مذكرة توضيحية من حركة المقاومة الإسلامية حماس حول  المفاوضات غير المباشرة مع حكومة الاحتلال بعد خطاب الرئيس الأمريكي يوم الجمعة 31 مايو

في ضوء ما صرح به الرئيس بايدن من مواقف تتعلق بضرورة وقف الحرب بشكل نهائي وانسحاب جيش الاحتلال وادخال المساعدات وعودة النازحين وإعادة الإعمار.

وفي ضوء مواقف وتصريحات المسؤلين في حكومة الاحتلال، والإدارة الاميركية، واستنادا إلى ما سمعناه من الإخوة الوسطاء في قطر ومصر حول مقترح حكومة الاحتلال الذي أشار إليه الرئيس بايدن في خطابه، فقد تبين لنا عدم وضوح موقف العدو، وتناقض تصريحات كبار مسؤليه، وتركيز تصريحات أركان إدارة بايدن على أن المشكلة أو العقبة تكمن في موافقة الحركة، وقيام الإدارة الأمريكية بنشاط إعلامي وسياسي ودبلوماسي للتركيز على ذلك واختزال الصورة على نحو مشوش.

ولذا توضح الحركة موقفها من كل ذلك من خلال النقاط التالية:

أولا: أبدت الحركة وبالتوافق مع فصائل المقاومة دوما مرونة وايجابية مع جهود الوسطاء على مدى جميع جولات التفاوض غير المباشرة السابقة وصولا لإعلان الموافقة على مقترح الاخوة الوسطاء في السادس من مايو الماضي، عندما وجدت الحركة أنه يتضمن الأسس اللازمة ويتماشى مع منطق وقف الحرب بشكل دائم ويستجيب لمطالب شعبنا وهي الوقف الدائم للعدوان وإطلاق النار والانسحاب الكامل من القطاع والسماح بعودة النازحين وتدفق المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار وإبرام  صفقة تبادل أسرى جدية.

ثانيا: عندما أطلق الرئيس بايدن تصريحاته أعلنت الحركة ترحيبها بما قاله لأنه يوفر الأسس اللازمة للوصول إلى اتفاق يحقق الوقف الدائم لإطلاق النار وانسحاب جيش الاحتلال من القطاع وتدفق كميات كبيرة من المساعدات وعودة النازحين وإعادة الإعمار وتبادل الأسرى، ولم تتردد الحركة في الإعلان عن موقفها الإيجابي على الفور تجاه هذه التصريحات لأنها تنسجم مع ورقة السادس من مايو وتحتوي على الأسس المطلوبة وأهمها وقف إطلاق النار بشكل دائم والانسحاب التام من القطاع.

ثالثا: عندما أطلعنا الوسطاء على مضمون الورقة التي تحدث عنها الرئيس بايدن والتي قال إنها الورقة الإسرائيلية تبين خلوها من الأسس الإيجابية التي وردت في تصريحات بايدن، وأن هناك فرقا بين ما في الورقة وبين ما صرح به بايدن الأمر الذي تسبب في كثير من الارتباك والجدل فهل ما تحدث عنه بايدن هو تفسيراته الشخصية للورقة أم هي اتفاقات شفوية مع جهات إسرائيلية أم غير ذلك.

وبعد النظر في مضمون الورقة الإسرائيلية تبين أنها ورقة لا تضع الأسس الصحيحة للاتفاق المطلوب فهي لا تضمن الوقف الدائم لإطلاق النار بل الوقف المؤقت وهي لا تربط المراحل الثلاث المنصوص عليها بشكل وثيق بل على العكس من ذلك فقد  هدمت الجسور التي تنقل الاتفاق من مرحلة إلى أخرى بهدف تعطيل وحدة الاتفاق بكل مراحله واختزاله بمرحلة واحدة يتوقف فيها العدوان مؤقتا وتبقى قواته على أرض القطاع ويحصل الاحتلال مقابل ذلك على الشريحة التي تهمه من الأسرى ثم يستأنف حرب الإبادة ضد شعبنا..

رابعا : إن الحركة تتمسك وفصائل المقاومة بالأسس الصحيحة للوصول إلى اتفاق وهي على استعداد للموافقة على أي اتفاق يتضمن تلك الأسس التي هي قواعد بديهية فلا معنى لأي اتفاق لا ينص صراحة على وقف إطلاق النار الدائم ولا معنى لاتفاق يسمح ببقاء قوات الاحتلال على أرضنا ويحقق فقط ما يريده الاحتلال من الإفراج عن أسراه ومواصلة حرب الإبادة والتجويع ضد شعبنا.

خامسا: تنبه الحركة إلى مخاطر صدور قرار من مجلس الأمن قبل التوصل إلى اتفاق بين الأطراف فضلا عن استباق ذلك بصيغة مشروع قرار يهدف إلى الضغط على الحركة والفصائل الفلسطينية

وتؤكد الحركة التزامها بموقفها الإيجابي تجاه تصريحات بايدن والتي ترى أنها تتفق مع الأسس التي تقبلها الحركة وترى أنه يجب أن يضمن بايدن موافقة حكومة الاحتلال عليها وأن تنعكس في نص  الاتفاق لكي يكون صالحا للموافقة عليه والمضي في تنفيذه وفق المراحل المتفق عليها.