الصحافة العبرية… الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

هآرتس 14/10/2024

بالنسبة لنتنياهو فان النصر هو شعار، في الحقيقة هو لا يريده

بقلم: ديمتري شومسكي

نحاميا شترسلر نشر في “هآرتس” في 1/10 بأن العملية المدهشة ضد حزب الله، التي بدأت في 8 ايلول، عندما تم تفجير اجهزة الاتصال لآلاف اعضاء الحزب، واستمرت بمهاجمة مخازن صواريخه وتصفية سلسلة قيادته، بما في ذلك سيد القتلة حسن نصر الله، كان يمكن أن تخرج الى حيز التنفيذ قبل ذلك، على الاقل مرتين منذ 7 اكتوبر. وحسب قوله فانه بعد بضعة ايام على المذبحة، والبدء في اطلاق النار من قبل حزب الله على مستوطنات الشمال، اقترح وزير الدفاع ورئيس الاركان ورئيس الاستخبارات العسكرية ورئيس الموساد على بنيامين نتنياهو خطة عمل تشبه التي نفذت في الاسابيع الاخيرة، التي هدفت الى المس بشكل كبير بالمستوى القيادي في حزب الله الشيعي وبمخازن صواريخه بعيدة المدى. ولكن نتنياهو، كتب شترسلر، ذعر وتردد ومنع الهجوم “الذي كان يمكن أن يغير كليا وجه الحرب”.

في شهر شباط، كتب شترسلر، حاول عضوا الكابنت بني غانتس وغادي ايزنكوت اقناع نتنياهو بنقل اساس الجهد الحربي الى الشمال. ولكن في حينه ايضا خاف وذعر من العملية. الآن ايضا، حسب قوله، اثناء عملية “أسهم الشمال” ظهر نتنياهو كشخص متردد ومؤجل. فليس فقط لم يبادر ولم يدفع من اجل تصفية حسن نصر الله، بل إنه في البداية اراد تأجيل الهجوم الى حين عودته من نيويورك. بعد ذلك قدر شترسلر بأن رئيس الحكومة كان سيجد سبب للتأجيل مرة اخرى. ولكن في هذه المرة رؤساء جهاز الامن ضغطوا بكل القوة الى أن استسلم وصادق على العملية.

وصف شترسلر هذا يشوبه النقص، لأنه لا يقدم أي تفسير مرضٍ عن سلوك نتنياهو في هذه السنة ازاء المعركة في الشمال، وهو يكتفي بتحليل نفسي بدرجة معينة، الذي بحسبه نتنياهو هو شخص متردد ويميل الى التأجيل وجبان بطبيعته.

الحقيقة هي أنه لا توجد أي خطوة اتخذها نتنياهو أو امتنع عنها منذ 7 اكتوبر، لا يمكن فهمها بشكل صحيح دون الرجوع الى الاعتبار الرئيسي الذي قاده منذ تقديم لوائح الاتهام ضده، لا سيما منذ المذبحة، التي هو المسؤول بشكل واضح واساسي عن حدوثها: توقه الى البقاء في الحكم بأي ثمن من اجل ضمان بقاءه القانوني والسياسي. وهو الاعتبار الذي كان امام ناظريه في تشرين الاول 2023 وشباط 2024 عندما رفض العملية ضد حزب الله، وعندما “تم اقناعه” من قبل جهاز الامن بالموافقة على اغتيال حسن نصر الله. 

في الوقت الذي يلوح فيه نتنياهو بشعار “النصر المطلق” من اجل اذكاء انفعال الجمهور الكهاني – البيبي، فان النصر الواضح في الحرب لم يكن سيفيد هدف بقائه. تفسير الامر كان انهاء الحرب واستئناف الاحتجاج، تشكيل لجنة تحقيق رسمية واحتمالية غير ضئيلة في دخوله الى السجن في اعقاب محاكمته الجنائية. اضافة الى ذلك يجب فهم تردده وامتناعه عن توجيه ضربة شديدة لحزب الله. 

احتمالية “تغيير كليا وجه الحرب” في اعقاب هجوم ناجح على حزب الله، اعتبرت بالنسبة لنتنياهو مخاطرة زائدة، التي يمكن أن تخلق ديناميكية قبيل حسم اسرائيلي في الحرب، بما في ذلك الدفع قدما بصفقة مع حماس وتحرير المخطوفين، بكل ما يعنيه ذلك على مواصلة حكم عائلة نتنياهو. لماذا يأخذ مثل هذه المخاطرة التي ربما تكون نهايتها انهاء الحرب واستئناف “ملاحقة” الزعيم على يد “النخبة”، في حين أنه يمكن مواصلة القتال “على نار هادئة” الى ما لا نهاية، واستخدام الحرب كذريعة لصد مطالبة الجمهور تشكيل لجنة تحقيق رسمية وتبرير تأجيل تقدم الاجراءات القانونية. 

ما الذي تغير الآن في عملية “أسهم الشمال”؟ لماذا هذه المرة ليس فقط وافق على العملية من البداية، بل حتى استجاب لضغط القيادة الامنية العليا وصادق على تصفية حسن نصر الله؟ هنا يجب الاخذ في الحسبان حقيقة اقتراب الذكرى السنوية لفشل 7 اكتوبر والتخلي عن الـ 101 مخطوف الذين بقوا لدى حماس. كان يمكن الافتراض بأنه قبل هذا اليوم كان الاحتجاج ضد حكومة الفشل والاهمال سيزداد، رغم الحرب، ويصل الى ابعاد كان فيها تهديد حقيقي لحكم عائلة المهمل. هذه المخاطرة واضح أنها كانت كبيرة بما فيه الكفاية كي يوافق نتنياهو على اخذ مخاطرة اخرى وهي تحقيق نجاح كبير جدا في الجبهة الشمالية، الامر الذي ينطوي على “خطر” حقيقي بانتهاء الحرب.

هكذا، عملية تصفية حسن نصر الله نجحت بالنسبة لنتنياهو أكثر مما كان التقدير. تبين أن “خطر” انهاء الحرب لا يهدده في اعقاب ذلك، لأن اطلاق حزب الله للنار نحو مستوطنات الشمال وحتى بعدها، استمر. من الناحية الاخرى، عملية اسرائيل ضد حزب الله وضد قيادته السياسية والعسكرية حققت الغاية الرئيسية لرئيس حكومة الفشل، أنها تسببت – في اعقاب التصعيد في الشمال – بزيادة شلل الاحتجاج ضده في مسألة المخطوفين ومواصلة جهود ابعاد هذه القضية الى الزاوية.

مرة اخرى تمكن مدمر شعب اسرائيل، الذي يتولى منصب رئيس الحكومة، من هزيمة شعبه، بدعم اجزاء كبيرة فيه – التي بالنسبة لها لتحترق الدولة شريطة مواصلة الزعيم المبجل الامساك بزمام السلطة.

——————————————–

يديعوت احرونوت 14/10/2024

حرية التعبير في إسرائيل في مهب الريح وهذه براعم الفاشية

بقلم: عيناب شيف

بعد أربعة أيام فقط من مذبحة 7 أكتوبر شرع الوزير ايتمار بن غفير في حملة لاثارة الخواطر في المجتمع العربي. “وجهت تعليماتي للمفتش العام للاستعداد لسيناريو “حارس الاسوار 2، قال الوزير في الوقت الذي كانت الدولة كلها ومنها كثيرون وكثيرات من الوسط العربي تعيش صدمة وقلق. بن غفير، كما هو معروف لا يخاف “السيناريو” الذي تعمل فيه عصابات من المشاغبين بعنف ضد اليهود في داخل المدن المختلطة مثلما حصل بالفعل لشدة الرعب في 2021: بل هو يتوق له ويحلم به. 

