الاحتلال يفرض مزيداً من التضييق على المساعدات الإنسانية.. 117 شاحنة فقط دخلت القطاع عبر كرم أبو سالم في أسبوع

فرض الاحتلال الإسرائيلي، خلال الأسبوعين الماضيين، مزيداً من التضييق على دخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، فعلى الرغم من انخفاض عدد الشاحنات التي يبلغ الاحتلال الهلال الأحمر المصري بالسماح لها بالتحرك من مدينة رفح إلى المعبر، وباتت لا تتعدى الـ 70 شاحنة يومياً، فإن الاحتلال يعيد عدداً منها يومياً، دون السماح لسائقيها بتفريغ الشحنة، أو المرور إلى القطاع.

من بين 70 شاحنة مساعدات أرسلها الهلال الأحمر المصري إلى معبر كرم ابو سالم، أمس الخميس، سمحت قوات الاحتلال بدخول 12 شاحنة فقط.

وبحسب مصادر في الهلال الأحمر المصري، فإن سلطات الاحتلال تطلق حججاً واهية لمنع الشاحنات من دخول القطاع، مثل عدم انتظام عملية التعبئة في الشاحنات، ما يعيق تفتيشها.

يضطر سائقو الشاحنات إلى العودة مرة أخرى إلى مدينة رفح وتفريغ حمولة الشاحنات في المخازن اللوجستية التي أقامتها السلطات المصرية في مدينة العريش، بعد انتظارهم لأكثر من 10 ساعات أمام بوابة معبر كرم أبو سالم.

يقول أحد السائقين (طلب عدم ذكر اسمه) إن كميات كبيرة من المساعدات تتعرض للتلف خلال الرحلة من العريش إلى معبر كرم أبو سالم والانتظار أمام المعبر بالساعات في ظل ارتفاع درجة الحرارة والعودة مرة أخرى إلى العريش، لافتاً إلى أن انخفاض معدل دخول المساعدات أدّى إلى تكدّس أطنان من المساعدات في المخازن لأسابيع.

وبيّنَ المصدر أن حركة المساعدات كانت توقفت الأربعاء الماضي، بسبب حادث الدهس بعد أن أعلن الاحتلال وقوع حادث دهس خلال مطاردة مهربين في المنطقة الحدودية مع مصر، فيما سمحت قوات الاحتلال بدخول 60 شاحنة مساعدات، الثلاثاء، وأعادت 10 شاحنات محملة بمواد الإيواء والخيام والأدوية والمستلزمات الطبية.

أما الإثنين الماضي، فبحسب المصدر، سمحت قوات الاحتلال بدخول 35 شاحنة فقط، فيما أعادت 35 أخرى، دون إبداء أسباب.

والأحد الماضي، سمحت قوات الاحتلال بتفريغ 10 شاحنات فقط من أصل 70 أرسلها الهلال الأحمر المصري إلى معبر كرم أبو سالم، تمهيداً لتفتيشها قبل دخولها إلى القطاع.

يغلق الاحتلال الإسرائيلي أبواب المعبر أمام شاحنات المساعدات يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع بحجه العطلة الأسبوعية.

وقال مصدر أمني مصري مسؤول في معبر رفح إن حركة المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم تراجعت بشكل كبير خلال الفترة الماضية، وإن الاحتلال لم يسمح سوى بدخول 210 شاحنات مساعدات إنسانية خلال الأسبوع الأول من شهر سبتمبر/ أيلول الجاري.

ويرسل الهلال الأحمر المصري شاحنات المساعدات إلى معبر كرم أبو سالم، طبقاً للاتفاق الذي توصل إليه الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والأمريكي، جو بايدن، أواخر شهر مايو/ أيار الماضي، بإرسال مساعدات إنسانية ووقود بشكل مؤقت من معبر كرم أبو سالم، لحين التوصل لآلية لإعادة فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني.

وتتكدس شاحنات المساعدات في مخازن مدينة العريش وفي الطريق بين مدينتي العريش ورفح وأمام معبر رفح.

