كشف تحليل لصحيفة “نيويورك تايمز” أن الضربة الإسرائيلية التي أصابت مخيمًا للنازحين ليل الأحد في رفح وأودت بحياة عشرات المدنيين، استخدمت فيها قنابل أميركية الصنع. وأوضح التحليل أن حطام الذخيرة الذي تم تصويره في موقع الحادث كان بقايا قنبلة “جي بي يو 39″، وهي قنبلة مصممة ومصنعة في الولايات المتحدة.
وفقًا لتريفور بول، فني متخصص سابق في التخلص من الذخائر بالجيش الأميركي، فإن هذا السلاح يتميز بنمطه الفريد واحتوائه على شفرات قابلة للطي، وهو ما كان مرئيًا بوضوح في الحطام. وأضاف أن “شظايا القذيفة التي صورها الصحفي الفلسطيني علم صادق أظهرت الرقم التعريفي 81873، وهو رقم خصصته الولايات المتحدة لشركة (وودورد) ومقرها في كولورادو، وتعمل على تصنيع أجزاء من هذا النوع من القنابل”.
يشجع المسؤولون الأمريكيون الجيش الإسرائيلي منذ أشهر على زيادة استخدام هذه القنبلة، باعتبارها أكثر دقة خاصة بالنسبة للبنايات مقارنة بالقنابل الأكبر، مثل القنابل أمريكية الصنع التي يبلغ وزنها ألفي رطل (أكثر من 900 كيلوغرام)، والتي تستخدمها إسرائيل كثيرًا في قطاع غزة وأدت إلى خسائر بشرية فادحة.
صرح المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هغاري خلال مؤتمر صحفي الثلاثاء، أنه “تم تنفيذ الضربة باستخدام ذخيرتين برؤوس حربية صغيرة مناسبة لهذه الضربة”، التي تسببت بمقتل 45 فلسطينيًا على الأقل، رغم أنها كانت تستهدف، حسب الرواية الإسرائيلية، قياديين اثنين في حركة حماس. وأضاف أن “القنابل تحتوي على 17 كيلوغرامًا من المواد المتفجرة. هذه أصغر ذخيرة يمكن لطائراتنا استخدامها”.
ورغم رفض الجيش الإسرائيلي تحديد نوع الذخيرة المستخدمة، إلا أن وزن قنبلة “جي بي يو 39” يبلغ قرابة 17 كيلوغرامًا، وفق “نيويورك تايمز”. وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي: “قال الإسرائيليون إنهم استخدموا قنابل تزن 37 رطلاً (حوالي 17 كيلوغرامًا). إذا كان هذا هو ما استخدموه بالفعل، فهذا بالتأكيد مؤشر على جهد ليكونوا حذرين ومستهدفين ودقيقين”.
كما تحدث الرقيب المتقاعد في القوات الجوية الأميركية ويس جيه براينت عن استخدام هذه القنبلة، موضحًا: “هذا يشير إلى استمرار الإهمال في الاستهداف، إما عدم الرغبة أو عدم القدرة على حماية المدنيين بشكل فعال”.