بعد سنة باتت الشرطة خاضعة للعقل المشوه والظلامي لبن غفير وبالتوازي فاشلة تماما في المجتمع العربي – حيث يحتاجونها حقا: الحوكمة، كلمة السحر التي جلبت لبن غفير غير قليل من المقاعد؛ تخفيض معطيات الجريمة المعربدة؛ وإعادة إحساس الامن في الشوارع. بعد العملية في الخضيرة الأسبوع الماضي، اتهم المفتش العام الشباك بالفشل: “عندما يخرج مخرب من المناطق فهذا بالتأكيد ليس غطاءاً استخباريا لنا. انه الشباك الذي يفترض به أن يمنع هذا”. لعل الفريق داني ليفي لا يعرف ان ام الفحم، حيث خرج المخرب احمد جبارين، توجد في أراضي إسرائيل. لا بأس: من بين جملة بنود انعدام اهليته للمنصب، عدم معرفته بالجغرافيا هو أمر هامشي نسبيا.

ما تبقى لبن غفير وشرطة إسرائيل (المتقاعدة) هو ان تتنمر على من يمكن أن تتنمر عليه. مثلا المعلمة انتصار حجازي، التي نشر شريط رقصها على التيك توك في 7 أكتوبر 2023 من جديد واصبح قضية جنائية. اعتقالها المهين، بمن في ذلك نشر صورتها وهي مقيدة ومعصوبة العينين بقطعة قماش، ليس متوازنا باي شكل مع شبهات كل صوص رقمي مبتدىء كان سيشكك بها، ومن هنا كل هدفه كان لمتعاطي المخدرات بن غفير وعصبته المعيبة في وزارة التعليم حقنة المخدرات لهم: اعجابات من القاعدة السياسية في الشبكات، اهتمام اعلامي ونقل رسالة لكل عربي وعربية بصفتهم هذه بان حقوق المواطن الأساسية لديهم هي جثة هامدة. 

بعد أن اطلق سراح حجازي من المعتقل في ظلمة الليل قبل الوقت الذي حددته المحكمة (بقرار غريب وجدير بالنقد بحد ذاته)، روت ما مر عليها هناك. من هذا أيضا يمكن لبن غفير والشرطة أن يكونوا راضين: احتمال أن يدفع افراد الشرطة الذين هزأوا بها ونقلوا بها عبثا ثمنا على ذلك يشبه احتمال ان تتوقف منظمات الجريمة في الوسط العربي عن الاحتفال بتعيين الوزير الأسوأ في تاريخ المؤسسة الوزارية. بالمقابل فان مواطنين ومواطنات هادئين فهموا بان الجهاز الذي يفترض به ان يحميهم لن يتخلى عن أي فرصة للتنكيل بهم اذا ما رغب الوزير في ذلك.

 وعندما يضاف الى هذا أيضا الغاء بث الفيلم الوثائقي “اللد” في مسرح في يافا بناء على طلب وزير الثقافة في ظل استناد الشرطة الى مادة قانونية من العام 1927 (!) بل وتطالب بان تشاهده مسبقا كي تفحص اهليته. تنشأ صورة واضحة: حرية التعبير في إسرائيل التي بكل الأحوال مكانتها المتهالكة تستند الى قرارات محكمة العدل العليا، هي في أيدي الشرطة التي هي في ايدي السياسيين.

المتضررون الأوائل، كالمعتاد، هم العرب مواطنو إسرائيل ممن لا يستوفون مقاييس يوسف حداد. فاذا لم يكونوا وفروا بضاعة حارس الاسوار 2، فيمكن دفعهم الى هناك بواسطة تذكير من لابسي البزات الزرقاء بانهم لا شيء وبالتأكيد عندما تكون تدوي المدافع. التالون في الطابور على أي حال سيكونون اليهود الذين لا يجتازون اختبار القناة 14. وهكذا نرى أنه تزدهر في إسرائيل الفاشية أيضا. 

——————————————–

معاريف 14/10/2024

الرئيس السوري لم يتحدث في السنة الأخيرة 

حتى بعد ضربات حماس وحزب الله

بقلم: د. يارون فريدمان

تطورت الحرب في غزة الى صراع إقليمي بين كل الأعضاء في محور المقاومة المؤيد لإيران ضد إسرائيل. تعديل: كلهم باستثناء واحد – النظام السوري.

مع ان الجيش السوري تآكل جدا في اعقاب الحرب الاهلية في سوريا، لكن روسيا اجتهدت لترميمه منذ تدخلها المباشر لهذه الحرب في 2015. لا شك أن القوة المتقلصة للجيش السوري لا يمكنها أن تشكل اليوم تهديدا على إسرائيل. في 2006 أيضا امتنعت سوريا، التي كانت تمتلك في حينه قوة عسكرية مهددة اكثر بكثير عن التدخل في حرب لبنان الثانية. ومع ذلك سمح النظام السوري بنقل السلاح الى حزب الله وأيده أيديولوجيا. 

وصف النظام السوري موقفه تجاه إسرائيل كـ “ممانعة” (مقاومة سلبية) وليس “مقاومة” (بالمعنى الفاعل). منذ بداية الحرب في غزة تلقى الرئيس بشار الأسد تحذيرا من إسرائيل بان لتدخله ستكون نتائج خطيرة. وهو يعرف بان دخوله الى الحرب من شأنه أن يؤدي الى سقوط نظامه بعد أن خرج بصعوبة من حرب أهلية مضرجة بالدماء بين أعوام 2012 و2017. ودرء للخطأ، فان سياسة الأسد ليست سلبية. منذ 7 أكتوبر 2023، منع تنظيم المظاهرات تأييدا لغزة في أراضي حكمه، بينما في معظم دول العالم العربي جرت مظاهرات كبرى. لعله خشي من أن تنتقل المظاهرات الى احتجاجات متجددة ضد نظامه مثلما كان في الربيع العربي في 2011. كما أن نظام الأسد لم يسمح باي نشاط هجومي لحماس من مناطق الجولان السوري. لا ينسى الرئيس الأسد ولا يغفر خيانة حماس قبل نحو عقد عندما انضمت المنظمة الى المعارضة في الحرب الأهلية وكان نظامه في ذروة الضائقة. من ناحية عامة، في اثناء الحرب في غزة كانت اطلاقات قليلة نسبيا من الأراضي السورية. ومع ان منطقة جنوب دمشق، معسكر السيدة زينب لا يزال يشكل قاعدة مركزية للميليشيات الشيعية. ومع ذلك يسأل الكثيرون: في ضوء حقيقة أنه قبل نحو عقد تجندت ايران لإنقاذ نظام الأسد وبعثت بحزب الله ليقاتل في سوريا (المساعدة التي كلفت المنظمة حتى 1000 حتى 2000 قتيل) – أولم يكن جديرا بالاسد أن يرد الجميل ويقف الان الى جانب حزب الله؟ 

في الجواب على السؤال يجب أن يؤخذ بالحسبان بان دور ايران في سوريا كان ينبغي عمليا ان ينتهي منذ زمن بعيد. فالحرب الاهلية في سوريا انتهت في معظمها في 2017، لكن الميليشيات المؤيدة لإيران لن تخلي الدولة. وقد أصبحت سوريا مركزا “للتشيع”. قواعد للميليشيات الشيعية ومواقع للعبادة الشيعية أقيمت في ارجاء سوريا. موقعان (النقطة في حلب وقبر زينب، شقيقة الشهيد حسين بن علي، في دمشق) اصبحا مراكز حجيج جماعية للشيعة من العالم كله (نذكر انه في سوريا اغلبية سُنية واضحة). فضلا عن ذلك، حاولت ايران التخريب الى جهود روسيا لترميم الجيش السوري واجتهدت لتجنيد شبان لمليشياتها في سوريا بدلا من الخدمة العسكرية واساسا من خلال الاغراءات المالية. 

