حصار الملابس الشتوية يفاقم معاناة الغزيين مع اقتراب البرد القارس

المسار الإخباري :مع اقتراب فصل الشتاء، يواجه سكان قطاع غزة أزمة خانقة في تأمين الملابس الشتوية وسط ارتفاع الأسعار وشح المعروض في الأسواق، نتيجة استمرار الحصار المفروض من قبل الاحتلال الإسرائيلي. ومنذ أكثر من 150 يومًا، تواصل سلطات الاحتلال إغلاق معابر القطاع ومنع دخول البضائع، بما فيها الملابس، مما يزيد من معاناة المواطنين، خاصة النازحين الذين فقدوا منازلهم جراء القصف ويعيشون في خيام أو مراكز إيواء غير مؤهلة لتحمل برد الشتاء القارس.

أسعار خيالية وصعوبات مضاعفة

السيدة مريم جبر، أم لأربعة أطفال، تحدثت عن بحثها المستمر في الأسواق على مدار ثلاثة أيام للحصول على ملابس مناسبة لأطفالها بأسعار معقولة، لكنها اصطدمت بارتفاع الأسعار غير المسبوق. تقول جبر: “وصل سعر طقم الملابس الواحد إلى 120 شيكل، وهو ذو جودة متوسطة، وهذا يفوق إمكانياتنا في ظل البطالة والوضع الاقتصادي الصعب”.

في ذات السياق، يشير إبراهيم خميس، نازح من شمال القطاع، إلى أن ملابسه وملابس أطفاله الصيفية لم تعد مناسبة للشتاء، ومع اهتراء ملابسهم خلال الإقامة الطويلة في مراكز الإيواء، أصبح يضطر لطلب الملابس من أقاربه. وبيّن خميس أن الملابس المستعملة التي كانت تعتبر ملاذاً للفقراء في الماضي، باتت تُباع اليوم بأسعار تقترب من أسعار الملابس الجديدة قبل الحرب، حيث يصل سعر “الترنق” المستعمل إلى 60 شيكل.

التجار في مواجهة الخسائر

محمد منصور، أحد تجار الملابس في القطاع، يصف الوضع بالكارثي. فبالرغم من وجود شحنات ملابس عالقة في الضفة الغربية، إلا أن الاحتلال يمنع دخولها إلى غزة. ويفيد منصور بأن الخسائر التي تكبدها هو وأخوته الشركاء تُقدر بنحو 50 ألف دينار بعد تعرض محالهم ومخازنهم للقصف. ويرفض منصور جلب بضائع من التجار المحليين بسبب ارتفاع أسعار الجملة، الأمر الذي سيضاعف الأسعار على المستهلكين بشكل كبير. “القطعة التي كانت تُباع بـ15 شيكل قبل الحرب، تُباع الآن بـ80 شيكل، ما يجعلها تصل إلى المستهلك بسعر يتراوح بين 100-120 شيكل”، بحسب منصور.

المعابر المغلقة تزيد الأزمة

إسماعيل الثوابتة، مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أكد أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل إغلاق المعابر ومنع دخول البضائع منذ أكثر من 150 يوماً، بما في ذلك الملابس. ويقول الثوابتة إن هذا الإغلاق زاد من تفاقم الأزمة الإنسانية، خاصة بالنسبة لأكثر من مليوني نازح، اهترأت ملابسهم بسبب العيش في الخيام ومراكز الإيواء لأكثر من عام.

وأضاف أن 75% من المنازل في قطاع غزة تعرضت للتدمير، مما أجبر العائلات على مغادرة منازلها دون أن تتمكن من أخذ أي من مقتنياتها، مشيرًا إلى أن هناك مليون طفل في القطاع بحاجة ماسة إلى ملابس جديدة مع اقتراب فصل الشتاء.

نداءات استغاثة لإنقاذ النازحين

وفي بيان سابق، أطلق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة نداء استغاثة إنسانياً عاجلاً لإنقاذ النازحين قبل حلول الشتاء، مع التحذير من أن 74% من الخيام التي يقطنها النازحون باتت غير صالحة للاستخدام بسبب اهترائها. ووفقاً للتقييمات الميدانية، هناك حاجة ملحة لتغيير 100,000 خيمة من أصل 135,000، وإدخال الملابس الشتوية بأسرع وقت ممكن لتخفيف المعاناة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.

حصار مستمر وحرب إبادة

يواصل الاحتلال الإسرائيلي حربه على قطاع غزة لليوم الـ 370 على التوالي، مخلفًا 42,010 شهيداً وأكثر من 97,720 جريحًا. وتستمر معاناة المدنيين في القطاع المحاصر، في ظل غياب الدعم الدولي الكافي لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية.