خيام النازحين بالقرب من معبر رفح تثير المخاوف من “خطة تهجير الفلسطينيين”

القاهرة- “عن القدس العربي”:

تزايدت المخاوف من إقدام الاحتلال الإسرائيلي على إجبار أهالي قطاع غزة على النزوح إلى سيناء مع تواصل العدوان على مدنية خان يونس ما دفع سكانها إلى النزوح إلى مدنية رفح، في وقت أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين النازحين داخليا وصلوا إلى محافظة رفح، الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، خلال اليومين الماضيين.

وأقام نازحون فلسطينيون من مدنية خان يونس خياما بالقرب من الحدود المصرية في مدينة رفح الفلسطينية.

وأظهرت صورا اكتظاظ مدينة رفح جنوب قطاع غزة بخيام النازحين، وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إن إسرائيل تطلب من النازحين في قطاع غزة المزيد من النزوح لحشرهم وتحديد حركتهم باتجاه واحد نحو معبر رفح الحدودي مع مصر.

ويقول مراقبون إن الاحتلال الإسرائيلي يهدف إلى تنفيذ التهجير بالقوة والأمر الواقع، من خلال إجبار أهالي القطاع إلى النزوح في البداية من الشمال إلى الجنوب، ثم تشديد القصف لإجبارهم على الاتجاه نحو معبر رفح، ما يضطر السلطات المصرية إلى السماح لهم بالعبور، أو يعبر الأهالي الحدود تحت وطأة القصف رغم رفض السلطات المصرية.

مصر ترفض التهجير

ضياء رشوان رئيس هيئة الاستعلامات المصرية قال، إن مصر تمتلك أوراقا كثيرة تجاه الأحداث الجارية في قطاع غزة، وإن الدولة المصرية لديها قوة لكنها رشيدة، مؤكدا أن مصر ترفض تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية.

وأضاف رشوان، في تصريحات متلفزة: هناك منحنى خطير في القضية الفلسطينية مبني على تصرفات غير محسوبة، ومصر ستدافع عن مصالحها، وهذا الكلام صدر عن وزير الدفاع في كلمته بمعرض إيديكس 2023 في حضور رئيس البلاد.

وأكد رشوان، أن إسرائيل حققت مكسبا هائلا طوال الـ44 سنة وهو السلام مع مصر، فهي لم تحقق شيئا مع أي طرف في العالم العربي إلا عبر المرور بالسلام مع مصر، وهي تدرك ذلك، ولم تشهد أي حروب مع دول طوال هذه الفترة، ولكن مع بعض المنظمات.

ومن جانبها، ثمنت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية، الموقف المصري الرافض لمؤامرة تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة إلى سيناء.

وأكدت في بيان صحافي، “أن الموقف الفلسطيني موحد رسميًا وشعبياً في التصدي للمؤامرة التي تهدف إلى تهجير شعبنا من قطاع غزة إلى سيناء أو غيرها”، مشددة على الرفض القاطع، وأن الشعب الفلسطيني له وطن واحد يعيش فيه هو فلسطين، وفلسطين فقط.

وحذرت، من أي تساوق مع المشروع الصهيوني بالتهجير تحت عناوين الحماية أو المساعدة الإنسانية أو المناطق الآمنة، وقالت: “من يريد حماية الشعب الفلسطيني في غزة عليه التدخل لوقف حرب الإبادة الجماعية، ويفتح المعابر وليس تنفيذ أهداف العدو بتهجير الفلسطينيين إلى خارج وطنهم”.

إلى ذلك استنكرت منظمات حقوقية مصرية مستقلة، استدعاء نيابة استئناف القاهرة لمؤسسة ورئيسة تحرير موقع “مدى مصر”، لينا عطاالله، للتحقيق بعد مرور أكثر من شهر على قرار المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بحجب الموقع لمدة ستة أشهر، وإحالة المسؤولين عنه إلى النيابة العامة، بدعوى “ممارسته النشاط الإعلامي دون الحصول على ترخيص، ونشر أخباراً كاذبة دون التحري من مصادرها، والتدليس على الجمهور والإضرار بمقتضيات الأمن القومي”، عقب نشر الموقع تقرير حول احتمالات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر.