إضافة الى ذلك، فان الازمة الاقتصادية الخطيرة في ايران اثرت بشكل سلبي على موقفها من سوريا. ففي آب 2023 طلبت ايران من النظام السوري ان يعيد النفقات الإيرانية في الحرب الاهلية. وحسب منشورات في وسائل الاعلام العربية يبلغ الدين على سوريا 50 مليار دولار. وحسب وثيقة إيرانية سربت، بسبب غياب القدرة على تسديد الأموال اتفق على أن تسدد سوريا ديونها من خلال إعطاء ضوء اخضر لاستثمارات إيرانية على أراضيها لمدة 50 سنة. ومعنى الامر هو سيطرة اقتصادية إيرانية على سوريا. 

——————————————–

هآرتس 14/10/2024

حرب ابدية في خدمة رؤيا نتنياهو

بقلم: عاموس هرئيلِ

الغزو البري الاسرائيلي لجنوب لبنان يسير حتى الآن وفقا للخطط. الجيش الاسرائيلي يسيطر على قرى ومناطق معقدة في قطاع يبلغ عدة كيلومترات وراء الجدار الحدودي، ويدمر منشآت عسكرية ومخازن سلاح لحزب الله ويواصل الى القرى التالية. المقاومة التي يبديها حزب الله الآن محدودة. منظومة نيرانه بدأت تتعافى وتطلق مئات القذائف كل يوم نحو مستوطنات الشمال. أمس نجح حزب الله في ادخال مسيرة الى قاعدة للواء غولاني قرب بنيامينا وتفجيرها والتسبب بأربعة جنود قتلى وحوالي 60 مصاب. ولكن قوات الجيش الاسرائيلي التي تعمل في داخل المنطقة لا تواجه حتى الآن صعوبات حقيقية في التقدم.

يبدو أنه هذه ظروف يمكن أن تمكن اسرائيل من التطلع الى اتفاق سياسي جديد، بوساطة الولايات المتحدة والامم المتحدة، ومحاولة انهاء الحرب في الشمال خلال بضعة اسابيع. مشكوك فيه أن هذا ما سيحدث بالفعل. في الفترة الاخيرة بدأ الجيش الاسرائيلي في ادخال مراسلين لزيارات قصيرة في القرى ومواقع لحزب الله التي عمل فيها الحزب قرب الجدار. هذه المواقع اعدت لتكون نقطة انطلاق لحزب الله قبل هجوم مفاجيء لقوات الرضوان الى داخل اراضي اسرائيل. قرار حماس القيام بهجوم مستقل للمواقع ومستوطنات غلاف غزة في 7 اكتوبر الماضي، في الحقيقة حرق لحزب الله خطته التي اعدها لسنوات كثيرة.

ولكن ما يتبين الآن يكشف أن حجم التهديد الذي تم اعداده في الشمال كان اكثر خطورة حتى مما طبق في الجنوب. خلال سنوات جمع الجيش الاسرائيلي معلومات عن منظومات حزب الله واستعد لمواجهة معه (كما تم  الاثبات في الهجمات التي تضرر فيها جزء كبير من منظومات حزب الله)، لكن في نفس الوقت قادة الجيش ايضا اهتموا بتهدئة المخاوف التي اظهرها السكان على طول الحدود الشمالية، سواء بخصوص الانفاق التي توجد تحت الحدود أو بخصوص حجم الاستعداد المسبق لحزب الله. الآن حيث بدأ يتضح أن التهديد بالكامل فانه من المرجح القول بأن رؤساء المجالس المحلية وسكانها سيطلبون من الجيش الاستمرار في السير الى داخل لبنان، الى عمق المنطقة من اجل ازالة اخطار اخرى، وإلا فانه سيكون هناك خوف من أنه خلف منطقة القرى التي سيتم تدميرها ينتظرنا تهديد آخر، المزيد من الصواريخ المضادة للدروع بمدى 10 كيلومتر وحتى قذائف كاتيوشا قصيرة المدى والمزيد من قواعد قوات الرضوان.

مثير للاهتمام أنه حتى الولايات المتحدة لا تضغط في الوقت الحالي على اسرائيل للاسراع في انهاء المعركة في لبنان. الادارة الامريكية، التي حتى اغتيال رئيس حزب الله، حسن نصر الله، حاولت فرض على الطرفين وقف فوري لاطلاق النار، يبدو أنها توصلت الى استنتاج بأنه سيكون من الصعب الآن املاء خطوة مشابهة. يبدو أنهم ايضا في واشنطن يلاحظون امكانية هز المنظومة السياسية في لبنان بشكل يقلص المكانة الثابتة لحزب الله التي حظي بها في العقد الاخير في قوة ذراعه العسكرية. 

كل ذلك يخدم بالطبع حلم الحرب الأبدية لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. تقريبا بعد شهر على هجوم البيجرات في لبنان يبدو أن وسائل الاعلام في اسرائيل طبعت تماما وضع فيه ثلث اراضي الدولة يتم استهدافه كل يوم بالصواريخ والقذائف والنيران، ولا أحد ينبس ببنت شفة أو يحتج. المفتش العام للشرطة، داني ليفي، قال في الاسبوع الماضي بعد عملية دموية في الخضيرة بأن هذه الهجمات هي في الحقيقة أمر محتم. عكذا فان الحكومة تنوي أن يتعود الجمهور ايضا على اطلاق الصواريخ، الذي لم يعد أي أحد تقريبا يتساءل متى سيتم انهاءه. 

تسليم مشابه مع ما يتم عرضه كأمر واقعي يحدث ايضا في موضوع المخطوفين. نتنياهو خلق ازمات بشكل متعمد خلال اشهر الشتاء والربيع في كل مرة ظهر فيها تقدم محتمل في الاتصالات لعقد الصفقة. بعد ذلك عادت حماس ووضعت صعوبات. الآن حيث لبنان يحتل معظم الاهتمام الجماهيري والسياسي- في نفس الوقت اسرائيل تعد بالانتقام من ايران بسبب هجوم الصواريخ البالستية في 1 تشرين الاول – فان قضية المخطوفين تم كنسها تحت الاجندة. لم يعد هناك حتى أي تظاهر بأن العملية العنيفة في شمال القطاع، التي تركزت في جباليا، تهدف الى تحرير المزيد من الرهائن. وبعد قتل المخطوفين الستة على يد حراسهم في رفح فانه من الواضح أن حماس ستنفذ بشكل وحشي أمر اعدام المخطوفين كلما تم الكشف عن محاولة انقاذ اسرائيلية. 

