المسار : قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حماس”، الذي كان هشًّا أصلًا، يترنّح من جديد. ففي مساء الثلاثاء 28 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، شنّ الجيش الإسرائيلي سلسلة من “القصف العنيف” على قطاع غزة ردًا على “هجوم” من مقاتلي “حماس” ضد جنود في رفح على الحدود المصرية، بحسب ما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وفي بيان لها، نفت الحركة الإسلامية الفلسطينية أي تورط في هذا الاشتباك، قبل أن تندد بـ”انتهاك صارخ” لـ”خطة السلام” التي تم التوصل إليها في 10 تشرين الأول/أكتوبر الجاري برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأعلن الدفاع المدني في القطاع ليلًا أن ما لا يقل عن 38 شخصًا قُتلوا وأُصيب عشرات آخرون في هذه الغارات الجوية، التي استهدفت على وجه الخصوص محيط مستشفى الشفاء في مدينة غزة، وسيارة مدنية في خان يونس جنوبًا. وأوضح الدفاع المدني أنه منذ وقف القتال رسميًا، قُتل 94 فلسطينيًا بنيران الجيش الإسرائيلي أو في غارات جوية.
وجاءت العملية الإسرائيلية الدامية ضد قطاع غزة بعد ساعات من التوتر المتصاعد بين الجانبين. ففي وقت سابق من اليوم ذاته، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أن رفات الرهينة التي أعادتها حركة “حماس” في اليوم السابق كانت في الواقع “أجزاء أخرى من جسد” أوفير تسرفاتي، الذي كانت جثته قد استُعيدت سابقًا من الأراضي الفلسطينية في نهاية عام 2023. وبعد ذلك مباشرة، أصدر منتدى عائلات الرهائن بيانًا طالب فيه بلقاء “عاجل” مع رئيس الوزراء بشأن ما وصفوه بـ”انتهاكات حماس” لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأكدت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية، شوش بدرسيان، صحة المعلومات التي أفادت بأن بنيامين نتنياهو حصل على إذن مسبق من واشنطن قبل تنفيذ الغارات، مشيرة إلى أن كل شيء “يتم بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة”.
وفي مساء الثلاثاء، منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موافقته على الضربات، قائلًا: “لقد قتلوا جنديًا إسرائيليًا، لذلك يردّ الإسرائيليون، ويجب أن يردّوا”، مؤكّدًا أن “لا شيء سيقوّض وقف إطلاق النار”. وفي وقت سابق، قال نائب الرئيس الأمريكي جي. دي. فانس إن “وقف إطلاق النار ما زال قائمًا”، رغم وجود “اشتباكات محدودة” داخل القطاع، مضيفًا: “نتوقع من الإسرائيليين الرد على هجوم “حماس”، لكننا نعتقد أن سلام الرئيس سيستمر رغم ذلك”.
وخلال الليل، توالت التصريحات الرسمية في محاولة لإنقاذ السلام الهش في قطاع غزة. فقد نشرت وزارة الخارجية التركية بيانًا اتهمت فيه الدولة العبرية بتعريض فرص وقف دائم لإطلاق النار للخطر، وتهديد “أمن المنطقة بأسرها”.
وفي بيان آخر، اتهمت “حماس” إسرائيل – التي لم تفتح حتى الآن معبر رفح جنوب القطاع خلافًا لما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار – بأنها تسعى إلى “تخريب” السلام. وقال إيال زامير، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، في بيان: “الحرب لم تنته بعد”. وبعد دقائق قليلة فقط، استؤنفت الغارات الجوية على قطاع غزة.

