تصعيد هجمات الاحتلال على غزة: الإبادة مستمرة والانتهاكات تتفاقم

المسار الاخباري: استمرت الهجمات الإسرائيلية بوتيرتها الدامية على قطاع غزة وبالأخص على مناطق الشمال، وتعمدت قوات الاحتلال إحراق مخزن الأدوية في مستشفى كمال عدوان، وتدمير أجزاء جديدة من مبانيه، ما أوقف العديد من الخدمات الطبية، والتي كانت تعمل بالأصل بشكل جزئي، فيما قضى عدد من المواطنين في هجمات أخرى طالت عدة مناطق في القطاع.

إحراق المستشفى

استشهد وأصيب عشرات المواطنين، في قصف مدفعي نفذته قوات الاحتلال، طال عدة منازل في بلدة بيت لاهيا.

وأعلنت مصادر طبية أيضا عن سقوط شهيد وعدد من الإصابات جرّاء قصف طائرات الاحتلال منزل عائلة “المصري” في مشروع بيت لاهيا.

كذلك قامت قوات الاحتلال بتفجير مباني سكنية بمخيم جباليا، ونفذت قصفا مدفعيا عنيفا طال منطقة الشيخ زايد ومشروع بيت لاهيا، ما أدلى إلى اندلاع النيران في المنازل المستهدفة.

وتخلل هجمات الاحتلال، إطلاق الدبابات الإسرائيلية النار من أسلحة رشاشة ثقيلة على المستشفى الإندونيسي، شمالي مخيم جباليا، ما أدى إلى تدمير محطة تحلية المياه وخزانات المياه، وقسم غسيل الكلى وقسم الصيانة.

جثث في الشوارع

وأظهرت صور جديدة التقطت من شمال قطاع غزة، جثثا لضحايا الهجمات الإسرائيلية وهي على جانب أحد الطرقات، دون أن يتمكن أحد من انتشالها لدفنها.

وظهر في الصور مواطنون وهم يسيرون بجانب الجثث، التي يُعتقد أنها لمواطنين قضوا في استهدافات إسرائيلية أثناء نزوحهم في وقت سابق.

توغل وقصف

جاء ذلك بعد أن توغلت قوات إسرائيلية باتجاه مدرستي تل الزعتر وتل الربيع في بلدة بيت لاهيا، حيث أنذرت النازحين فيهما عبر مكبرات صوت موجودة في مسيرات “كواد كابتر” بإخلاء المدرستين.

كما توغل جيش الاحتلال في منطقة أصلان والدوار الغربي في بيت لاهيا، مع إجباء المواطنين على الخروج من منازلهم، وسُجل اعتقال عدد من الرجال.

وذكرت مصادر محلية أن القوات المتوغلة، ومن أجل إجبار المواطنين على النزوح تجاه مدينة غزة، قامت بإحراق عدد من المنازل.

كما هاجمت قوات الاحتلال بالطيران الحربي والمدفعية العديد من الأحياء الواقعة في مخيم جباليا والمناطق المحيطة به، حيث شنت عدة غارات جوية على مناطق في وسط المخيم الذي يتعرض لهجوم بري كبير منذ السادس من أكتوبر، كما طالت غارات أخرى منطقة تل الزعتر والمناطق القريبة من منطقة جباليا البلد والنزلة، وشهدت مناطق عدة في المخيم عمليات نسف منازل، كما قامت قوات الاحتلال بقصف مدفعي عنيف للمناطق الواقعة شرقي بلدة جباليا.

جاء ذلك فيما لا يزال عمل طواقم الدفاع المدني معطلا بالكامل في شمال قطاع غزة، لليوم التاسع على التوالي، بعد اعتقال وإصابة عدد من أفراده خلال العملية البرية في جباليا، وتدمير عربة الإنقاذ الوحيدة هناك في غارة إسرائيلية.

وأعلن جهاز الدفاع المدني، أنه “معطل قسرا” في جميع مناطق شمالي قطاع غزة، وطالب المجتمع الدولي ومؤسساته الإنسانية، ومكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالتدخل العاجل لتمكين طواقمه من أداء واجبها الإنساني، كما طالب بالسماح بإعادة تشغيل ما تبقى من مركبات الإطفاء والإنقاذ والإسعاف، التي يحتجزها جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب مقبرة بيت لاهيا، حيث يتم إطلاق النار من الطائرات على كل من يحاول الاقتراب منها.

تعطل عمليات الإنقاذ

وأثرت عملية التعطيل الممنهجة من قبل قوات الاحتلال، في عمليات إنقاذ السكان الذين نسفت منازلهم خلال الأيام الماضية، في غارات جوية عنيفة نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي، ومن أشهرها مجزرة عائلة “أبو نصر” التي راح ضحيتها نحو 100 شهيد، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء.

وأبلغ شهود عيان من السكان الذين هبوا لنجدة سكان المنزل، والذي كان يقطنه عشرات النازحين إلى جانب سكان البناية المكونة من خمس طبقات، أنهم كانوا يسمعون أصوات استغاثة من مواطنين عالقين تحت الركام، لكن دون القدرة على التعامل مع هذه الحالات، ما أدى إلى وفاة المصابين.

