“إسرائيل”: وهم الانتصار ومخاطر الحرب المتجددة

المسار الإخباري :غزة- أشار تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تعيش في وهم عميق بقدرتها على إنهاء المقاومة الفلسطينية. هذا الوهم يتجلى في شعور متزايد بالانتصار “المخمور بالقوة”، مما يفتح الأبواب لحروب لا نهاية لها قد تعود بالضرر على إسرائيل والمنطقة بأسرها.

انتصارات وهمية

على الرغم من احتفالات الإسرائيليين بإنجازاتهم العسكرية في لبنان، يُحذر التقرير من الثمن الباهظ الذي ستدفعه “إسرائيل” نتيجة المعاناة التي ألحقها الاحتلال بالفلسطينيين واللبنانيين على مدار عقود. فعلى الرغم من محاولات الحكومة الإسرائيلية تهميش المقاومة، لا يزال حزب الله قويًا، ويُشكل جيلًا جديدًا من المقاومين الذين يسعون إلى الانتقام.

تغيير في استراتيجيات الاحتلال

التقرير يسلط الضوء على تغييرات ملحوظة في الأساليب العسكرية الإسرائيلية، حيث لم تعد هناك خطوط حمراء في العمليات العسكرية، مما أدى إلى مقتل عدد كبير من المدنيين الأبرياء في لبنان وغزة. فقد تم تفويض قرار الاغتيالات لقادة الجيش الإقليميين، مما وسع نطاق السلطة العسكرية وأدى إلى عمليات عسكرية غير محدودة، حيث أصبح كل مدني هدفًا محتملًا.

الحرب وجودية

بينما يعتقد العديد من الإسرائيليين أن القضاء على القيادات الفلسطينية سيؤدي إلى إنهاء المقاومة، تشير الحقائق إلى عكس ذلك. إذ لم يُثنِ اغتيال قيادات حزب الله عن استمرار العمليات، بل أظهر فقط قدرة حزب الله على إعادة التنظيم والرد. كما أن الخلافات السياسية والاقتصادية الداخلية في لبنان وفلسطين تعزز من فرص تصعيد المقاومة.

أزمة الهوية

على الرغم من الانتصارات العسكرية، تواجه “إسرائيل” أزمة هوية تتعلق بالصراع الفلسطيني. فكلما استمرت في انتهاك حقوق الفلسطينيين، تزداد المسافة بين المجتمع الإسرائيلي والمجتمع الدولي، مما يعرض “إسرائيل” لعزلة دبلوماسية متزايدة.

استنتاجات التقرير

في الختام، يُظهر التقرير أن كل انتصار عسكري تحققه “إسرائيل” يأتي مع تكلفة باهظة، ليس فقط على المستوى الإنساني، بل على مستقبل الاستقرار في المنطقة. إن الخيار الوحيد لتحقيق الأمن والسلام لشعبها هو العودة إلى طاولة المفاوضات وإنهاء الاحتلال، وإلا فإنها تفتح الأبواب أمام صراعات جديدة قد تستمر لأجيال قادمة.