هآرتس: إرهاب المستوطنين في الضفة سياسة ممنهجة لفرض الضمّ بالقوة

المسار :رام الله – أكدت صحيفة هآرتس العبرية أن ما تشهده الضفة الغربية لم يعد حالات توتر عابرة أو عنفًا موسميًا مرتبطًا بقطاف الزيتون، بل مسارًا منظمًا ومتواصلًا يعكس سياسة واضحة لدولة الاحتلال تهدف إلى فرض وقائع دائمة على الأرض.

وأوضحت الصحيفة أن تصاعد اعتداءات المستوطنين بعد انتهاء موسم القطاف يؤكد أن العنف ليس ظرفيًا، بل أداة ممنهجة لفرض السيطرة وتغيير الواقع الميداني، تحت غطاء أمني وروايات رسمية تُفرغ الجرائم من مضمونها الحقيقي.

وبيّنت أن الاعتداءات باتت شبه يومية، وتستهدف رعاة الأغنام والمزارعين والعائلات الفلسطينية في القرى، مستخدمةً السلاح الناري وغاز الفلفل والحرق والتخريب، ما أدى إلى إصابة مدنيين، وذبح مواشٍ، واقتلاع أشجار، في مشهد يحوّل كل ما هو فلسطيني إلى هدف مباشر.

وأكدت الصحيفة أن تصوير هذه الجرائم على أنها أفعال تقوم بها “قلّة متطرفة” هو تضليل متعمد، مشيرة إلى أن المستوطنين العنيفين يعملون ضمن غلاف من السياسة الرسمية التي تغضّ الطرف عنهم، وتوفر لهم الحماية، بينما يُمارس ما يُسمى بـ“الردع” ضد الفلسطينيين فقط.

ولفتت إلى أن السلطة الفلسطينية فقدت أي قدرة فعلية على التدخل، في ظل منع أجهزتها الأمنية من الوصول إلى مناطق الاحتكاك، وفشل المبادرات المحلية لحماية القرى بسبب عنف جيش الاحتلال وحصانة المستوطنين المسلحين.

وبالتوازي مع ذلك، تواصل حكومة الاحتلال خطواتها العملية نحو الضم، من خلال تسوية بؤر استيطانية جديدة، وضخ مليارات الشواكل في البنية التحتية بالضفة، في إطار مشروع واحد يُنفّذ الضم فعليًا دون إعلان رسمي، بذريعة “الأمن”.

وخلصت هآرتس إلى أن الرهان على المجتمع الدولي ثبت فشله، مؤكدة أن السلام لا يمكن أن يُبنى على عنف يومي وتهجير تدريجي وحرمان جماعي من الحماية، معتبرةً أن ما يجري في الضفة واقع مكشوف لم يعد من الممكن إنكاره.

Share This Article