مقالات

بقلم “محمد صفدي” معالم المؤامره تتكشف

بادئ ذي بدء يجب القول بان اسرائيل هي التي تطلق معظم التصريحات والمعلومات حول حادثة مجدل شمس وتلعب دور الحكم والجلاد وتتحكم بالسرديه المهيمنه . ولكن من الذي قال ان كل ما تقوله صحيح؟ خصوصا ان الثقة بها قد وصلت للحضيض …

لو كان الصاروخ من حزب الله لاعترف الحزب بجرأة بالخطأ المؤسف ولاعتذر للضحايا وهو وارد في الحروب الكبيره والصغيره فالحزب يتحلى بشجاعة المصارحه والاعتراف والاعتذار وهذه مسالة يشهد له بها العدو قبل الصديق.

من الواضح ان الصاروخ هو اداة اشعال فتيل مؤامرة التي تستحق اسم “كسر الطوق” الاخذه في التكشف رويدا رويدا .

اعلاميا هناك حمله موجهه متناسقه لالصاق التهمه بحزب الله والتصوير للناس بان الضربه مقصوده وان اسرائيل ” العمياء” بعد ان فقأ الحزب كاميراتها التجسسيه تعرف بدقه متى وكيف واين ومن كان وراء الصاروخ . يا لطيف! واين كانت هذه المقدره الدقيقه عندما حلق الهدهد ويافا وزاروا سماء الوطن السليب قبل ايام لا بل وضربوا تل ابيب في بؤبؤها ؟

الاعلام الاسرائيلي يفبرك السرديه لبلورة الوعي والتمهيد لما هو ات وهاقد بدات امبراطوريات الاعلام الصهيونيه في العالم باللحاق بها .

الى جانب ذلك ستوظف اسرائيل هذا الحدث الماساوي للظهور بمظهر المدافع والضحيه المظلومه وذرف دموع التماسيح على الاطفال الابرياء والتقرب من دروز الجولان السوريين لاغرائهم بالانخراط فيها او على الاقل مغادرة المربع الوطني السوري والالتحاق بدعاة الانفصاليه في السويداء ودعاة التصهين في الداخل الفلسطيني. الغريب انهم لم يجدوا افضل من الفاشي سموتريتش لارساله بجلد الغزال المسالم فكان ان طرد من هناك شر طرده

 

سياسيا ستحاول اسرائيل تحويل الحادثه المؤلمه الى رافعه ومنصه لاحداث ضغط سياسي دولي على حزب الله لدفعه للجلوس للتفاوض وستحاول تحريك الطابور الخامس اللبناني للتحريض وافتعال الصدامات لزيادة الضغط والشيطنه والتهويل وتخويف اللبنانيين واتهام حزب الله بانه يورطهم في صراعات لا ناقة فيها ولا جمل وانه اداة ايرانيه ماجوره الخ الخ الخ ….

امنيا وعسكرياستحاول اسرائيل تغيير قواعد الاشتباك وبالتحديد قصف المدنيين في الجنوب وتهجيرهم من اجل زيادة الضغط على حزب الله ولرسم صورة التكافؤ مع مهجريها في الشمال كنوع من التعادل الذي سيفضي لاعادة صياغة قواعد الاشتباك المتوازنه .

كل التصريحات التهويل والتهديدات والصرخات والتحركات المحمومه ودق طبول الحرب لن تتمخض عن تحرك حقيقي ضخم كما يصورون في حربهم النفسيه .هي تعرف ان كل ما ستفعله في لبنان سيحدث في اسرائيل حسب معادلة نصرالله :

المدنيين مقابل المدنيين ، الميناء بالميناء، المطار بالمطار ، العاصمه بالعاصمه …..

اما التوغل البري واحتلال مناطق فحزبالله يتمناه وينتظره على احر من الجمر وسيجر بالتاكيد توغلا معاكسا في مزارع شبعا المحتله وفي شمال فلسطين المحتل .

حادثة مجدل شمس في تفاصيلها تدلل بشكل قوي جدا على انها فبركه مدروسه من مدرسة اسرائيل وامريكا التي تفتعل الحدث ومن ثم توظفه ومسوغها المنطقي كسر الطوق والخروج من المازق الامني العسكري الاقتصادي المتعمق وتوسيع الجبهات وتحريك المفاوضات المتعدده للخلاص من الدائره السلبيه التي اقحمهم فيها نتنياهو وبطانته

جرائم اسرائيل مكشوفه ولن تنفعها دموعها على الاطفال الابرياء رحمهم الله . فاين كانت دموعهم وهم يحتلون الجولان ويحاولون ضمه ويصادرون اراضيه ومياهه ويقيمون المروحيات الضخمه على تلاله وينكلون بابنائه ويصادرون حقوقه في العيش بكرامه تحت راية وطنه ؟ اين كانت قلويهم الرحيمه وهم يسرقون تفاح الجولان وحريته ؟

المؤامره مكشوفه ومفضوحه وستتكشف لاحقا سواء على يد الداخل المعارض او من الخارج عبر التكنولوجيا المتطوره .

قمة الهزل والغضب هو تباكيهم المزيف على حادثة مجدل شمس بينما يقومون بقصف غزه بلا توقف ويقتلون اطفالها وتساءها ويجوعونهم . اسرائيل المجرمه العالميه غير جديره بالتباكي على حادثة المجدل بينما لم يجف بعد دم اطفال مدرسة السيده خديجه في دير البلح . ومن الذي سيصدقها اصلا وهي تقتل عشوائيا وتبطش بلا هواده منذ عشرة اشهر وصولا ٥٠ الف طفل وامراه ومائة الف جريح ؟

مؤامرة “كسر الطوق” المتكشفه ستبلغ مداها في الاقوال ولكنها لن تعلو كثيرا على مستوى الافعال .

محمد صفد