المسار : للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين دور نضالي مشهود حقا ومتميز أيضا، لا ينكره إلا جاحد أو غيور أو مزايد!!!
إنه ذلك الدور الكبير والمهم والخطير الذي لا ينكر، بل يولى عظيم الأهمية وعاليا يقدر. إنه ذلك الفعل التوثيقي الخطير والنشط الذي يواكب كل ما يحيط بقضية شعبنا الفلسطيني من أحداث وردود أفعال وتطورات وما أكثرها وأخطرها، الأمر الذي يوجب مراقبتها ومتابعتها وتتبع ما وراءها. ذلك هو جزء مهم وحيوي تضطلع به الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بكل كفاية وتميز واقتدار، ولا أجامل في ذلك أبدا.
ومثالا على ذلك من بين أمثلة كثيرة تتوارد تباعا وهي تلاحق كل حدث أو خبر أو تطور يهم القضية الفلسطينية، فها هي الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تعقد مكتبها السياسي–على سبيل المثال لا الحصر–برئاسة الأخ الرفيق/فهد سليمان، للاطلاع ومن ثم التعليق على القرار رقم 2803 الصادر في 17/11/2025 عن مجلس الأمن الدولي, لتنفيذ خطة السلام الخاصة بقطاع غزة التي اتفقت عليها إسرائيل مع حماس في أكتوبر 2025, فحدد المكتب السياسي ما لهذا القرار من استحقاقات وتوابع يتوجب إيلاؤها أولوية وأهمية قصوى باعتبارها ركائز أساسية تؤهل للانطلاق نحو التعافي العمومي والتمكين الشعبي والوطني، وهي:
(١) توحيد الموقف الفلسطيني رسميا وفصائليا وشعبيا، لا سيما وإن القرار قد أغفل أو تغافل عن النص على حق شعبنا في العيش في دولة فلسطينية مستقلة القدس عاصمتها والسيادة الكاملة لها على الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، مؤكدة أن مجلس الأمن الدولي قد وضع نفسه, أمام الشعب الفلسطيني-العربي, وأمام الرأي العام العالمي, في اختبار عملي وحقيقي.
(٢) تحقيق الانسجام الكامل إلى حد بلوغ الانصهار بين الموقف الوطني الرسمي والموقف الجماهيري.
(٣) التأكيد على ضرورة التداعي العاجل لعقد مؤتمر وطني عاجل في الضفة الغربية بغية التوافق على قرارات تتبنى إنفاذ خطوات فورية لمواجهة السياسات التصعيدية التي تواصل سلطات الاحتلال العسكري الصهيوني اتخاذها في جنين والخليل وطولكرم وباقي الضفة الغربية.
(٤) إدانة الانتهاكات الأسرائيلية للقرار الأممي ٢٨٠٣، على نحو مستمر وقصدي ومتتابع، حيث مواصلة القصف والهدم والتدمير، ونسف المنازل والتجمعات السكنية، وتفجير البنايات الخاصة والعامة، واستهداف المدنيين والتركيز على الأطفال منهم على نحو خاص، فضلا عن عرقلة إدخال المساعدات الغذائية والدوائية ومواد الإسعاف.
(٥) التأكيد على حقيقة ساطعة لا تقبل الجدل الٱتي مفادها:
★فشل دولة الاحتلال في القضاء على مقاومة الشعب الفلسطيني.
★فشل دولة الاحتلال في القضاء على إرادة الصمود التي لا تفل ولا تنكسر ولا تقل لدى شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة.
★فشل دولة الاحتلال الصهيوني في تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة إلى خارجه فبقي صامدا على أرضه مسمرا فيها وفوقها.
★فشل دولة الاحتلال الصهيوني في استعادة أسراها الصهاينة بالقوة العسكرية أو بمزيد من القوة والضغط العسكري إلى أن أيقنت أنه ليس في مكنتها استرجاع أسراها إلا أن ترضخ للتفاوض مع المقاومة ندا لند.
★فشل دولة الاحتلال الصهيوني التوسعي في أن يجعل من قطاع غزة مقدمة أو نقطة انطلاق لمشروعه التوسعي على طريق تحقيق الحلم الصهيوني التوراتي في دولة إسرائيل الكبرى.
وعود على بدء، فإنني-بكل موضوعية وحيدة- أقول: إن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين لو أنها لم تكن فصيلا قاتل ويقاتل-كباقي الفصائل الأخرى- بالرصاص والبارود، ولو أنها لم تنجز شيئا إلا ما غمرت دنيانا به من فعل توثيقي ممتد ومهم وكبير وجد خطير لكفاها والله ذلك، فما بالنا إذا كانت الحركة التوثيقية النشطة التي تتبناها وتنخرط فيها حتى أنها لم تترك منها لا شاردة ولا واردة إلا أتت عليها، فأولتها بالغ همها واهتمامها هي جزء من فعلها الوطني النضالي المقاوم.
وبعد: فإنه لا ينبغي لي أن أغفل أو أن أتغافل عما يبذله الأخ الرفيق الأستاذ الدكتور/سمير أبو مدلله، بصفته عضوا في المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية من جهد ظل متواصلا دون انقطاع منذ سنوات عديدة في تزويدي وغيري من الزملاء بكل ما أصدرته الجبهة من وثائق وكتب ومخطوطات ظلت تزين مكتبتي الكبيرتين إلى أن أتت عليهما حرب الإبادة الصهيونية الهمجية والتي لن توقف في أي حال مقاومة شعبنا المنتصرة، إن شاء الله.

