فنزويلا تسمح باستئناف ترحيل مهاجرين غير قانونيين جوا من الولايات المتحدة

وأكد البيان أن “هيئة الطيران المدني تلقت… طلبا من حكومة الولايات المتحدة لاستئناف الرحلات لإعادة مهاجرين فنزويليين من ذلك البلد إلى فنزويلا. وبناء على تعليمات الرئيس نيكولاس مادورو، سُمح بدخول مجالنا الجوي” لطائرة تصل الأربعاء، “كما هو معتاد أسبوعيا منذ توقيع الاتفاق بين حكومتنا والإدارة الأمريكية”.

قالت كراكاس أنها تعتبر أن واشنطن علّقت رحلات إعادة المهاجرين عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “إغلاق” المجال الجوي الفنزويلي. وتأتي إعادة تفعيل رحلات إعادة المهاجرين، وهي قضية رئيسية لترامب، بعد عقد الرئيس الأمريكي اجتماعا لمجلس الأمن القومي الاثنين لبحث ملف فنزويلا.

واشنطن تقرّ بقصف قارب يشتبه بتهريبه المخدرات لقتل ناجين من ضربة أولى

وقد أقرّ البيت الأبيض الاثنين أن ضابطا في الجيش الأمريكي أمر في مطلع أيلول/سبتمبر بشنّ ضربة ثانية على قارب يشتبه بتهريبه المخدرات في البحر الكاريبي لقتل ناجين من ضربة أولى استهدفته.

ومنذ آب/أغسطس، عززت إدارة دونالد ترامب الوجود العسكري الأمريكي في البحر الكاريبي وقبالة سواحل أميركا اللاتينية، بداعي مكافحة المخدرات، مع اتهامها الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بتزّعم كارتل للتهريب. وتنفي كراكاس ذلك، وتتهم واشنطن بالسعي الى تغيير النظام في فنزويلا والسيطرة على احتياطاتها النفطية.

وتشنّ الولايات المتحدة منذ أسابيع ضربات على قوارب تقول إنها تُهرّب المخدرات. وتثير الهجمات انتقادات دولية، واعتبرها خبراء أمميون “إعدامات خارج نطاق القضاء”.

وفي مطلع أيلول/سبتمبر، قتل 11 شخصا في ضربة مزدوجة على قارب كان يبحر في المياه الدولية، في هجوم من نحو عشرين شنّتها الولايات المتحدة منذ ذلك الحين، وأسفرت حتى الآن عن مقتل 83 شخصا، بحسب الأرقام الأميركية.

وكشفت صحيفة واشنطن بوست وشبكة “سي ان ان” الجمعة أن الجيش الأميركي وبعد توجيهه ضربة أولى للمركب، أتبعَها بضربة ثانية للقضاء على ناجيين اثنين كانا يتشبثان بالقارب المحترق.

ونقلتا عن مصادر مطلعة لم تسمها أن الجيش تلقى توجيهات قبل العملية من وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث بقتل كل من كان على متن القارب.

وبعدما نفى البنتاغون بداية هذه التقارير، أقرّت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت الاثنين أن هيغسيث أجاز للأدميرال فرانك برادلي، قائد العمليات الخاصة للجيش الأميركي، “شنّ هذه الضربات الحركية”.

وأشارت الى أن برادلي “تصرّف في إطار مهماته وبما يتماشى مع القانون المحدد للتدخل العسكري بهدف ضمان تدمير القارب والقضاء على التهديد الذي كان يمثّله للولايات المتحدة”.

 “بطل أمريكي” 

ومع احتدام الجدل بشأن قانونية الهجوم المزدوج، دافع هيغسيث عن برادلي، ملمحا في الوقت عينه إلى أن الأخير هو من اتخذ القرار.

وكتب وزير الدفاع على منصة إكس أن برادلي “بطل أمريكي، ومحترف حقيقي، ويحظى بدعمي الكامل. أؤيده وأؤيد قراراته القتالية”.

وقال ترامب الأحد إنه “لم يكن ليرغب” بتوجيه ضربة ثانية إلى القارب، لكنه دافع عن وزير دفاعه الذي “يقول إنه لم يطلب ذلك، وأنا أصدقه”.

ولقيت الضربة انتقاد الخصوم الديموقراطيين للإدارة الجمهورية، وحتى بعض الجمهوريين في الكونغرس.

وقال السناتور الديموقراطي كريس مورفي لشبكة “سي ان ان” إن “الجمهوريين كما الديموقراطيين خلصوا الى أن هذه الخطوة (الضربة) كانت عملا غير قانوني وغير أخلاقي بشكل عميق”.