في المقابل، حسب التقارير من القطاع فانه تجري حملة تدمير للجيش الاسرائيلي في جباليا، حيث في الخلفية توجد خطط لطرد السكان الفلسطينيين من شمال القطاع الى جنوبه. حتى الآن الغزيون يرفضون العمل وفقا للضغوط الاسرائيلية، ويبدو أنه لا توجد أي حركة نحو الجنوب الى خلف ممر نتساريم. ولكن الاحتكاك العسكري هناك يستمر ويحصل على اهتمام ضئيل على خلفية الاحداث الاخيرة في الساحة اللبنانية والايرانية. الجناح اليميني المتطرف في الحكومة لن يتراجع عن خطة السيطرة على المساعدات الانسانية للقطاع ونقلها من المؤسسات الدولية الى جهات اخرى. الجيش الاسرائيلي غير معني كليا بتحمل هذه المهمة الصعبة. الآن وافق نتنياهو على فحص بعد شهر ونصف تقريبا “مشروع ريادي”، الذي يدفع به وزراء الصهيونية الدينية، نقل ارساليات المساعدات الى يد مقاول فرعي، شركة امريكية.

توسيع الائتلاف بعد انضمام ساعر وقائمته والتحالف الوثيق مع احزاب اليمين المتطرف، يعطي نتنياهو الاستقرار السياسي – ويدفع قدما في ظله بالمزيد من الافكار الخطيرة، التي ستعمق غرق اسرائيل في الحرب، ويتوقع أن تورطها في مشكلات اخرى. في الساحة السياسية الائتلاف يحاول الآن الدفع قدما بقانون يضمن السيطرة على لجنة التحقيق التي ستفحص اخفاقات الحرب وابعاد منها ممثلي المحكمة العليا. وحتى بخصوص ما يحدث في الجيش الاسرائيلي، فان نتنياهو ومحيطه، واليمين المتدين، عادوا الى التنقيب في تعيين وترقية جنرالات. هذا يحدث مع الاهتمام المتزايد بتعيين رئيس الاركان القادم في محاولة لتشديد القبضة السياسية على هيئة الاركان وضمان نمو جيل جديد من الضباط الذين سيتم عرضهم بأنهم شجعان وجريئون، وعمليا يتميزون بالاساس بالخضوع للتوجيهات الجامحة من قبل الحكومة. 

——————————————–

يديعوت احرونوت 14/10/2024

الماضي يتضح، المستقبل يغمض

بقلم: د. ميخائيل ميلشتاين

بعد نحو سنة من نشوب الحرب التي لم تحظى بعد باسم رسمي وليس واضحا متى وكيف تنتهي، تنشر تفاصيل تلقي أضواء واضحة على دوافع حماس وخطط المنظمة والى جانبه يتجسد أيضا كيف تطور في إسرائيل المفهوم الذي أدى الى قصور 7 أكتوبر. ويتاح الامر في اعقاب ما نشر اول امس في “نيويورك تايمز” حول وثائق زعم ان الجيش الإسرائيلي وضع اليد عليها في احد المواقع التي تواجد فيها يحيى السنوار وفيها تفصل عملية اتخاذ القرارات لدى قيادة حماس في السنة التي سبقت الحرب.

يتبين من الوثائق ان حماس خططت بالاصل الهجمة لخريف 2022، لكنها قررت تأجيلها كي تحاول تجنيد ايران وحزب الله لخطوة منسقة متعددة الساحات، في ظل طلب المساعدة المالية لغرض تمويل الهجمة. في اطار الاتصالات بين الأطراف في سنتي 2022 – 2023 ادعت حماس بان الازمة الداخلية المحتدمة في إسرائيل توفر فرصة استراتيجية نادرة لتقويضها. ايران من جهتها ايدت الفكرة لكنها أوضحت بانها تحتاج هي وحزب الله وقتا للاستعداد. قرر السنوار أخيرا العمل بشكل مستقل خشية أن تطور إسرائيل منظومة دفاع جوي على أساس الليزر يجعل من الصعب تحقيق هجمة مدفعية ناجحة في المستقبل. 

عموم المعلومات تؤكد ثلاث نقاط لم تكن معروفة أو واضحة بما يكفي. أولا، بالنسبة لخلفية المعركة. فقد انكب السنوار على الفكرة التي اسمها “المشروع الكبير” على مدى نحو عقد وهو يشكل مهمة حياته التي كان ينبغي لها أن تتحقق. بخلاف الآراء التي اسمعت في إسرائيل وتقضي بان الخطوة كانت تستهدف أهدافا من مجال الواقعية السياسية، وعلى رأسها احباط التطبيع مع السعودية تشهد الوثائق الأخيرة على أنه خطط بالاصل لتحقيق الهجمة في الفترة التي لم يكن فيها الموضوع مطروحا على البحث، وكذا قبل عاصفة الإصلاح القضائي. فالسنوار لم يسعى لانتزاع إنجازات سياسية أو استراتيجية فما بالك الوصول الى وضع راهن أو الى سلام مثلما فعل السادات في 1973. فقد كانت تحركه قوة رؤيا أيديولوجية متطرفة غايتها افناء إسرائيل. 

فكرة ثانية تتعلق في صورة العدو الذي تتعامل معه إسرائيل في الحرب الحالية. فبخلاف الصورة السائدة حول معسكر مقاومة موحد يعمل كالاخطبوط متعدد الاذرع ورأسه في طهران، تنكشق صورة مليئة بالظلال وعلى رأسها فجوات تنسيق حول نشوب الحرب. لقد أدت تلك الفجوات بحزب الله ان ينضم متأخرا (في 8 أكتوبر) للهجمة على إسرائيل وفي نظرة الى الوراء انقذت هذه إسرائيل التي لو انها كانت تعرضت لهجوم في كل الجبهات في 7 أكتوبر لكانت علقت في ضائقة استراتيجية حادة. لا شك أن معسكر المقاومة بقيادة طهران متبلور اكثر بكثير مما في الماضي. لكن لا تزال توجد فجوات لا بأس بها بين أعضائه، وبعد الضربات الأخيرة التي تعرض لها حزب الله اهتز أيضا أحد أعضائه المركزية. 

في سياق مشابه يشار في الوثائق الى ان السنوار اطلع قيادة حماس في الخارج – بقيادة إسماعيل هنية – على الهجوم. وهذا يقوض الادعاءات – ضمن أمور أخرى من جانب من يدافعون عن تلك القيادة، وعلى رأسهم قطر التي تستضيفهم – والتي بموجبها هؤلاء هم “زعماء سياسيون” لم يكونوا يعرفون بالخطوة العنيفة، في ظل عرض هنية كمن كان رئيس “الجناح المعتدل” في المنظمة. يبدو أن هنية أيضا، مثل ايران وحزب الله اطلع بشكل عام على خطة الهجوم التي رحب بها، لكن يحتمل الا يكون هذا بالنسبة لتوقيتها الدقيق. 

فكرة أخرى تتعلق بنجاعة جهد الخداع الذي بذلته حماس ضد إسرائيل في سنوات ما قبل 7 أكتوبر. وقد لاحظ السنوار بشكل صحيح التقدير السائد في إسرائيل بان حماس مردوعة وتركز على مسائل مدنية، فقررت المنظمة تعظيم الصورة الكاذبة في الوعي الإسرائيلي لغرض التمويه والتنويم: فقد ابرزت ظاهرا الأهمية التي توليها للبادرات الطيبة المدنية، مثل خروج 17 الف عامل للعمل في إسرائيل، وحرصت على الا تعلق في جولات التصعيد التي دارت بين إسرائيل والجهاد الإسلامي. في إسرائيل بالمقابل رأى الكثيرون في عدم تدخل حماس في تلك المواجهات إنجازات استراتيجيا دون أن يفهموا بان هذه خدعة. 