والمعروف أن طواقم الدفاع المدني التي فقدت العشرات من أفراد في قطاع غزة منذ بدء الحرب، تعمل بإمكانيات بسيطة جدا، وبعربات إنقاذ مهترئة وقديمة، لعدم موافقة سلطات الاحتلال على إدخال معدات الإنقاذ.

كما تواجه طواقم الإسعاف صعوبة بالغة في نقل الضحايا إلى المشافي المحاصرة، ولا تستطيع الوصول إلى العديد من المناطق التي تشهد قصفا مركزا، فيما تواجه المشافي عجزا كبيرا في الأدوية والمستلزمات الطبية، وفي الكوادر البشرية، جراء الحصار المشدد الذي لم تسمح به سلطات الاحتلال رغم طلبات عدة قدمتها منظمات أممية، بدخول أي أدوية أو وقود مخصص لتشغيل مولدات الطاقة، بل عمدت إلى تدمير قدرات العمل في مستشفى كمال عدوان، بعد أن اقتحمته وأجبرت طواقمه والمرضى على المغادرة، واعتقلت عددا كبيرا منهم.

هجمات على غزة

وفي السياق، استمرت الهجمات العنيفة التي يشنها جيش الاحتلال ضد مدينة غزة، وسقط أربعة شهداء وعدد من الإصابات، عندما استهدفت قوات الاحتلال مجموعة من المواطنين قرب مفترق الصحابة بحي الدرج وسط مدينة غزة.

وذكرت مصادر محلية أن عددا من الشهداء والمصابين سقطوا جراء قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين في مفترق بهلول بحي الشيخ رضوان شمالي المدينة.

وقصفت قوات الاحتلال المناطق الشرقية والجنوبية للحي، والتي تشهد أطرافها توغلا بريا، وقال شهود عيان إن الطيران الحربي نفذ غارات على مناطق تقع جنوب حي الزيتون، فيما تعرضت المناطق الشرقية للحي لقصف مدفعي وعمليات إطلاق نار من الآليات العسكرية المتواجدة على مقربة من الحدود.

كما هاجمت قوات الاحتلال محيط منطقة دوار دولة، وشهدت مربعات سكنية في منطقة شارع صلاح الدين إطلاق نار من مسيرات إسرائيلية أيضا.

وهاجمت قوات الاحتلال كذلك أطراف حي الصبرة الجنوبية، حيث أطلقت النار من رشاشات ثقيلة على الحي، كما قصفت منطقة أبو شريعة في الحي.

وأكد السكان أن أصوات انفجارات عالية سمعت في المكان، ناجمة عن نسف جيش الاحتلال مباني تقع في محيط الكلية الجامعية.

وقامت قوات الاحتلال بإطلاق عدة قذائف مدفعية سقطت على محيط مستشفى القدس في حي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة.

كما تعرضت مناطق الصفطاوي والشيخ رضوان التي تقع شمال المدينة لقصف مدفعي من قبل قوات جيش الاحتلال، وقصفت مدفعية الاحتلال أيضا محيط مسجد الخالدي ومنطقة المخابرات شمال غربي المدينة.

استهدافات الوسط والجنوب

وسقط أربعة شهداء وعدد من الجرحى، جراء قصف طائرة مسيرة إسرائيلية، مركبة خلال سيرها غربي مخيم المغازي.

وأكد شهود عيان أن آليات الاحتلال قامت بتنفيذ عمليات توغل مباغته شمال مخيم النصيرات، تستمر لبعض الوقت، قبل أن تتراجع إلى محيط “محور نتساريم” من الجهة الغربية.

كما تعرضت أطراف المخيم الشمالية لقصف مدفعي طال حيي الدعوة والمفتي ومحيط شركة الكهرباء وأطراف الحي الجديد، وقصف طيران الاحتلال منزلاً يعود لعائلة الصانع في محيط الملعب البلدي بمنطقة المفتي، فيما قامت الآليات المتواجدة شمال غرب المخيم باستهداف المناطق الغربية بالقصف المدفعي وبإطلاق رشقات من الرصاص الثقيل.

وفي خان يونس، هاجمت قوات الاحتلال عدة أحياء تقع شرقي المدينة، وهي مناطق قريبة من الحدود الفاصلة، وتعرضت سابقا للعديد من عمليات التوغل البري.

وجاء ذلك في وقت استمرت فيه العمليات البرية التي ينفذها جيش الاحتلال ضد مدينة رفح أقصى جنوب القطاع.

وشهدت المناطق الشرقية والشمالية للمدينة عمليات إطلاق نار وقصفا مدفعيا عنيفا، حيث تعرضت أحياء النصر والشوكة والجنينة لعدة هجمات.

ومن جديد هاجمت قوات الاحتلال أيضا مناطق وسط المدينة، من القوات المتواجدة على “محور فيلادلفيا”.

وسجل أيضا تعرض حيي السعودي وتل السلطان غرب المدينة لعمليات قصف مدفعي وقصف جوي، إضافة إلى تعرض منطقة مواصي رفح

التي يقيم فيها نازحون من الحرب، لعمليات إطلاق نار من قبل القوات المتوغلة.