وكانت هيئة مكتب المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أعلنت يوم 15 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أنها قررت إحالة مسؤولي “مدى مصر” للتحقيق وإخطار النائب العام “في حال ثبوت المخالفات ونشر أخبار كاذبة”.

ورأت المنظمات أن استدعاء لينا عطاالله للتحقيق يشكل حلقة جديدة ضمن سلسلة استهداف وملاحقة السلطات المصرية للصحافيين والمدونين، لمجرد ممارستهم عملهم الصحافي وتعبيرهم عن آرائهم، فضلاً عن رغبة السلطات المصرية في إحكام السيطرة على منابر الإعلام، التقليدي الإلكتروني، وحجبها أو مصادرتها.

معبر رفح

وواصل معبر رفح البري استقبال المصابين الفلسطينيين للعلاج في مصر، حيث دخل 19 مصابا فلسطينيا عبر معبر رفح البري لتلقى العلاج في مصر، في وقت اصطفت 140 شاحنة مساعدات وشاحنتا وقود تحمل 60 ألف لتر من السولار أمام المعبر في انتظار السماح لها بالعبور.

وواصل مطار العريش الدولي في شمال سيناء، الأربعاء، استقبال طائرات المساعدات من الدول العربية والأجنبية والمنظمات الإقليمية والدولية، حيث وصلت إلى المطار خلال الساعات الماضية 6 طائرات تحمل 61 طنا من المساعدات المتنوعة لقطاع غزة.

وقال الدكتور خالد زايد، رئيس فرع الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء، إن من بين الطائرات التي وصلت إلى مطار العريش طائرتين من العراق تحملان 16 طنا من الأدوية والمستلزمات الطبية المقدمة من عدد من الجهات المانحة، وطائرة من الأردن تحمل 11 طنا من الأدوية والمستلزمات الطبية من منظمة اليونيسيف، وطائرة من الكويت تحمل 19 طنا من الأدوية والمستلزمات الطبية وسيارتي إسعاف وعيادة متنقلة، وطائرة من الإمارات تحمل 10 أطنان من المواد الغذائية والإغاثية ومستلزمات المستشفى الميداني، وطائرة من أمريكا تحمل 5 أطنان من المستلزمات الطبية من الوكالة الأمريكية للتنمية.

وأضاف زايد أن عدد الطائرات التي وصلت إلى مطار العريش الدولي منذ 12 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بلغت 271 طائرة حملت نحو 7000 طن من المساعدات المتنوعة، حيث تم تخزينها في 7 مخازن مؤمنة في مدينة العريش ونقلها إلى قطاع غزة بالتنسيق بين الهلال الأحمر المصري والهلال الأحمر الفلسطيني.

ولفت زايد إلي أن المساعدات التي حملتها الطائرات مقدمة من 35 دولة عربية وأجنبية و15 منظمة إقليمية ودولية، وهي عبارة عن مساعدات إنسانية وأدوية ومستلزمات وأجهزة طبية ومواد غذائية وخيام وسيارات إسعاف مجهزة.

حملة المقاطعة

وفي الوقت الذي واصل المصريون حملة مقاطعة الشركات التي تدعم الاحتلال، أثار على جمعة مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، جدلا واسعا بعد تداول فيديو له بشأن موقفه من حملات مقاطعة منتجات الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، خاصة بعد تزايد أنشطتها بعد العدوان على غزة.

وقال جمعة، خلال المنتدى الصديقي الثقافي، إن حملات المقاطعة يجب أن تكون على مستوى الدول وليس الأشخاص، لكن إخواننا في المحال اشتروا البضائع وأصبحت ملكنا، فهل نقاطع أشقائنا.

وزاد: منذ عام 2009 ونقول إن المقاطعة هي من البلد وليس المواطن، كل الشركات داخل البلاد ملكنا نحن، لذلك المقاطعة عملية نفسية لكن ليس لها أثر في الحقيقة.

وختم جمعة: من قاطع المنتجات الداعمة للكيان الإسرائيلي ليس عليه ذنب ولم يقع في الحرام، ومن يقاطع من الداخل نقول له ربنا يعينك لأن عملك لا أثر فيه إلا أنك أشفيت نفسك.