مسؤول أميركي يصف منتقدي إسرائيل بـ”الهمجيين” ويروج لـ”التفوق الغربي”

المسار : أطلق كبير مديري مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض، سيباستيان غوركا، تصريحات عنصرية متطرفة خلال ندوة عقدت أخيراً في معهد هادسون اليميني الداعم لإسرائيل، تحت عنوان “معاداة السامية ومكافحة الإرهاب”، قدّم فيها الصراع العالمي بوصفه “حرباً حضارية” بين ما سماه “الهمجية” و”الحضارة الغربية”.

وقال غوركا حرفياً: “أعتقد حقاً أننا في إطار حرب حضارية بين الهمجية والحضارة الغربية. الحضارة الغربية هي أعظم حضارة شهدها العالم على الإطلاق. نحن لا نعتذر”، مضيفاً في سياق مماثل: “هناك حضارة واحدة أفضل من الجميع، وهي حضارتنا”. واعتبر أن تراجع هذه الحضارة، وخصوصاً في أوروبا، يستدعي تدخلاً أميركياً، قائلاً: “نحن نشعر بالحزن لأن أجزاءً منها، خاصة في القارة الأوروبية، في تراجع، ونرغب في المساعدة في استعادة مكانتها”.

وفي لهجة ربطت بين قضايا سياسية وثقافية وهوياتية، اعتبر غوركا أن ما سماه “معاداة السامية” يشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي الأميركي، معلناً تفضيله استخدام مصطلح “كراهية اليهود” بدلاً من “معاداة السامية”، ومضيفاً أن رفض هذا المفهوم يعني، على حد قوله، “رفض الحقيقة والموضوعية والغرب”، من دون أن يميّز بين معاداة اليهود بوصفها شكلاً من أشكال العنصرية، وبين انتقاد السياسات الاستعمارية الإسرائيلية في فلسطين أو رفضها.

وفي الإطار نفسه، شن غوركا هجوماً على منتقدي إسرائيل، معتبراً أن اتهامها بارتكاب إبادة جماعية أو بوصفها “دولة فصل عنصري” يسيء إلى صورة الولايات المتحدة باعتبارها حليفاً رئيسياً لها. كما وجّه انتقادات حادة إلى الإعلامي اليميني تاكر كارلسون، واصفاً إياه بأنه “من أكبر المعادين للسامية في أميركا”.

واختتم غوركا مداخلته بالتأكيد أن استراتيجية الأمن القومي الأميركي ترتكز على شعار “أميركا أولاً”، وليس “أميركا وحدها”، مع التركيز على ما سماه “الفخر الحضاري اليهودي-المسيحي”، والنظر إلى العالم العربي من زاوية أمنية، واعتبار الصين “تهديداً شاملاً”، في خطاب يعكس رؤية أيديولوجية تقوم على التفوق الحضاري والثقافي وتُقصي الآخرين.

كما ذكر في كلمته أن ثلاثة أعضاء فقط في إدارة الرئيس دونالد ترامب في فترته الرئاسية الأولى وافقوا على إعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إلى القدس، مضيفاً أن وزير الدفاع الأميركي آنذاك جيم ماتيس حذر الرئيس دونالد ترامب من اندلاع حرب عالمية ثالثة في حال اتخاذ هذا القرار.

وعمل غوركا في إدارة ترامب الأولى نائب مساعد الرئيس دونالد ترامب، وعضو مجموعة الاستشارات الاستراتيجية التي أنشأها صهر الرئيس جاريد كوشنر وكبير مستشاريه آنذاك ستيف بانون، واستقال في أغسطس/ آب 2017 بعد أشهر من عدم حصوله على التصريح الأمني، وصرح بأنه استقال لأن مسؤولين في البيت الأبيض “يقوّضون برنامج: لنجعل أميركا عظيمة”.

ووصف غوركا ماتيس بأنه “كلب مجنون بارع في الدعاية الذاتية”، وذكر أن وزير الدفاع قال للرئيس ترامب: “لا تفعل هذا يا سيدي. لا تعترف بالقدس، لا يمكنك نقل السفارة. سيؤدي القرار إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة، وليس لدي ما يكفي من مشاة البحرية لأحميهم، وليس لدي ما يكفي لأحمي سفارتنا”، مشيراً إلى أن الرئيس ترامب اتخذ قراره آنذاك عام 2017 بخصوص القدس، وسخر قائلاً: “الغريب أنه لم تندلع حرب عالمية ثالثة”.

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 6 كانون الأول/ ديسمبر 2017 اعتراف إدارته بالقدس عاصمةً لإسرائيل، كما وجّه وزارة الخارجية إلى “بدء التحضيرات لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس”. وكان الكونغرس الأميركي قد تبنى بأغلبية كبيرة من الحزبين “قانون سفارة القدس” عام 1995، ونص على ضرورة نقل السفارة إلى القدس في سقف زمني لا يتجاوز 31 أيار/ مايو 1999. إلا أن ذلك القانون تضمن بنداً يسمح للرئيس الأميركي بتوقيع إعفاء لمدة ستة أشهر إذا رأى أنه ضروري لـ”حماية المصالح الأمنية القومية الأميركية”. ومنذ فترة إدارة الرئيس بيل كلينتون، وقّعت الإدارات الأميركية المتعاقبة هذا الإعفاء تلقائياً كل ستة أشهر.

Share This Article