المسار : رسالة من “دائرة العلاقات الخارجية في الجبهة الديمقراطية”، إلى المؤسسات الحزبية، والمؤسسات الدولية، والأطر الشعبية، والرأي العام العالمي
في اطار المواكبة المستمرة لحرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وإيمانا منها بضرورة وضع الرأي العام الدولي بمختلف مكوناته السياسية والشعبية أمام حقيقة الاوضاع في غزه، وفي الضفة الغربية، ودحض الادعاءات التي تروج لها الدوائر الأميركية والإسرائيلية حول “إنهاء الحرب” و“إحلال السلام”، بعثت “دائرة العلاقات الخارجية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” برسالة تفصيلية حول الخطة الامريكية لانهاء الحرب في غزه.
وقالت “دائرة العلاقات الخارجية في الجبهة الديمقراطية” في رسالتها: أن ما يُعرف بـ”الخطة الأمريكية لوقف الحرب في قطاع غزة” لا تمثل تحولا حقيقيا نحو السلام، بل تأتي في سياق استجابة شكلية للضغوط الدولية المتزايدة على إسرائيل والولايات المتحدة، دون أي التزام فعلي بإنهاء المأساة الإنسانية أو معالجة جذور الصراع.
فالخطة – التي تُرَوَج كخطوة نحو “وقف النار”، تستند عمليا إلى المعايير الإسرائيلية ذاتها التي تختزل القضية الفلسطينية في بُعد أمني، وتتجاهل جوهرها السياسي المتمثل في الاحتلال، والاستيطان، والتهجير، وإنكار الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.
واعتبرت الرسالة بأنه منذ إعلان الخطة، واصلت إسرائيل عدوانها على قطاع غزة، عبر القصف المتواصل، والحصار، ومنع دخول المساعدات، في انتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية. وتكشف هذه الممارسات عن طبيعة النظام الفاشي الذي يحكم إسرائيل، والذي يرفض أي التزام سياسي أو قانوني، ويستهتر بقرارات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الذي ما زال يكتفي بالبيانات دون ممارسة ضغط فعلي لوقف الإبادة.
ورأت “دائرة العلاقات الخارجية في الجبهة” أن حكومة نتنياهو، بتحالفها مع رموز الفاشية الدينية من أمثال سموتريتش وبن غفير، تحاول استغلال الخطة الأمريكية للهروب من عزلتها الدولية، وتوظيف استمرار المجازر لتبرير جرائمها تحت ذريعة “الدفاع عن النفس”، في حين يواصل المدنيون في غزة دفع الثمن الباهظ. كما يسعى نتنياهو إلى تفريغ أي مسار تفاوضي من مضمونه الحقيقي، عبر إدارة المفاوضات تحت النار لإرضاء حلفائه المتطرفين من جهة، ولتفادي الضغوط الأمريكية والدولية من جهة أخرى.
وتحذر “دائرة العلاقات الخارجية” من التلاعب الأمريكي – الإسرائيلي بالدم الفلسطيني تحت عناوين “السلام” و”التهدئة”، مؤكدة أن انحياز الولايات المتحدة التاريخي لإسرائيل يفقدها أي صفة للوساطة أو الحياد. وتدين الدائرة استمرار إسرائيل في خرق الاتفاقات الجزئية، وإبقاء سياسة التجويع والدمار، رغم التزام الفصائل الفلسطينية ببنود المرحلة الأولى من الخطة، التي يُفترض أن تشمل إطلاق الأسرى وإدخال المساعدات والانسحاب من القطاع.
وتؤكد “دائرة العلاقات الخارجية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” أن لا سلام ولا استقرار في المنطقة دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بالكامل، وتفكيك المستوطنات، واستعادة وحدة الأراضي الفلسطينية بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة بعاصمتها القدس، وفق قرارات الشرعية الدولية. وترفض رفضا قاطعا أي شكل من أشكال الانتداب أو الوصاية الدولية على قطاع غزة، مؤكدة أن إدارة القطاع في مرحلة التعافي يجب أن تكون بيد هيئة وطنية فلسطينية موحدة، بمرجعية منظمة التحرير الفلسطينية وبالتنسيق التفصيلي مع الحكومة الفلسطينية.

