
أكثر من 14 ساعة، احتاجت قوات الاحتلال الاسرائيلي، لتتمكن من اقتحام حي “الدمج” الواقع جنوب مخيم جنين، والذي يعتبر أحد أهم خواصرها التي خاضت فيها المقاومة معارك عنيفة في مواجهة تلك القوات والتي استخدمت الطائرات وكاسحات الألغام وفرق القناصة الذين طالت نيرانهم الحية المدنيين العزل، فيما طالت آلة الهدم منازلهم وحتى مسجد الحي.
في الطريق للحي، لم يبقى الاحتلال شارعاً أو زقاقاً، إلا ودمرته كاسحة الألغام والجرافات الاسرائيلية، بينما كانت أثار الرصاص ظاهرة للعيان على غالبية جدران المنازل وداخلها.
تقول المواطنة أم خالد ، قبل بداية العدوان والهجوم على المخيم، أغلقت المقاومة مداخل حي الدمج، ووزعت العبوات الناسفة على امتداد الشارع الرئيسي ومداخله، مما أفشل محاولات اقتحام المنطقة التي تعرضت للقصف من الطائرات والتدمير من البلدوزر الاسرائيلي الضخم.
وأضافت: الجنود أصابهم الجنون بسبب عدم قدرتهم على الدخول للمنطقة رغم اطلاق الصواريخ، فأطلقوا النار بشكل جنوني حتى اقتحم الرصاص منازلنا التي حوصرنا فيها طوال العملية وسط مشاعر الخوف والقلق.
في المقابل، أثارت أخبار الصمود والمواجهات والتصدي البطولة للمقاومة على أبواب حي الدمج، وتفجير العبوات التي كانت تهز المنطقة، مشاعر الفرحة لدى المواطنين، رغم المخاطر التي حدقت بحياتهم، وقال المواطن أبو عبد الله “صحيح شعرنا بالخوف ونحن نشاهد الطائرات تقصف وتدمر، لكننا شعرنا بفخر وقوة ومعنويات عالية، عندما شاهدنا المقاومين يقاتلون ويتصدون ببسالة ويدافعون عنا وعن المخيم، ولقد منعوا الاحتلال من اقتحام الحي لساعات طويلة.
يروي الشاهد أبو جود، أن قوات الاحتلال، وبعد 16 ساعة، تقدمت لمسافة 30 مترا داخل حارة الدمج، لكنها وقعت مرة أخرى في كمائن المقاومة، ويقول: سمعنا صرخات واستغاثة جنود الاحتلال عندما وقعوا في كمائن المقاومة، بين الرصاص وعشرات العبوات التي انهمرت وانفجرت بينهم، وشاهد بعض الناس الجنود وهم ينقلون جنودا أصيبوا بالمكان
ويضيف: عندما تقدمت قوات الاحتلال تحت غطاء الطائرات، تخفى المقاومين وخدعوهم وأوهموهم أنهم انسحبوا وانتهت المقاومة، ولكن سرعان ما تجددت المواجهات وأوقعوهم في الكمائن التي أدت لوقوع اصابات في صفوف الجنود، لكن نتيناهو أخفى الحقيقة ولم يكشف عن الهزيمة التي تلقاها جنوده.
وتابع: سر الصمود والبطولة، كان يتمثل في قدرة المقاومة على التخفي والتحرك والقتال في الأزقة ورصد تحركات الجنود، اضافة للحاضنة الشعبية للمقاومة، خاصة عندما بدأت قوات الاحتلال بالضغط لفتح ثغرة ومدخل ليقتحم الجنود المخيم ويحاولون محاصرة المقاومة، هب الأهالي والشبان والجميع، وتوحدوا في المواجهة، حتى أفشلوا مخطط الاحتلال رغم القصفو التدمير وطرد العوائل من منازلهم.