بعد سنة، يتضح الماضي بالتدريج، لكن المستقبل يصبح اكثر غموضا. والأكثر من ذلك لا يبدو تعلما معمقا لدروس قصور 7 أكتوبر وغرسها في سياسة الحاضر كي لا تنشأ مفاهيم مغلوطة جديدة. في إسرائيل يواصلون التمسك بشعار “النصر المطلق” والايمان بان المزيد من القوة، بما في ذلك الحملة الواسعة التي بدأت في شمال القطاع ستؤدي أخيرا الى رفع علم ابيض من جانب المنظمة وبل والى تنازلات في موضوع المخطوفين. كل هذا، دون الاستيعاب بان عدوا أيديولوجيا متزمتا من هذا القبيل يفضل أن يموت على أن يستسلم او يتنازل. ان السياسة التي تتخذها إسرائيل في غزة منذ سنة تبعد إمكانية تحقيق هزيمة لحماس او تحرير المخطوفين – الهدفين المركزيين في الحرب واللذين حتى بعد سنة ليسا في متناول اليد. 

——————————————–

هآرتس 14/10/2024

لا خطة اسرائيلية، الاحزاب اللبنانية تركز على حساباتها، وايران تحافظ على مكانتها في لبنان، وحزب الله بدون قيادة

بقلم: تسفي برئيل

“بيان تحذير من سكان مدينة صور! بسبب الرغبة في الحفاظ على أمن مدينتنا وسلامة بيوت سكانها فاننا نحذر كل من ينوي الدخول الى البيوت الفارغة التي اضطر سكانها الى تركها بسبب هجمات العدو الصهيوني من اجل النهب أو تخريب الممتلكات، فان هذه النشاطات لن تمر بدون رد. نحن سنستخدم كل الوسائل المناسبة من اجل معاقبة من يثبت بأنه شارك في هذه الجرائم. ونحن سنردع كل من يحاول المس بأمن وسلامة مدينتنا وممتلكاتنا. ممتلكات النازحين هي ودائع في أيدينا”. 

هذا هو نص التحذير الذي نشرته بلدية صور في الاسبوع الماضي، بعد أن قام الآلاف من السكان بالانضمام الى حوالي مليون وربع مليون مهجر هربوا من بيوتهم. الشرطة في صور في الواقع تستمر في العمل ضد الجريمة المدنية التي تطورت في اعقاب الحرب، لكن مشكوك فيه أن تنجح في استئصالها. قوات الشرطة آخذة في التقلص امام ضرورة التعامل مع النظام العام ومعالجة المساعدات الضرورية للمدنيين الذين بقوا حتى الآن في بيوتهم ولا ينجحون في الخروج من المناطق التي يتم قصفها. العبء على قوات الانقاذ والخدمات الطبية والاطفائية والرفاه يفوق أي خطة حكومية أو بلدية، وآلاف المتطوعين يحاولون بجهد كبير استبدال السلطات ضئيلة الامكانيات والقدرة.

الدول الغربية وبعض الدول العربية مثل مصر والسعودية واتحاد الامارات ارسلت في الواقع طائرات مساعدات للبنان، لكن آلية التوزيع والرقابة تجد صعوبة في الوصول الى التجمعات السكانية أو العثور على المحتاجين. هؤلاء يملأون طرق الحركة من جنوب لبنان ومن الضاحية في بيروت الى المناطق التي تعتبر أكثر أمنا، أو الى سوريا، التي انتقل اليها اكثر من 400 ألف شخص. ومثلما في غزة فانه في لبنان ايضا المأساة الانسانية تتطور الى مسألة استراتيجية تضر بكل الدولة، حتى بدون مهاجمة اسرائيل لبنى تحتية مدنية بشكل ممنهج، والتي من شأنها ايضا أن تملي الخطوات السياسية. 

يبدو أن وضع لبنان افضل من وضع غزة، بالاساس لأنه حتى الآن ما زالت توجد فيها حكومة ومؤسسات سلطوية واجهة تعمل، وهي تحصل على الدعم الدولي، وادخال المساعدات الانسانية لا يتعلق بحسن نية اسرائيل. ولكن هذا مشهد مضلل. فحكومة لبنان هي كيان نظري، خزينتها فارغة والوزراء فيها يتقنون اطلاق التصريحات الواعدة، لكنهم بالفعل غير قادرين على ادارة شؤون وزاراتهم وطرح حلول للمهجرين والنازحين، والاهتمام بتقديم المساعدات الاساسية. وبالاحرى، الاتحاد من اجل الدفع قدما بحل سياسي.

الجهود الدبلوماسية من اجل التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار ازدادت في هذا الاسبوع، لكنها ما زالت تتحطم على صخرة الخلافات السياسية التي ترافق لبنان منذ عشرات السنين، وكأن الحرب هي خشبة المسرح التي تستهدف فقط اجراء نقاشات سياسية. حكومة لبنان المؤقتة برئاسة نجيب ميقاتي تعلن بصوت مرتفع بأن الحل يكمن في تطبيق القرار 1701 الذي أنهى حرب لبنان الثانية في 2006 ولكنه لم يطبق في أي يوم بشكل كامل. ولكن ليس كل الاطراف تعتبر تطبيق هذا القرار هو الحل المناسب والمرضي.

اسرائيل تنظر بتشكك كبير الى قدرة حكومة لبنان وقوة اليونفيل، التي طلب منها من قبل اسرائيل مغادرة مناطق عملها في جنوب لبنان وتطبيق القرار بالكامل. اضافة الى ذلك ايضا جزء من القوى السياسية في لبنان، التي تعتبر الحرب مناسبة لتخليص الدولة من سيطرة حزب الله وفرض سيطرتها على كل اراضي الدولة، يطالبون بحل اكثر راديكالية. ولكن هذه القوى حتى الآن لا تنجح في بلورة اجماع، ويبدو أنها منشغلة في حساب الربح والخسارة السياسية أكثر مما هي منشغلة في بذل الجهود لطرح خطة واقعية يمكن أن تؤدي الى وقف اطلاق النار والى اتفاق.

على سبيل المثال، رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، استدعى حركات المعارضة لعقد اجتماع، الذي عقد في يوم السبت في بلدة معراف مقر الحزب، تحت عنوان “من اجل انقاذ لبنان”. لم يشارك الجميع في هذا الاجتماع. وليد جنبلاط، زعيم الدروز والذي وقف الى ما قبل سنة على رأس الحزب الاشتراكي التقدمي، لم يشارك في الاجتماع. هذا الامر كان متوقع على خلفية النزاع التاريخي بينه وبين جعجع. حزب “التيار الوطني الحر” المسيحي برئاسة جبران باسيل، لم تتم دعوته بسبب الخلافات السياسية العميقة بين الحزبين. ميشيل معوض، رئيس حزب “الاستقلال السني”، المحسوب على كتلة المعارضة التي ترأسها في السابق رئيس الحكومة رفيق الحريري وبعده ابنه سعد، ارسل مندوب صغير عنه هو فؤاد السنيورة، رجل الحزب الذي كان رئيس الحكومة في فترة حرب لبنان الثانية وكان من رواد خطة القرار 1701، لم يشارك لأنه متخاصم مع جعجع.

