يوسي كلاين
الحكومة الاسرائيلية ضد الجميع. ضد حماس وحزب الله وضد الجيش وضد الشعب. تقول ان حماس لا يهمها ما يحدث لسكان غزة. هل تهتم الحكومة الاسرائيلية بما يحدث لنا؟ مثل البحارة الذين يتركون سفينة غارقة، يعتنون فقط بأنفسهم. ينهبون، يأخذون كل ما في وسعهم. يحولون الأموال إلى الأصدقاء، ويساعدون الحريديم، ويتجاهلون الجنود الذين في جبهة القتال.
الصحفيون يعرفون، لكنهم لا ينقلون ما يجب أن يعرفه الجمهور، بل فقط ما يريد الجمهور سماعه. وما الذي لا يريد سماعه الجمهور ان أبناءهم يقاتلون ويقتلون من أجل نتنياهو. في استطلاع أجروه في الجامعة العبرية، تبين أن القناة الأولى، في رأي غالبية الجمهور، هي الأكثر موثوقية على الإطلاق. إنها أيضا القناة الأقل مشاهدة على الإطلاق. الاستنتاج: المصداقية لا تحتسب. يفضل الجمهور أن يكذبوا عليه وألا يؤلموه بالحقيقة المؤلمة.
لكن الحكومة لا تقدر هذا التفاني الخنوع وتتعامل مع المعلقين كجنود احتياط. بمن تتصل للإبلاغ عن مقتل 30 مختطفا، لالون بن دافيد؟ لل. هل ترسل العميد باراك حيرام ليشرح لنير دفوري قصف منزل فيه رهائن؟ لا. تلجأ إلى صحيفة نيويورك تايمز.
في الاستوديوهات يعتقدون أننا أغبياء، ومن السهل أن يغذونا بالهراء ولكن ليس بالأخبار الصعبة. فالأخبار الصعبة التي “سمح بنشرها” لا يمكن إخفاؤها ب “الإنجازات الجميلة” و “النجاحات”. إنهم لن يقولوا الحقيقة: إن الحرب الآن هي مجرد نزوة شخص خطير ساخر. فهذا من شأنه أن يلحق الضرر بشعار “الشعب متحد” الذي يروجون له. إنهم لا يريدون أن نعتقد أن كل من يقتل من الآن فصاعدا لن يسقط دفاعا عن الدولة، بل دفاعا عن الحكومة. إنهم لا يحققون، بل يخفون الحقائق. بدلا من المعلومات هناك فيض من المعلومات غير المهمة. انتقلت هذه الكتيبة وتلك من هنا إلى هناك، ومن هناك إلى هنا. هذا ليس ذا صلة، وليس مثيرا للاهتمام. ما هو المثير للاهتمام؟ المختطفون والذين تم اجلاؤهم والهجوم في رفح.