المسار : في مشهد صادم هزّ مدينة سيدني صباح الأحد، فتحت النيران على حشد من المدنيين خلال احتفال يهودي عند شاطئ بوندي الشهير، ما أسفر عن مقتل 12 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 20 آخرين، في هجوم وصفته الشرطة الأسترالية بأنه “حادث إرهابي”.
وقالت الشرطة الأسترالية إن الهجوم وقع أثناء الليلة الأولى من احتفالات عيد “الأنوار – حانوكا”، حيث أطلق مسلحان النار على الحضور، مما أدى إلى حالة من الذعر والفرار الجماعي بين العائلات. وذكرت صحيفة سيدني مورنينغ هيرالد أن هناك تقارير عن إطلاق عدة أعيرة نارية، وأشارت مصادر مطلعة إلى أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع.
أما المنفذ الثاني، فهو ناڤيد أكرم، مواطن أسترالي من أصول باكستانية، يقيم في جنوب غرب سيدني. وقد داهمت الشرطة منزله بعد ساعات من الهجوم، وسط تحقيقات مكثفة لمعرفة ما إذا كان هناك شركاء آخرون أو دوافع أيديولوجية خلف العملية.
شهود عيان وصفوا لحظات الرعب التي عاشوها، حيث دوى صوت الرصاص في الهواء، وهرع الناس للهرب وسط صرخات الأطفال وذهول العائلات. “كنا نحتفل، وفجأة تحوّل كل شيء إلى كابوس”، قالت إحدى الناجيات وهي تبكي.
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز قال إن مشاهد إطلاق النار، التي وقعت في شاطئ بوندي بمدينة سيدني، اليوم الأحد، مروّعة ومؤلمة، مؤكداً تواجد الشرطة وفرق الإنقاذ على الأرض لإنقاذ الأرواح. وأضاف ألبانيز في بيان له عقب الحادث: “تحدثتُ للتو مع مفوض الشرطة الفيدرالية الأسترالية وحاكم ولاية نيو ساوث ويلز”.
رئيسة وزراء ولاية نيو ساوث ويلز وصفت الهجوم بأنه “طعنة في قلب المجتمع الأسترالي”، مؤكدة أن “الكراهية لن تنتصر”. كما أعلنت رفع مستوى التأهب الأمني في جميع المدن الكبرى.
التحقيقات لا تزال جارية، لكن المؤكد حتى الآن أن أستراليا استيقظت على جرح عميق، وأن أسماء مثل خالد النابلسي وناڤيد أكرم ستبقى عالقة في ذاكرة بلد لطالما افتخر بتعدديته وسلامه.