الى جانب الخلافات الشخصية فان نقطة خلاف اساسية ركزت على سؤال أي قرار للامم المتحدة يجب تطبيقه – هل فقط القرار 1701 أو ايضا قرار 1559 الذي صدر في 2004. للوهلة الاولى القرار 1701 يتضمن ايضا الحاجة الى تطبيق القرار 1559 وقرارات اخرى، التي تنص على أنه في لبنان ستكون فقط قوة مسلحة شرعية واحدة، وهي قوة الحكومة. ولكن القرار 1559 ينص ايضا على أنه يجب تفكيك كل المليشيات، اللبنانية وغير اللبنانية. في حين أن القرار 1701 ينص على أنه “لن يكون هناك أي سلاح ليس بموافقة الحكومة”. هذا البند يبقي في يد الحكومة صلاحية تحديد اذا كان حزب الله يمكنه مواصلة الابقاء على سلاحه، وفي كل الحالات القرار لا يتحدث عن تفكيك الحزب.

عندما طرح جعجع مجددا المطالبة بتطبيق قرار 1559 وليس فقط قرار 1701، رد رئيس البرلمان نبيه بري وقال إن “القرار 1559 هو من الماضي”، أي أنه لم تعد له أي صلة بالنقاشات الحالية. بري، الذي يعمل ايضا كمفوض من قبل حزب الله لاجراء المفاوضات حول وقف اطلاق النار، استند في اقواله الى غياب الاتفاق الموجود في لبنان على مكانة تسليح حزب الله، التي لم يتم حلها حتى الآن. المعنى العملي هو أنه اذا تبلور مشروع قرار جديد فسيكون بالامكان ربما التوصل الى اجماع في لبنان على أن قوات حزب الله يجب عليها الانسحاب الى خط نهر الليطاني، لكن ليس حول نزع سلاح حزب الله.

——————————————–

يديعوت احرونوت 14/10/2024

لا حلول للمُسيرات المتفجرة القادرة على تفادي الرادارات وصواريخ الاعتراض

بقلم: رون بن يشاي المحلل العسكري لصحيفة يديعوت احرونوت

أغلب الظن أصابت المُسيرة المتفجرة بدقة شديدة الهدف الذي وجهت اليه. فالجيش الإسرائيلي يحقق في الحدث، لكن من التفاصيل القليلة المعروفة حاليا يمكن التقدير بانها مُسيرة متفجرة من طراز “صياد 107، من انتاج إيراني وفي خدمة واسعة لدى حزب الله الذي ينتجها بنفسه أيضا في لبنان بالعشرات.

يمكن تخطيط مسار صياد 107 بحيث تغير ارتفاعها واتجاهها في أحيان متواترة فيصعب كشفها ومتابعتها. وهي تصل الى مسافات مئة كيلو متر وهي صغيرة وتصدر صدى راداري ضعيف جدا بخلاف مُسيرات كبيرة مصنوعة من المعدن. ويتاح الكشف بالحرارة التي تصدر عن المحرك، وحتى هذه صعبة على الكشف بوسائل بصرية.

كل الإمكانيات ستفحص لكن واضح على نحو شبه تام منذ الان بان المُسيرة التي اصابت هدفا حساسا وأوقعت لنا إصابات عديدة جدا ليست فقط من نوع خاص بل أيضا نجح حزب الله في تشويش أجهزة الكشف لدى الجيش الإسرائيلي من خلال رشقة مختلطة من الصواريخ ومُسيرتين، اطلقت باتجاه الجليل الغربي. واصلت المُسيرات الى منطقة البحر امام شواطيء الشمال واحداها اعترضتها القبة الحديدية. اطلق الجيش طائرات ومروحيات قتالية لاحقت المُسيرة المتبقية لكنها فقدتها فجأة. يحقق الجيش الان كيف حصل ان طائرات ومروحيات قتالية التقطت المُسيرة لكنها فقدتها فجأة على هذا يجري الان تحقيق معمق. يحتمل ان تكون المسيرة برمجت مسبقا لان تكسر بحدة تجاه الأرض او تجاه مياه البحر وتواصل الطيران على ارتفاع منخفض، مستغلة مسار الأرض في الشاطيء وبعد ذلك التلال في الساحل لاجل التملص من وسائل الاعتراض.

لقد اكتسب حزب الله الكثير من التجربة في تفعيل المُسيرات في السنة الأخيرة ونجح في الحاق غير قليل من الخسائر في أوساط المدنيين واساسا في أوساط جنود الجيش الإسرائيلي في قواعد بعيدة. اكثر من نصف المُسيرات التي يطلقها حزب الله يتم اعتراضها من قبل طائرات قتالية للجيش ترسل نحوها ام من خلال القبة الحديدية ومقلاع داود. لكن لان المُسيرة هي هدف صغير وصداها الراداري ضعيف جدا يحصل في أحيان قريبة ان تفقدها رادارات الطائرات والمروحيات ولا سيما في منطقة التلال على الساحل حيث يكون الصدى الراداري العائد من مسارات الأرض هو سائد ومضلل.

في الصناعات الأمنية وفي الجيش الإسرائيلي يعملون على حلول لكن المُسيرات المتفجرة الذكية التي ينتجها الإيرانيون مزودة بأجهزة توجيه بالقصور الذاتي إضافة الى التوجيه بالقمر الصناعي وهي يمكنها أن تواصل مسارها وتضرب هدفها بدقة حتى لو كانت توجد مشوشات جي بي اس من كل الأنواع يفترض بها أن تشوش عليها وتضللها (توجد أجهزة توجيه خاصة بالاقمار الصناعية للروس وللصينيين واحيانا يستخدمها الإيرانيون وحزب الله لتجاوز تشويشات الـ جي بي اس التي تقوم على أساس منظومات أقمار صناعية وتوجيه أمريكية).

رغم أن الحرب في أوكرانيا تتواصل منذ ثلاث سنوات، لم ينجح لا الروس والا الاوكرانيون في إيجاد جواب ناجع حتى الان لمشكلة المُسيرات والحوامات المتفجرة، والطرفان في هذه الحرب لا ينجحان في اعتراض المُسيرات باعداد كبيرة. والأسباب معروفة. المُسيرات بل واكثر من ذلك الحوامات هي صغيرة، تطير ببطء وعلى ارتفاع منخفض، وحتى وسائل الكشف البصرية تستصعب ملاحظتها وكل الجساسات، الرادارت البصرية وغيرها لا تنجح في كشفها.

الجيش الإسرائيلي والصناعة الأمنية تحاول إيجاد حل للمشكلة، على الأقل من بداية الحرب الحالية، ولا يزال ليس لديها حل للكشف والاعتراض، واساسا حل كشف ومتابعة يتيح الاعتراض بنجاح للمُسيرات التي هي عمليا صواريخ جوالة صغيرة بكل معنى الكلمة.

يمكن التنبؤ والقول بانه عندما تُفعل إسرائيل أخيرا الاعتراض بالليزر من الأرض ومن الطائرات، الاعتراض نفسه سيكون اسهل واكثر نجاعة من الاعتراض بواسطة صواريخ القبة الحديدية، مقلاع داود او صواريخ الاعتراض من الطائرات. الليزر لن يكون فاعلا عملياتيا قبل منتصف 2025 رغم أنه تمت تجربته عدة مرات. لكن حتى عندها ستكون المشكلة المركزية الكشف والمتابعة للمُسيرات التي تطير على مسافات منخفضة جدا في ظل الاختباء في الاودية وفي مسارات طوبغرافية بارزة وعندها ترتفع وتتفجر على أهدافها. لهذه المشكلة لا يوجد حتى الان جواب جيد وهذا هو السبب على ما يبدو في أنه لم يكن اخطار والمُسيرة نجحت في الحاق إصابات كثيرة بهذا القدر عندما تحطمت على هدفها.