من جهته قال النائب الجمهوري مايك تورنر إن “الناس قلقون للغاية من طريقة تنفيذ هذه الضربات”.

وطلب السناتور الديموقراطي مارك كيلي الاثنين من الكونغرس فتح تحقيق في الضربة التي نفذها الجيش، على رغم أن دليل البنتاغون لقانون الحرب يعتبر أن “الأوامر بإطلاق النار على الغرقى هي غير قانونية بشكل واضح”.

وقال كيلي إن شنّ الضربة على قارب تشبث به ناجون هو “تجاوز للحدود”.

وكان البيت الأبيض أعلن في وقت سابق أن ترامب سيعقد الاثنين اجتماعا مع فريق الأمن القومي لبحث الوضع في فنزويلا، وسط تصاعد التوتر بشأن احتمال لجوء واشنطن إلى عمل عسكري.

وقالت ليفيت إن “الرئيس سيجتمع إلى فريقه للأمن القومي بشأن هذا الموضوع وبشأن مسائل أخرى عدة”.

من جهته، أكد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الاثنين خلال تجمع حضره آلاف مناصريه في كراكاس، إنه يرفض “سلام العبيد”، مشيرا إلى أن الانتشار الأميركي في منطقة الكاريبي يضع البلاد “على المحك” منذ 22 أسبوعا.

وقال الاثنين مادورو “نريد السلام، ولكن نريد سلاما مع السيادة والمساواة والحرية. لا نريد سلام العبيد، ولا سلام الاستعمار” مضيفا “لقد عشنا 22 أسبوعا من عدوان يمكن وصفه بالإرهاب النفسي، 22 أسبوعا وضعونا خلالها على المحك. لقد أظهر شعب فنزويلا حبه للوطن”.

وهتف مناصرون “مادورو الصديق الشعب معك!” و”لا أريد أن أكون مستعمرة أميركية شمالية. أريد أن أكون قوة أميركية لاتينية”.

وكان ترامب صرّح في نهاية الأسبوع المنصرم أنه ينبغي اعتبار المجال الجوي لفنزويلا “مغلقا بالكامل”.

وهو قال الخميس إن الولايات المتحدة ستبدأ “قريبا جدا” استهداف “تجار المخدرات الفنزويليين” في عمليات “برية”، وليس فقط في البحر.

وسجلت مواقع مراقبة الحركة الجوية نشاطا مستمرا لمقاتلات أميركية في الأيام الأخيرة على مسافة عشرات الكيلومترات من الساحل الفنزويلي.

من جهة أخرى، هدد زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر بأنه إذا وجهت ضربات إلى فنزويلا، سيعيد تقديم قرار يحظر على البيت الأبيض استخدام القوات المسلحة في المنطقة دون موافقة مسبقة من الكونغرس.

فنزويلا تتهم الجنائية الدولية بالتملّص من مسؤولياتها بعد إقفال مكتبها في كراكاس

من جهة أخرى اتهمت فنزويلا المحكمة الجنائية الدولية بالتملّص من مسؤولياتها بعد إعلانها إقفال مكتبها في كراكاس بسبب عدم إحراز تقدم في العمل مع الحكومة.

وتحقق الجنائية الدولية في فنزويلا بجرائم ضد الإنسانية يُشتبه أنها ارتُكبت أثناء تظاهرات العام 2017، وهي فتحت مكتبا في كراكاس عام 2024 للعمل مع حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.

وكان نائب المدعي العام للمحكمة مام ماندياي نيانغ أعلن الاثنين أن الهيئة القضائية قررت إقفال مكتبها بسبب عدم إحراز “أي تقدم حقيقي” في التعاون مع الحكومة الفنزويلية، مشيرا في المقابل إلى أن التحقيقات في ما جرى عام 2017 ستتواصل.

ورداً على ذلك قالت الحكومة الفنزويلية في بيان “لم يُبد مكتب المدعي العام أي التزام أو روح تعاون”، متهمة إياه بـ”التملّص من واجباته بطريقة غير مسؤولة”.

وأضاف البيان أن هدف المدعي العام كان “ألا يفعل شيئا، ثم يحوّر العدالة لخدمة أهداف سياسية”.

وكانت الأرجنتين وكولومبيا وتشيلي وباراغواي والبيرو وكندا قدّمت شكوى أمام المحكمة الجنائية عام 2018 تتهم فنزويلا بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2021، فتح مكتب المدعي العام تحقيقا رسميا ووقع اتفاقا مع مادورو تعهّدت فيه فنزويلا بتأمين العوامل المناسبة لعمل المحكمة.

(وكالات)

Share This Article