ملخص بالنتائج الرئيسية لاستطلاع الرأي العام الفلسطيني… الأغلبية تؤيد السابع من أكتوبر و80% مع رحيل الرئيس الفلسطيني

 قامت مؤسسة استطلاعات الرأي والأبحاث المسحية بإجراء استطلاع للرأي العام الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وذلك في الفترة ما بين 22-25 تشرين أول (أكتوبر) 2025. 

المسار : الرأي العام الفلسطيني منقسم بشأن خطة ترامب: فقد سمع بها سبعة من كل عشرة فلسطينيين تقريبًا، وعندما تُعرض في تأطير عربي وإسلامي، يكاد يتساوى التأييد والمعارضة، مع كون سكان غزة أكثر تأييدًا بكثير من سكان الضفة الغربية. تؤيد الأغلبية رد حماس على الخطة، لكنها ترسم في الوقت نفسه خطًا أحمر صارمًا ضد نزع سلاحها. يشكك معظم الفلسطينيين في أن الخطة ستنهي الحرب أو ستؤدي إلى قيام دولة في غضون خمس سنوات؛ ويتوقع الكثيرون تجدد القتال، بينما يتوقع نصفهم تقريبًا حدوث تطبيع عربي حتى بدون قيام دولة. ويبدو الغزيون أكثر تفاؤلاً من أبناء الضفة بإصلاحات السلطة. في الوقت نفسه يكشف الرأي العام عن أزمة ثقة عميقة بالقيادة الحالية: استياء كاسح من الرئيس عباس والسلطة الفلسطينية التي يراها الجمهور فاسدة يخلق فراغاً قيادياً يملؤه مروان البرغوثي في انتخابات رئاسية، بينما تتقدم حماس على فتح في انتخابات تشريعية.  وفيما يتعلق بهجوم السابع من أكتوبر، يستمر تأييد الأغلبية لقرار حماس رغم تراجع توقعات فوزها. غير أن خطاً أحمر أساسياً في المنطقتين يبقى ثابتاً: معارضة كاسحة لنزع سلاح حماس، ما يعقّد أي ترتيبات لما بعد الحرب. ثمة انقسام حاد: فالغزيون، رغم المعاناة، أكثر براغماتية وانفتاحاً على التسويات وترتيبات الحكم العملية، فيما يميل أبناء الضفة إلى التشكيك بالخطط الخارجية وتأييد الكفاح المسلح. عموماً، يسود تشكك عميق في جدوى خطط السلام الخارجية مع مطلب قوي لشرعية داخلية عبر الانتخابات وأمن يعتمد على الذات، بما يعكس انعدام ثقة بالسلطة والجيش الإسرائيلي. وتوحي هذه اللوحة المعقدة بأن أي مسار مستدام يجب أن يعالج أزمتي الاحتلال الإسرائيلي وشرعية القيادة الفلسطينية معاً.

خطة ترامب: نسبة الاطلاع على خطة ترامب مرتفعة: أكثر من 70% سمعوا بها؛ لكن الرأي العام الفلسطيني يعاني من انقسام عميق تجاه الخطة، حيث يتشكل الموقف منها من خلال طريقة عرضها أو تأطيرها ومن وجود فجوة كبيرة بين الضفة الغربية وقطاع غزة تجاهها. عند عرض الخطة بصيغة “عربية وإسلامية” مواتية، ينقسم التأييد تقريبًا نصفين (47% مؤيدون مقابل 49% معارضون)، لكن هذا يخفي اختلافًا مناطقيا صارخًا: ما يقرب من 60% من سكان غزة يؤيدون الخطة، بينما تعارض الخطة نفس النسبة من سكان الضفة الغربية. التأييد أعلى أيضًا بين المطلعين على الخطة (50% مقابل حوالي 40% بين غير المطلعين عليها). رغم هذا التباين تجاه الخطة نفسها، هناك تأييد قوي من الأغلبية لرد حماس عليها، مقترنًا بارتفاع مستوى الرضا عن قائمة تبادل الأسرى التي حصلت عليها حماس. لكن هذا التأييد مرتبط بخط أحمر أساسي صارم: حوالي 70% من الفلسطينيين، بما في ذلك ما يقرب من 80% في الضفة الغربية و55% في غزة، يعارضون بشدة نزع سلاح حماس، حتى لو كان ذلك شرطًا لمنع عودة الحرب.

