية.

وعطلت قوات الاحتلال عملية التعليم مرتين، تم خلالهما اقتحام مدارس وعرقلة دوام الطلبة والمعلمين.

واستولت قوات الاحتلال على عددٍ من المنازل في مناطق متفرقة، ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى تهجير السكان وتعزيز السيطرة على الأرض.

ووثق “معطى” ٤٢ حالة مصادرةٍ لممتلكاتٍ فلسطينية، شملت مركبات وأموالاً ومعدات زراعية، إلى جانب سبع اعتداءاتٍ مباشرة على المواطنين، بينها اعتداء وحشي على أفراد من الطواقم الطبية أثناء أداء واجبهم الإنساني في ميدان الأحداث.

وسجلت الضفة أكثر من ١٠٢ اعتداءٍ نفذها المستوطنون ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، تمثلت في إحراق أراضٍ زراعية، وتخريب سيارات، ورشق المنازل بالحجارة، بحمايةٍ كاملة من جيش الاحتلال، في وقتٍ يستمر فيه المشهد اليومي للعدوان.

القدس والمسجد الأقصى

تزداد الاعتداءات الإسرائيلية وتتصاعد الانتهاكات التي تطال الإنسان والمكان والمقدسات، في مشهد يعكس سياسةً ممنهجة تهدف إلى تهويد مدينة القدس وطمس هويتها العربية والإسلامية.

تجلّت أبرز صور الصمود المقدسي في المسجد الأقصى المبارك، حيث أدى خمسون ألف مصلٍ صلاة الجمعة الماضية رغم الحواجز والإجراءات المشددة.

وواصلت قوات الاحتلال تضييقها على المصلين، بإيقاف الشبان وفحص الهويات ومنع الكثيرين من الوصول إلى المسجد.

وتكررت اقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى، إذ تجاوز عدد المقتحمين خلال الأسبوع الماضي خمسة آلاف متطرف، تحت حماية جيش الاحتلال، وأدّى المستوطنون طقوسهم التلمودية في وضح النهار.

القدس اليوم تعيش تحت مشروع تهويد شامل؛ فبلدية الاحتلال صادرت أراضي جبل المكبر بحجة المنفعة العامة، وهدمت منازل في سلوان والعيساوية والطور، وجرّفت أراضي الفلسطينيين بحجج واهية، كما أضاءت جدران القدس بعلمي الاحتلال وأمريكا.

أما في الأحياء المقدسية، فتصاعدت الاقتحامات اليومية، لا سيما في سلوان والشيخ جراح ومخماس، حيث يعيش الأهالي تحت تهديد دائم بالإخلاء والهدم.

ويستغل الاحتلال جماعات المستوطنين لبثّ الخوف وممارسة أعمال عربدة وسرقة للممتلكات، في محاولة لفرض واقع استيطاني جديد يطرد الفلسطينيين من بيوتهم.

المزارعون المقدسيون لم يسلموا بدورهم من الإرهاب، إذ حُوِّل موسم قطف الزيتون إلى موسم قهر، مع اقتلاع أكثر من 200 شجرة وسرقة الثمار ورش الأشجار بالسموم، ضمن حملة منظمة لإبادة أحد أهم رموز الأرض الفلسطينية وصمودها.

وحوّل الاحتلال جدار الفصل العنصري إلى منصة إعدام للفلسطينيين، حيث أعدم ستة عمال منذ بداية العام أثناء محاولتهم دخول القدس.

الأسرى المحررون من القدس، الذين خرجوا ضمن صفقة تبادل الأسرى، وجدوا أنفسهم في سجنٍ أكبر؛ طالتهم القيود والإبعادات والتحقيقات، ولم تنتهِ معاناتهم رغم تحررهم من الزنازين، لتبقى حكايتهم عنوانًا لمعركة الحرية المستمرة.

في ظلّ كل هذه الانتهاكات، تتسارع خطوات الاحتلال لفرض واقع جديد في المسجد الأقصى، حيث تركز جماعات “الهيكل المزعوم” على السيطرة على البائكة الغربية، وتنظم اقتحامات جماعية تحت ذريعة المناسبات الدينية اليهودية، وسط حماية كاملة من جيش الاحتلال.

مقاومة الضفة تتواصل

شهدت الضفة الغربية خلال الأسبوع الماضي، تواصلًا في أعمال المقاومة، حيث تم تسجيل نحو خمسين عملاً مقاوماً توزعت بين عمليات إطلاق نار وتفجير عبوات ومواجهات شعبية متفرقة في مختلف المحافظات.

فقد نفّذت المقاومة ثماني عمليات نوعية، من بينها ثلاث عمليات إطلاق نار استهدفت نقاطاً عسكرية ومركبات للمستوطنين، إضافة إلى تفجير عبوتين ناسفتين في محيط مدينتي نابلس وطولكرم، ما أدى إلى إصابة أربعة من جنود الاحتلال وألحق أضراراً في آلياته العسكرية.

وتمكن المقاومون من إعطاب وتدمير ثلاث آليات عسكرية إسرائيلية خلال اشتباكات مسلحة.

وتكررت المواجهات الشعبية في أكثر من موقع، إذ سجلت اثنتان وثلاثون مواجهة ألقى خلالها الشباب الثائر الحجارة والزجاجات الحارقة تجاه قوات الاحتلال، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف الجنود.

ونفّذ الأهالي خمس عمليات تصدٍ لهجمات المستوطنين الذين حاولوا الاعتداء على المزارعين ومنازل الفلسطينيين، خصوصاً في مناطق شمال رام الله وجنوب نابلس، وأفشلوا محاولات الاستيلاء على الأراضي.

وشهدت مدن وبلدات الضفة خمس تظاهرات شعبية مناهضة للاحتلال، وأكدت دعمها لصمود أهالي غزة والقدس.

Share This Article