إسرائيل: بابا نويل إرهابي وزيتونهم عائق أمني.. مستمرون في ما بدأناه عام 1948

كتبت حنين مجادلة- هآرنس

محاولة إنكار وجود النكبة الفلسطينية ليست إنكاراً للماضي فحسب، بل انكار للحاضر أيضاً. الإنكار ليس بسبب خلاف حول الرواية، فالإسرائيليون لا ينكرون النكبة انطلاقاً من حدوثها أو عدم حدوثها، بل لأنها ما زالت تحدث. عندما يقتلع الجيش الإسرائيلي مئة شجرة زيتون في الضفة الغربية “لأسباب أمنية” فهذا يعتبر نكبة، ليس كمجاز بل كتذكار تاريخية. ليس هذا رداً مضاداً على الإرهاب الفلسطيني، بل الهدف هو توسيع منطقة ولاية مستوطنة مجاورة. وهذا لا يحدث لأن الجيش “تحول” إلى جيش المستوطنين، بل لأنه لم يتوقف ذات يوم عن خدمة سياسة تهويد المنطقة وتهجير الفلسطينيين عنها.

في هذا الأسبوع، تم هدم عمارة سكنية في حي وادي قدوم شرقي القدس. 100 شخص أصبحوا مرة واحدة بلا مأوى. تم محاصرة المنطقة صباحاً، ودخلت الجرافات، وتم الاعتداء على السكان، واعتقال فتى وقاصر. كل ذلك لأنه لا توجد رخصة بناء، ولا توجد رخصة بناء لأن الدولة لا تعطي العرب رخص بناء.

أول أمس، فرقت الشرطة الاحتفالات بعيد الميلاد بصورة عنيفة في وادي النسناس في حيفا.، وشوشت على رقصة دبكة واعتقلت شخصاً يرتدي ملابس بابا نويل ومشغل “دي جي” وصاحب بسطة. هذا جزء من النكبة.

قبل أسبوع، اعتدى المستوطنون على عربية حامل وعلى أولادها في يافا. العنف لم ينته بالاعتداء نفسه. اعتقلت الشرطة عشرات الشباب العرب الذين تجرأوا على التظاهر احتجاجاً على ذلك، وليس فقط المشتبه فيهم اليهود. هذا ليس بالصدفة. فلو اعتقلت الشرطة اليهود فقط لأمكن الاعتقاد بوجود مواطنين متساوين.

قبل شهر، صادقت المحكمة العليا على هدم قرية بدوية في النقب وطرد سكانها لتوسيع ديمونا. هكذا، وبحسب توقيع قضائي، يستمر منطق التهجير نفسه الذي بدأ في 1948، خلافاً لما حدث في قطاع غزة، ليس من خلال القصف أو الأوامر العسكرية، بل في أروقة المحاكم المدنية. أما في مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم فتزداد الأدلة على منع عودة النازحين والمهجرين، كجزء من الجهود لتغيير الواقع الديمغرافي على الأرض. مرة أخرى، التهويد وطرد الفلسطينيين.

المزيد من أخبار الاحتلال. في الضفة الغربية اعتداءات المستوطنين لا تتوقف على الرعاة والمزارعين والعائلات وعلى تجمعات كاملة. رصاص حي، وغاز الفلفل، وإحراق متعمد، وتدمير ممتلكات. والأغنام تذبح، والأشجار تقتلع، والناس يصابون. يسمح بإلحاق الضرر بكل ما يحمل صفقة فلسطينية. الواقع فظيع، بل أشد فظاعة من أي وقت مضى. هذا ليس “احتكاكاً” أو “عنفاً موسمياً” بسبب قطف الزيتون، وليس من فعل “شبيبة التلال”، بل إنها سياسة وضعها الجيش وأقرها. ولو كان الأمر يزعجه لتوقف هذا منذ زمن.

المزيد من الأخبار. في قرية السموع، اقتحم خمسة مستوطنين أحد البيوت ورشوا الأم وأولادها الثلاثة بغاز الفلفل وأصابوهم. إضافة إلى ذلك، ذبحوا على الاقل رأسين من الأغنام وأصابوا آخر. هذا حادث غير استثنائي.

هكذا تبدو النكبة عندما تستمر وعندما يشارك فيها أفضل الإسرائيليين. النكبة لم تنته في 1948، بل تحدث في غزة، والقدس الشرقية، ويافا، والنقب، والقرى، والحقول ومخيمات اللاجئين.

هآرتس 25/12/2025

Share This Article