يسود شك كبير وعدم يقين على التوقعات طويلة المدى للخطة. الأغلبية الساحقة (70%) لا تعتقد أنها ستؤدي إلى قيام دولة فلسطينية خلال خمس سنوات، ومعظمهم (أكثر من 60%) يشك في أنها ستنهي الحرب بشكل دائم. هذا التشاؤم أكثر وضوحًا في الضفة الغربية، حيث يتوقع الجمهور هناك استئناف الصراع قريبًا. علاوة على ذلك، يعتقد ما يقرب من نصف الفلسطينيين أن الخطة ستسهل التطبيع العربي مع إسرائيل حتى بدون قيام دولة فلسطينية. بينما يُبدي سكان قطاع غزة بعض التفاؤل بأن إصلاح السلطة الفلسطينية يمكن أن يفتح طريقًا نحو الدولة، يظل سكان الضفة الغربية غير مقتنعين بذلك إلى حد كبير.

ترتيبات “ما بعد الحرب” في قطاع غزة: ينقسم الرأي الفلسطيني بعمق حول ترتيبات الحكم في قطاع غزة في اليوم التالي للحرب، مما يكشف عن عدم ثقة كبير في الخطط الخارجية ويظهر تفضيلا قويا لسيطرة فلسطينية مستقلة، وإن كان بفروق مناطقية ملحوظة. تعارض أغلبية طفيفة قيام لجنة من المهنيين غير المنتمين سياسيًا بإدارة غزة تحت مظلة دولية، كما هو منصوص عليه في خطة ترامب. ومع ذلك، تتحول هذا المعارضة إلى دعم قوي من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة عندما يُصاغ الاقتراح على أنه لجنة خبراء بقيادة فلسطينية تشرف على إعادة الإعمار بدعم دولي، مع حذف أي ذكر لعدم الانتماء السياسي. هناك رغبة ضئيلة في عودة السيطرة المباشرة للسلطة الفلسطينية؛ حيث يؤيد ثلث الجمهور فقط سيناريو تملك السلطة الفلسطينية فيه الحكم بشكل كامل أو مشترك مع لجنة المهنيين. وجد الاستطلاع أن فكرة دخول قوة عربية مسلحة إلى غزة للحفاظ على الأمن مرفوضة بشدة من قبل ما يقرب من 70%، خاصة في الضفة الغربية. تنخفض المعارضة بعض الشيء، خصوصًا في غزة، إذا تم صياغة مهمة القوة باقتصارها على أمن الحدود والتعاون مع الشرطة المحلية، مع حذف صريح للهدف المثير للجدل المتمثل في نزع سلاح حماس. وهذا يسلط الضوء على خط أحمر أساسي: أي ترتيب يُنظر إليه على أنه يقوض السلاح الفلسطيني يواجه معارضة واسعة. أخيرًا، تواجه فكرة قيام السلطة الفلسطينية “بتنسيق” عمل لجنة الخبراء بمعارضة الأغلبية في الضفة الغربية ولكنها تحظى بدعم الأغلبية في غزة، مما يؤكد الاستعداد الأكبر في غزة للتفاعل مع اقتراحات الحكم العملية.