وكانت مصادر في الهلال الأحمر المصري كشفت عن تلف أطنان من المساعدات بسبب طول فترة التخزين والعوامل الجوية، ومع بطء حركة نقل المساعدات إلى القطاع المحاصر، أعلن الهلال الأحمر المصري، أواخر يوليو/ تموز الماضي، توقفه عن استقبال المساعدات من داخل البلاد وخارجها بسبب تكدسها في المخازن.

وفشل الاجتماع الثلاثي الذي استضافته القاهرة في الثاني من شهر يونيو/ حزيران الماضي، وضم وفوداً أمنية مصرية وأمريكية وإسرائيلية، في الاتفاق على إعادة فتح معبر رفح، وتمسكت مصر بضرورة الانسحاب الإسرائيلي من الجانب الفلسطيني للمعبر حتى يتم استئناف تشغيله.

ومعبر رفح مغلق منذ اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي المحور الحدودي من الجانب الفلسطيني، في 7 مايو/ أيار الماضي، وكانت مصر أعلنت رفضها التنسيق مع إسرائيل بشأن المعبر، وأوقفت دخول المساعدات لحين انسحاب قوات الاحتلال منه.

وتوترت العلاقات بين القاهرة وتل أبيب بعد اقتحام جيش الاحتلال لمعبر رفح والمحور الحدودي فيلادلفيا، وتتمسك مصر بانسحاب الاحتلال من الشريط الحدودي، فيما أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكثر من مرة رفضه الانسحاب من المحور الحدودي، تحت زعم تهريب السلاح لحركة “حماس” من خلاله.

ونفت مصر هذه المزاعم على لسان مصدر رفيع المستوي، قال إن إسرائيل تحاول تبرير فشلها الأمني في قطاع غزة بإطلاق الأكاذيب، فيما قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، إن الادعاءات الإسرائيلية بدخول السلاح لقطاع غزة من الجانب المصري ليست إلا مجرد أكاذيب من أجل استمرار التواجد في محور فيلادلفيا الحدودي بين قطاع غزة ومصر.

وأضاف عبد العاطي أن الادعاءات الإسرائيلية جاءت بهدف صرف أنظار العالم عن جرائم الحرب المرتكبة بقطاع في غزة بحق الفلسطينيين.

وصرح وزير الخارجية أن مصر قامت بإنفاق مبالغ ضخمة من أجل إنشاء سياج أمني وتدمير الأنفاق عند الحدود مع قطاع غزة.

وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الخميس، استمرار جهود بلاده، بالتعاون والشراكة مع قطر والولايات المتحدة، لتعزيز فرص التهدئة من خلال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بشكل فوري بقطاع غزة، بما يسمح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة، وإيقاف التصعيد الإقليمي.

جاء ذلك خلال استقبال السيسي وزير خارجية دولة الكويت عبد الله اليحيا، وذلك بحضور وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج الدكتور بدر عبد العاطي، وفق المتحدث باسم الرئاسة أحمد فهمي.

وطبقاً للمتحدث، أشاد وزير خارجية الكويت بالدور المصري المحوري في جهود استعادة الاستقرار بالمنطقة. كما اتُّفق على تأكيد ضرورة تحلي الأطراف كافّة بالمسؤولية، لوقف نزيف الدم، ومنع اتساع نطاق الصراع في الإقليم.

وتوجه أحزاب المعارضة في مصر انتقادات للسلطة في ما يتعلق بملف المساعدات إلى القطاع المحاصر منذ بدء العدوان، ورفضت المعارضة التنسيق بين السلطات المصرية وجيش الاحتلال في دخول المساعدات عبر معبر رفح، حيث قضى الاتفاق بين مصر والاحتلال، برعاية أمريكية في البداية، بتوجه الشاحنات إلى معبر العوجة للخضوع للتفتيش من قبل قوات الاحتلال، قبل عودتها والدخول عبر معبر رفح، وظلت هذه الآلية هي المتّبعة، حتى سيطرت قوات الاحتلال على المعبر، في مايو/ أيار الماضي.