——————————————–

هآرتس 14/10/2024

نشر وثائق حماس مُعد لخدمة رئيس الوزراء، لكنه يثبت ذنبه

بقلم: ألوف بن

الوثائق التي اخذتها اسرائيل من مراكز قيادة حماس في غزة تم تسليمها الى الصحف الامريكية الكبيرة في امريكا، “واشنطن بوست” و”نيويورك تايمز”، التي قامت بدورها  بنشرها في نهاية الاسبوع. هذه الوثائق برهنت على طموحات رئيس حماس في غزة، يحيى السنوار، في تدمير اسرائيل بمساعدة حزب الله وايران بعد هجوم مفاجيء ومنسق، وعلى افكار لتدمير ابراج أفيف وعزرئيلي القريبة من مقر وزارة الدفاع في تل ابيب.

إن تسريب وثائق للعدو من اجل التأثير على الرأي العام الدولي ومواقف حكومات اجنبية هو اسلوب معروف من الحرب العالمية الاولى والحرب العالمية الثانية. ماذا يمكن أن تستفيد اسرائيل من نشر وثائق حماس الآن بعد اشهر على أخذها، حتى لو تم الحصول عليها بعمل صحفي مضني لمراسلي الصحف الاجنبية وليس في عملية حرب نفسية اسرائيلية؟، لا سيما عندما تنشر في الصحف الامريكية الليبرالية المقربة من ادارة جو بايدن والتي تنتقد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وليس في الصحف الاسرائيلية أو في قنوات اليمين في الولايات المتحدة. 

بسبب الانتقاد الشديد لنتنياهو، والقتل والدمار الذي يتسبب به الجيش الاسرائيلي في غزة وفي لبنان، فان صحيفة “تايمز” و”بوست” تحظى بثقة كبيرة عندما تتساوق مع رواية اسرائيل. إن تسليم الوثائق لعميت سيغل أو نير دبوري، المقربان من السلطات ومن الجيش، كان سيجلب لهما التشجيع الكبير في الداخل، لكنه لن يؤدي الى أي تأثير في العالم. بنفس المستوى كان الكشف عنها في “فوكس نيوز” و”وول ستريت جورنال”، يبدو كعمل دعاية لاسرائيل وليس كتحقيق صحفي مشروع. مفهوم ايضا أن النشر في الخارج يتم اقتباسه على الفور في جميع القنوات والمواقع والصحف في اسرائيل، ومن هناك يؤثر على جدول الاعمال هنا. 

من قراءة التقارير الصحفية الامريكية يمكن تشخيص عدة رسائل كانت اسرائيل ستسر من نقشها في الوعي الدولي، حتى لو كانت اسرائيل لم تبادر بالضرورة الى كل هذه المنشورات. أولا، ايران عرفت عن خطط السنوار لغزو اسرائيل، حتى لو لم تكن تعرف التوقيت (ايران أيدت بأثر رجعي هجوم حماس، لكنها تنفي شراكتها فيه مسبقا). ثانيا، حماس هي مثل القاعدة، وقد ارادت مثلها تفجير المكاتب على رؤوس من فيها. ثالثا، هدف حرب السنوار هو احتلال وتدمير اسرائيل، وليس فقط بلدات الغلاف والقواعد العسكرية هناك. 

وثائق حماس يمكنها ترسيخ ادعاء نتنياهو بأن اسرائيل لا تحارب حركة تحرير الشعب الفلسطيني المحتل، أو حتى منظمة شبه عسكرية قليلة الموارد والامكانيات، بدون طائرات أو قبة حديدية أو دبابات ومدافع، مثلما هو سائد في اوساط ليبرالية في الغرب. حسب قوله اسرائيل تحارب ضد “محور شر” مخيف تقوده ايران، وهو يهدد بالقضاء على كل الثقافة الغربية، وليس فقط الدولة اليهودية الصغيرة وغير الشعبية. في الحقيقة، في حماس ارادوا استخدام العربات التي تجرها الخيول بالضبط مثل الفلسطينيين القدامى الذين خرجوا من غزة لمحاربة بني اسرائيل، الى أن اصطدموا بشمشون الجبار. بالضبط مثل البرابرة ضد “الثقافة اليهودية – المسيحية”. بهذه الروحية فان الوثائق يمكن أن تبرر ايضا الهجوم على اسرائيل الذي تسبب حتى الآن بقتل وتدمير شديد في قطاع غزة، وبدرجة متصاعدة في لبنان ايضا.

من أرسل الوثائق للنشر يريد اقناع متخذي القرارات والرأي العام في الغرب بأن الجيش الاسرائيلي لا يعمل على معاقبة الفلسطينيين واللبنانيين العزل، بل لانقاذ اسرائيل من التدمير. لذلك، يوجد مبرر لاسلوب قتال اسرائيل: طرد السكان، احتلال المدن والقرى، هدم البيوت وتدمير البنى التحتية، تمهيد الارضية للضم والاستيطان المستقبلي (في هذه المرحلة، كما يبدو، في غزة فقط) من خلال التنازل عن اعادة المخطوفين التي ستكون مرهونة بوقف اطلاق النار والانسحاب.

مثلما هي الحال دائما فان السياسة الخارجية تعتمد على السياسة الداخلية وتقويها. محاضر الجلسات من مقر قيادة السنوار تدل على أنه خطط لمهاجمة اسرائيل حتى في 2022، في فترة حكومة “التغيير”. ولكن هذه العملية تم تأجيلها بسبب جهوده لتجنيد حزب الله وايران الى عملية منسقة. نتنياهو ومؤيدوه بالتأكيد سيرون هنا تبرئة من ادعاء “أنت الرئيس، أنت المذنب”: حماس ارادت تدمير اسرائيل، حتى عندما ترأسها نفتالي بينيت ويئير لبيد، وفقط مماطلة ايران وحزب الله هي التي عملت على تأجيل الكارثة من اجل حدوثها في عهد نتنياهو.

ولكن اذا واصلنا القراءة فسنكتشف أن وثائق السنوار بالذات تثبت مسؤولية رئيس الحكومة وذنبه عن المذبحة في 7 اكتوبر. ويتبين منها أن سياسة نتنياهو بعد عودته الى الحكم هي التي دفعت حماس الى شن الحرب لوحدها، بدون انتظار حسن نصر الله وايران. السنوار لم يهتم بالانقلاب النظامي، أو حتى باحتجاج الطيارين وأخوة السلاح، هو شاهد من مقر قيادته في غزة التواجد اليهودي المتزايد في الحرم والاتصالات من اجل التطبيع مع السعودية، وقرر العمل على وقف هذه العمليات، وقبل استكمال اسرائيل تطوير منظومة الليزر لاعتراض الصواريخ. يتبين أن سياسة نتنياهو تجاه الفلسطينيين وليس تجاه المحكمة العليا كانت المحرك الرئيسي للكارثة.