السابع من أكتوبر وحرب غزة: يكشف الرأي العام الفلسطيني في أعقاب حرب السابع من أكتوبر عن مواقف معقدة ومتغيرة. لا يزال الدعم لقرار حماس بشن الهجوم، وإن انخفض عن ذروته، يمثل أغلبية بأكثر من 50%، مع ازدياد في النسبة مؤخرا في قطاع غزة ودعم مرتفع مستمر في الضفة الغربية. يظهر استعراض الظروف الإنسانية في غزة تباينًا صارخًا: في حين تحسن الوصول إلى الغذاء بشكل كبير، فإن 72% من سكان غزة يؤكدون مقتل أو إصابة أحد أفراد أسرتهم، وقد نزحت الغالبية العظمى عدة مرات. يواصل معظم الفلسطينيين إلقاء اللوم على إسرائيل في هذه المعاناة، ولا يعتقدون بالإجماع تقريبًا أن حماس ارتكبت الفظائع ضد المدنيين كما صوّرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية والدولية. سياسيًا، انخفضت التوقعات بفوز حماس في الحرب إلى حوالي 40%، لكن هذه النتيجة تخفي انقساما كبيرا حيث لا يزال سكان الضفة الغربية أكثر تفاؤلاً بانتصار حماس، بينما يتوقع جزء ملحوظ من سكان غزة، 3 من كل 10، فوز إسرائيل. لم يتحول هذا الاستنتاج إلى رغبة في الاستسلام، حيث تعارض أغلبية ساحقة نزع سلاح حماس لإنهاء الحرب، بما في ذلك 85% في الضفة الغربية و55% في قطاع غزة. تعكس تقييمات الرضا هذه الديناميكيات، حيث تحصل حماس على نسبة رضى عالية (60%) مقارنة بنسبة الرضا عن الرئيس عباس (حوالي 20%). إقليميًا، الحوثيون في اليمن هم الأكثر شعبية، ثم قطر، فحزب الله، فإيران، فتركيا، فالأردن، فالمملكة العربية السعودية. دوليًا، تأتي الصين أولاً تليها روسيا، إسبانيا، فرنسا، المملكة المتحدة، وأخيرًا الولايات المتحدة أو الرئيس ترامب.

الأوضاع الداخلية: يسود شعور عميق بعدم الأمان في الضفة الغربية، حيث يشعر 85% من السكان بعدم الأمان – وهو انخفاض حاد مقارنة بنحو النصف قبل عامين. وهذا يُضاف إليه اعتقاد واسع النطاق بأن مؤسسات السلطة الفلسطينية فاسدة. إن عزل وزير النقل المتهم بالرشوة ومدير عام المعابر والحدود لا تقنع معظم الناس؛ فأكثر من النصف يقولون إن هذه ليست إشارات جادة لحملة مكافحة الفساد. وبالتالي، يرى غالبية الفلسطينيين أن السلطة الفلسطينية عبء على الشعب الفلسطيني، مقارنة بـ 40% يرونها مكسبا له. عند سؤالهم عن الخطوة التي يجب أن تُوليها السلطة الفلسطينية الأولوية لمعالجة الأوضاع في غزة، وإعادة توحيد الضفة الغربية وغزة، والتعامل مع إسرائيل والجهات الفاعلة الدولية بشأن قيام الدولة الفلسطينية، فضّلت النسبة الأكبر إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية بمشاركة حماس، تليها تشكيل حكومة وحدة وطنية بوجود حماس، وثالثًا ضمان المصالحة الفورية بين فتح وحماس. تهيمن قناة الجزيرة على المشاهدة للأخبار ، مع نسبة مشاهدة أعلى بكثير من أي قناة أخرى.

الانتخابات الفلسطينية: يدعم حوالي ثلثي الفلسطينيين إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد عام من وقف إطلاق النار الحالي في غزة؛ والدعم أعلى في الضفة الغربية منه في غزة، مما يشير إلى أن بعض سكان غزة الذين يعارضون الجدول الزمني البالغ عامًا قد يفضلون الانتخابات في وقت مبكر أكثر. ومع ذلك، يعتقد 60% أن السلطة الفلسطينية لا تنوي حقًا إجراء الانتخابات في غضون عام ولا يتوقعون حدوثها خلال عام، بينما يعتقد حوالي الثلث فقط أنها ستجري، مع اختلاف طفيف بين المنطقتين الفلسطينيتين. علاوة على ذلك، تعارض أغلبية كبيرة الشرط المسبق للرئيس عباس بأن على جميع المرشحين قبول التزامات منظمة التحرير الفلسطينية، بما في ذلك الاتفاقيات مع إسرائيل. وهذه المعارضة قوية بشكل خاص في الضفة الغربية. أما فيما يتعلق بالتحدي اللوجستي للتصويت في القدس الشرقية إذا منعت إسرائيل التصويت هناك بموجب ترتيبات أوسلو، فإن النسبة الأكبر تفضل التصويت عبر الإنترنت، يليه التصويت في الأماكن المقدسة، وأخيرًا نقل الناخبين بالحافلات إلى مناطق سيطرة السلطة الفلسطينية.

