المسار : *يوسف أحمد:* القضية الفلسطينية تمر بتحديات كبرى تفرض التعاطي بمسؤولية وطنية لحماية المشروع الوطني وإفشال أهداف الإحتلال.
نظّمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ندوةً سياسية في قاعة المركز الثقافي الفلسطيني في بلدة سعدنايل بالبقاع الأوسط، تحت عنوان: “الاستراتيجية الفلسطينية المطلوبة لمواجهة الاستحقاقات القادمة”، وأدار الندوة عضو قيادة الجبهة عمر العلي، بحضور اعضاء اللجنة المركزية للجبهة، عبدالله كامل وتيسير عمار ومحمد حسين وفاعليات وطنية وثقافية، واللجان الشعبية والاتحادات والمؤسسات الاجتماعية، إلى جانب حشد من أبناء المنطقة.
وفي كلمته، توجه يوسف أحمد، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية ومسؤولها في لبنان، بالتحية إلى شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، “صانع أسطورة الصمود والتضحية والإرادة”، الذي قدّم خلال عامين نموذجا سيخلده التاريخ في صفحات المجد. وأكد أن تضحيات الشعب الفلسطيني ستبقى شاهداً على شعب رفض الذل والاستسلام وانتصر للكرامة الوطنية، وقدّم أغلى التضحيات دفاعاً عن الأرض والحقوق الفلسطينية.
وقال أحمد إن رضوخ الاحتلال الإسرائيلي لقرار وقف إطلاق النار في القطاع لم يكن ليحدث لولا الصمود الشعبي والمقاوم الأسطوري، مشدداً على أن الأولوية الوطنية، إلى جانب الجهود العربية والدولية، يجب أن تتركز على تثبيت وقف الحرب وتأمين الإمدادات الإنسانية العاجلة دون عوائق، بما في ذلك فتح المعابر وتوفير الظروف اللازمة لإطلاق مشروع إعمار القطاع.
وأضاف أن القضية الفلسطينية تمر باستحقاقات وتحديات كبرى تفرض على الفصائل الفلسطينية التعاطي بمسؤولية عالية لحماية المشروع الوطني وصون حقوق الشعب وتضحياته. واعتبر أن اللقاءات الحوارية التي جرت مؤخراً في القاهرة بدعوة رسمية مصرية تمثل تطوراً إيجابياً في سياق مواجهة الاستحقاقات القادمة والمرحلة الثانية من خطة ترامب، التي تتطلب توحيد الجهود الفلسطينية وتشكيل وفد فلسطيني موحد للمفاوضات، بما يضمن إنجاز المرحلة القادمة وفق المصلحة الوطنية العليا لشعبنا، وإنجاز حوار وطني شامل لوضع استراتيجية وطنية موحدة تعزز الصمود وتقطع الطريق على مشاريع الوصاية والانتداب، وتتصدى لمخططات الضم والتهجير والتطهير العرقي.
وتطرق أحمد إلى أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، محذراً من خطورة الإجراءات التقليصية التي تنفذها وكالة الأونروا على العديد من البرامج والخدمات، ما يزيد من معاناة اللاجئين وهمومهم. ودعا الأونروا إلى توفير التمويل اللازم لتلبية احتياجات اللاجئين بعيداً عن سياسة التكيف مع الأزمة المالية، والعمل على تحسين خدماتها التعليمية والصحية والإغاثية، مؤكداً أهمية توحيد الجهود الفلسطينية على كافة المستويات، وضرورة تفعيل الحركة الجماهيرية لحماية الوكالة والضغط على المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته وتأمين موازنة ثابتة ومستدامة للأونروا.
كما شدد على ضرورة تفعيل وتعزيز أطر العمل الوطني الفلسطيني المشترك لمواجهة التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني والحفاظ على الوجود الفلسطيني في لبنان، مؤكداً حرص الجبهة على تنظيم العلاقات اللبنانية – الفلسطينية وتفعيل الحوار المشترك لترسيخها على قواعد متينة تعزز العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين. وختم أحمد بالتأكيد على أهمية المقاربة الشاملة للوجود الفلسطيني في لبنان بما يخدم الأهداف الوطنية المشتركة، ويعزز صمود اللاجئين ونضالهم من أجل حق العودة وإقرار حقوقهم الإنسانية والاجتماعية، والتصدي لكل مشاريع التهجير والتوطين.

٢٥ تشرين أول ٢٠٢٥

