“قنابل من الداخل”.. عملية الدهس في تل أبيب تضاعف القلق الأمني لدى الاحتلال

المسار الإخباري :في ضربة نوعية جديدة، نفذ فلسطيني من الداخل المحتل صباح السبت عملية دهس بشاحنة استهدفت محطة ركاب قرب قاعدة غليلوت العسكرية في تل أبيب، مما أسفر عن سقوط قتلى وعشرات الإصابات، بينهم حالات خطيرة، معظمهم من الجنود. خضعت العملية لتكتم إعلامي شديد من قِبَل الاحتلال، مما يعكس عمق القلق الأمني الإسرائيلي وتصاعد التحديات الأمنية في الداخل المحتل.

ووفقاً لمصادر إسرائيلية، وقعت العملية بالقرب من مقر الوحدة “8200” التابعة للاستخبارات العسكرية ومقر جهاز “الموساد”، مما يزيد من حساسية الموقف ويشير إلى مخاوف الاحتلال من فقدان السيطرة على الأمن الداخلي.

ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي فايز عباس أن الأوساط الأمنية والسياسية الإسرائيلية تنظر إلى هذه العملية بعين القلق، مشيرًا إلى أن تهديد العمليات الفردية أصبح مضاعفًا، خاصة أن منفذيها من الداخل الفلسطيني. ويعتبر الخبراء أن هذه العمليات، التي تأتي بشكل فردي دون ارتباط تنظيمي، تُعقّد قدرة الاحتلال على وضع خطط محكمة لمواجهتها.

الباحث في الشؤون العسكرية اللواء واصف عريقات أوضح أن العمليات الفدائية كهذه تمثل رد فعل طبيعي على الجرائم المستمرة التي يرتكبها الاحتلال في الأراضي الفلسطينية. ويرى عريقات أن السياسات القمعية المتزايدة ضد الفلسطينيين، سواء في الضفة الغربية أو داخل أراضي 1948، قد تكون الدافع وراء تصاعد مثل هذه العمليات في المستقبل.

أما قدري أبو واصل، عضو المكتب السياسي لحركة “أبناء البلد”، فقد أشار إلى أن سياسة الاحتلال المتصاعدة ضد فلسطينيي الداخل، والتي تشمل مصادرة الأراضي، منع حرية التعبير، والتضييق الأمني، تؤجج مشاعر المقاومة لدى المواطنين الفلسطينيين، مما يدفعهم للجوء إلى أساليب متنوعة للرد، حيث تصبح هذه الفئات بمثابة “قنابل موقوتة” قابلة للانفجار في أي لحظة.

تأتي هذه العملية في ظل تعقيدات سياسية وأمنية يعيشها الاحتلال، ما يجعلها إشارة واضحة إلى أن الإجراءات القمعية لن تؤدي إلا لتصاعد الأحداث الأمنية في الداخل المحتل، ويزيد من التحديات الأمنية التي تواجه المؤسسة الإسرائيلية.