يكشف الرأي العام عن استمرار عدم الرضا العميق عن الرئيس محمود عباس، حيث لا يرضى ثلاثة أرباع الفلسطينيين عن أداءه ويريد 80% استقالته. وينعكس غياب المصداقية هذا في نتائج الانتخابات الرئاسية في هذ الاستطلاع، حيث يحصل عباس على 13% فقط من الأصوات. على النقيض من ذلك، يبرز مروان البرغوثي من حركة فتح كالقائد الأكثر شعبية، حيث يفوز بشكل حاسم في الانتخابات الافتراضية ضد خالد مشعل من حركة حماس. على مستوى التنافس الحزبي، تحافظ حماس على تقدم كبير على فتح، سواء في التفضيل العام أو في الانتخابات التشريعية المحتملة. ويعزز هذا التقدم التصور الذي وجده الاستطلاع رائجا بين الجمهور الفلسطيني القائل بأن حماس أكثر استحقاقًا للقيادة من فتح تحت قيادة عباس. ومع ذلك، فإن شريحة كبيرة من الجمهور تشعر بخيبة أمل عميقة تجاه الوضع الراهن، حيث يعتقد ما يقرب من الثلث أن كلا الحزبين لا يستحقان تمثيل الشعب الفلسطيني. من حيث الديناميكيات السياسية، تشير النتائج بوضوح إلى أن الدعم الشعبي لحماس نما خلال العامين الماضيين، وهو اتجاه لوحظ في كلا المنطقتين الفلسطينيتين ولكنه أكثر وضوحًا في الضفة الغربية.

عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية: ينقسم الرأي العام الفلسطيني بشدة بشأن التسوية السياسية. تعارض أغلبية طفيفة المفهوم العام لحل الدولتين، وهو شعور مستمد من الاعتقاد بأن هذا الحل لم يعد عمليًا بسبب توسع المستوطنات. يتآكل الدعم لهذا لحل أكثر عند ربطه بتسويات مثل نزع السلاح أو التطبيع العربي. وهذا يكشف عن انقسام داخلي صارخ: فسكان غزة يدعمون بشكل ثابت أكثر بكثير من سكان الضفة الغربية التسويات التفاوضية، حتى مع وجود شروط صعبة كبيرة. على سبيل المثال، وجدنا أن التأييد لتسوية مفصلة قائمة على أساس حل الدولتين أعلى بمرتين تقريبًا في قطاع غزة مقارنة بالضفة الغربية. وجدنا توترا ملحوظا فيما يتعلق بالاستراتيجيات لإنهاء الاحتلال. فبينما تحظى تكتيكات اللاعنف مثل الانضمام إلى المنظمات الدولية بدعم الأغلبية، لا يزال “الكفاح المسلح” يُعتبر الطريقة الأكثر فعالية، خاصة في الضفة الغربية. وينعكس هذا في الردود على عنف المستوطنين، حيث تشعر أغلبية ساحقة بعدم الحماية من قبل الجيش الإسرائيلي المتواطئ مع المستوطنين وقوات الشرطة التابعة للسلطة الفلسطينية الغائبة تماما، مما يؤدي إلى دعم شعبي كبير إما لنشر شرطة السلطة الفلسطينية أو تشكيل جماعات مسلحة محلية لضمان دفاع السكان عن أراضيهم وممتلكاتهم.

Share This Article