——————————————–

هآرتس 14/10/2024

إرضاء لـ “البنغفيرية”.. منعت عرضه واستدعت مدير المسرح: ماذا بين الشرطة و”اللد”؟

بقلم: أسرة التحرير

الخميس، أبلغت الشرطة مدير مسرح “السرايا” في يافا، محمود أبو عريشة، بأنها تمنع بث الفيلم الوثائقي “اللد”، الذي خطط لذاك المساء. وبينت أن البث ملغى لأنه لم يلقَ إذناً، بل واستدعت مدير المسرح إلى محطة الشرطة، وأوضحت له بأن عليه من الآن فصاعداً أخذ إذن منها على كل فيلم يبث في المسرح.

مثلما حصل قبل أسبوعين، حين أغلقت الشرطة بأمر منها فرع الجبهة الديمقراطية “حداش” في حيفا لأنه كان سيبث الفيلم الوثائقي لمحمد بكري عن أعمال الجيش الإسرائيلي في جنين، فهذه المرة أيضاً عملت الشرطة بسرعة ووقفت وقفة استعداد بسبب ناشط اليمين شاي غليك، الذي يعنى منذ سنين بالنبش والاستهداف وملاحقة النشاطات الثقافية التي يرى أنها تنم عن رائحة يسارية. الطقوس ثابتة: الواشي يرسل كتب تحذير يزعم فيها بأن الفيلم موضع الحديث مليء بالأكاذيب ويمس بدولة إسرائيل (دون أن يشاهده)، وسياسيون من اليمين يرتبطون به ويعطونه ريح إسناد، ووسائل إعلام تغطي النبأ ليبدأ التسونامي.

انضم إلى غليك هذه المرة وزير الثقافة والرياضة ميكي زوهر، الذي توجه إلى شرطة إسرائيل وطلب منها منع بث الفيلم، بالذريعة البائسة: يتسبب باضطرابات. أما الشرطة التي تجتهد لإرضاء الوزير المسؤول عنها، بن غفير، فتهرع نحو كل موضوع كهذا وكأنه حدث أمني. في حالة “اللد”، فإن “الخطر” الجسيم والفوري ليس سوى فيلم يتجرأ على طرح الرواية الفلسطينية عن المدينة وتاريخها. أحد منتجيه هو رامي يونس، عربي ولد في اللد. ما يجعل الفيلم تهديداً بقوى عالية، أن رودجر ووترز، هو أحد منتجيه، الذي استهدف على أنه مقتلع إسرائيل، منذ زمن بعيد.

لكن أفلاماً إسرائيلية كثيرة تبث كل سنة بسنة في السينما دون أن تتلقى إذناً من مجلس رقابة الأفلام؛ هذا الأمر صحيح أكثر حين يدور الحديث عن بث منفرد وليس تجارياً. الفيلمان الوحيدان اللذان استفزا الشرطة كانا وثائقيين لمنتجين عرب، يطرحان رواية فلسطينية. هكذا تبدو الملاحقة السياسية.

في كل مرة تلاحق فيها الشرطة، سياسياً، أبرياء فإنها تخطئ مرتين: تلاحق من لا ينبغي ملاحقتهـ وتسمح للمجرمين الحقيقيين بارتكاب جرائمهم دون عراقيل. على شرطة إسرائيل أن تعود لتؤدي مهمتها، وألا تشكل كلب هجوم سياسي لبن غفير ورفاقه في اليمين المتطرف، وأن تسمح ببث “اللد”.

——————————————–

هآرتس 14/10/2024

قطر تقوم باعداد حلقة نيران تستبدل حلقة ايران

بقلم: رونيت مارزن

في 7 اكتوبر 2023 تحطم مفهوم “حماس مردوعة”، لكن اسرائيل ما زالت حتى الآن أسيرة مفهوم “قطر هي دولة صديقة تساعد على حل النزاعات”. هي تتجاهل الحرب الفكرية التي تشنها قطر ضدها وضد الغرب، التي بحسبها تحرير كل فلسطين هو الذي سيؤدي الى تحرير المنطقة من الكولونيالية وتحرير العالم من النظام أحادي القطب للهيمنة الامريكية، وتحرير روح الانسان من ثقافة الغرب.

ايضا شعارات مثل “الاندلس” و “فلسطين” و”التاريخ والثقافة”، التي ينشرها المؤثرون في الشبكة القطرية بشكل دائم، لا تفهمها اسرائيل أو اسبانيا. هذه الشعارات تتناول المعركة التاريخية، الثقافية والفكرية، التي تربط بين روايتين رئيسيتين: الاولى، اقناع المسلمين في ارجاء العالم بأن الامبراطورية الاسلامية في الاندلس سقطت بسبب الحسد والخصومة بين الملوك المسلمين. الثانية، فلسطين التاريخية لن تتحرر بسبب الخصومات بين الدول العربية وتعاونها مع العدو الاسرائيلي ضد حركات المقاومة الفلسطينية.

تغريدات المؤثرين في شبكة قطر، “حيفا جميلة، لكنها ستكون أجمل وهي محترقة”، “لا تحلموا بعالم سعيد طالما أن اسرائيل موجودة”، “تحرير كل فلسطين ممكن، وقد بدأ” – بقيت ايضا بدون أي رد من قبل منظومة الدعاية الرسمية في اسرائيل. التهديدات التي توجهها قطر بشأن طرد محتمل لزعماء حماس من اراضيها، لا يوجد لها أي تطرق جدي طالما أن خالد مشعل يواصل القول للمسلمين في ارجاء العالم بأن المسجد الاقصى هو “الصاعق الذي يفجر الانتفاضات”، ويحرض سكان الضفة الغربية وعرب 1948 على استئناف العمليات الانتحارية، وحث الأمة العربية على الخروج الى الجهاد بالنفس والسلاح ضد العدو الصهيوني الذي هو ليس جزء طبيعي في المنطقة، وتشجيع الشعوب العربية على الخروج الى الشوارع والضغط على الزعماء من اجل قطع العلاقات مع اسرائيل، دعم قادة الطلاب في ارجاء العالم من اجل استئناف النشاطات في الشوارع من اجل انهاء الهيمنة الصهيونية والامريكية.

يبدو أنه ليس فقط اسرائيل هي التي غفت اثناء نوبة الحراسة، بل ايضا زعماء اوروبا وامريكا لا يعرفون أن قطر تعمل بواسطة عملاء التغيير لديها على التصادم بين الشمال العالمي والجنوب العالمي، من خلال استغلال صعوبات الدول الفاشلة وحركات اليقظة في الغرب، وأنها تسعى الى تقويض نموذج الغرب للدولة القومية الحديثة، الذي تم رسم حدوده في السابق من اجل اقامة بدلا منها نموذج لدولة التراث العربية، دولة شرعية النظام فيها يستمد من الموافقة على وضع مصالح الأمة العربية – الاسلامية فوق مصلحة الدولة، وفي المقدمة النضال ضد اسرائيل.

صلاح الدين الايوبي حرر فلسطين والقدس والمسجد الاقصى، بعد أن ضمن لنفسه عمق جغرافي وديمغرافي في تركيا، سوريا، العراق، مصر والاردن. هذا ما يقوله خالد مشعل ومحمد الشنقيطي، المحاضر في جامعة قطر، وكما يبدو ليس بالصدفة. لولا راشد الخاطر، وزيرة الدولة للتعاون الدولي، هبطت قبل بضعة ايام في بيروت مع مساعدات سخية ووعود بخطط للمدى المتوسط والبعيد. يجب أن نصدق ما تقوله، لأن قطر تريد الذهاب بعيدا، وطول النفس هو عامل مهم في ايديولوجيا “الاخوان المسلمين”.

——————انتهت النشرة——————