المسار : قال الخبير العسكري العميد حسن جوني إن الغارات -التي تنفذها قوات الاحتلال داخل ما يُعرف “الخط الأصفر” وخارجه في قطاع غزة– ليست مرتبطة مباشرة بشبكة الأنفاق، معربا عن قناعته بأن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بشأن ذلك تهدف لتبرير إطالة الوجود الإسرائيلي بالمنطقة.
وأوضح العميد جوني خلال تحليله المشهد العسكري بغزة أن “معالجة الأنفاق” -حسب ما طرحه كاتس- مسألة معقدة جدا “قد تستغرق سنوات وتتطلب قدرات متخصصة” مشيرا إلى عدم وجود إحصاءات دقيقة بشأن حجم الأنفاق وبنيتها.
وبناء على ذلك، فإن جيش الاحتلال يبدي رفضا ضمنيا للانسحاب بعيدا عن “الخط الأصفر” خلال المرحلة الثانية من اتفاق “سلام ترامب” لوقف الحرب وتبادل الأسرى قبل التأكد من إنهاء هذه الأنفاق.
وأعرب عن قناعته بأن تحويل “الخط الأصفر” -من خط انسحاب إلى خط قتال- واستحداث شروط تجاه تشكيل القوة الدولية المشتركة للمرحلة الثانية قد يُدخل تنفيذ هذه المرحلة في “متاهة زمنية طويلة” مما يعرقل المضي قدما في الاتفاق.
وفي العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، انسحب جيش الاحتلال من عمق محافظات قطاع غزة إلى ما يعرف بـ”الخط الأصفر” الذي تنص عليه المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل بوساطة قطرية مصرية تركية أميركية.
وبحسب الخرائط التي نشرت لخطوط الانسحاب، فإن جيش الاحتلال يبقى مسيطرا على نحو 53% من مساحة قطاع غزة لحين تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

كما أن هذه الوظيفة القتالية للأنفاق “أعطت المعركة شكلا جديدا في التاريخ العسكري” مما يبرر -حسب العميد جوني- إصرار جيش الاحتلال على استهدافها وتدميرها.
وحذّر الخبير العسكري من أن تحويل هذا النهج الإسرائيلي إلى سلوك متكرر يشكل خطرا إذا ما استمر.
وأمس السبت، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن تجريد غزة من السلاح وتدمير الأنفاق هما “أهم هدفين إستراتيجيين لتحقيق النصر في غزة”.
وزعم كاتس أن “60% من أنفاق حركة حماس ما زالت قائمة” مشيرا إلى أنه “وجه الجيش لجعل تدميرها مهمة مركزية في مناطق سيطرتنا”.

