المسار الاخباري : انتقد زعيم «التيار الصدري» و«التيار الوطني الشيعي» مقتدى الصدر، أمس الثلاثاء، تعويل دول الشرق الأوسط، على نتائج الانتخابات الأمريكية في حل الصراع الدائر في المنطقة، مشيراً إلى أن تعانيه دولنا، هو نتاج سياسات الغرب وأمريكا، فيما اعتبر أن من يريد وقف الحرب في غزّة ولبنان ومنع اتساع دائرتها، لا يمدّ الصهاينة بالسلاح.
وقال في بيان، «يعقد الكثيرين آمالهم على الانتخابات الأمريكية، التي يتنافس فيها الديمقراطيون والجمهوريون، في حلّ مشاكلهم والتوصل إلى تطلعاتهم الشخصية أو العامة لرتق الثغرة التي وقعت فيها شعوب العالم الثالث على حدّ تعبيرهم».
ورأى أن «من الواضح والجلي لكل ذي نظر أن جلّ ما يعاني منه العالم الثالث بصورة عامة أو الشرق الأوسط بصورة خاصة، إنما هي تبعات السياسات التي انتهجتها حكومات الغرب الظالم على وجه العموم والحكومات الأمريكية المتتابعة على وجه الخصوص، فهي، وإن كانت تريد تبيان نفسها أنها المخلّص، إلا إن الواقع والحقيقة عكس ذلك تماماً».
وبين أن «المرشحين للانتخابات الأمريكية، بل ومن سبقهم من رؤساء للولايات المتحدة الأمريكية، هم الداعم الأكبر لإسرائيل والتي يمكن اعتبارها المعضلة الأكبر في الشرق الأوسط» مستدركاً بالقول: «فلا يغرّنكم أنهم يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة أو لبنان، فمن أراد إيقاف الحرب أوقف مدد السلاح والدعم اللامحدود للصهاينة الإرهابيين، لكنهم بعد أن شاهدوا مدى بسالة المقاومة في لبنان وفلسطين فهم يحاولون رتق الفتق الذي وقعوا في شباكه».
وأوضح أن «بعد أن كانت إسرائيل بنظرهم الدولة الأكثر أماناً في المنطقة فهي اليوم تعاني ويلات الحرب والهجرة والخوف».
قال إن معاناتنا سببها سياسات الغرب
ووفق الصدر فإن «كل حرب تدور رحاها في دولنا إنما هي من صنيعتهم لإركاع العرب والمسلمين وإخضاعهم تحت السيطرة الغربية ونهجها الذي أخذ على عاتقه تهديم السلام والأديان بنشر الحروب والمجتمعات الميمية وتقليل النسل ونشر الفوضى وتلويث البيئة ونشر السلاح النووي وما إلى غير ذلك» مبيناً إن «سيناريو الدراما الأمريكية لا يختلف بين انتخابات وأخرى سوى ببعض التفاصيل الجزئية التافهة».
وأوضح أنه، منذ أن «اعتمدت الدول العربية والإسلامية على النهج الغربي الاستعماري الاستكباري وهي تعاني ويلات الدكتاتورية والحروب والفساد وسرقة الخيرات والشتات والهجرة والتفرقة والطائفية المقيتة وسلب الحقوق وبيع المقدسات وعلى رأسها القدس الشريف الذي بيع لليهود بلا ثمن، فمن الخزي والعار أن يعقد المسلم أو العربي آماله على (خرف) أو (مجنون) لا يفقه من الإنسانية أو من الدين والضمير شيئًا على الإطلاق».
وزاد: «إذ تتكشف بعد أيام قلائل نتيجة انتخاباتهم التي يتلاعب بها من هو في خارج حدودهم، سنرى مقدار تغيّر أقوالهم ووعودهم الفارغة من أي مصداقية وستعود المياه إلى مجاريها بين (النتن) وبين الرئيس الأمريكي الجديد، وسيسدل الستار عن تلك المسرحية التي أرادوا فيها تبيان خلاف بينهما من أجل إرضاء شعبهم الذي لا يميل غالبًا إلى الحروب والمجازر وقتل المدنيين وما إلى غير ذلك، مما تقوم بفعله الترسانة اليهودية الصهيونية ضد أهلنا الأحبة في غزة والضفة ولبنان وسوريا والحبل على الجرار كما يعبرون».
وشدد على وجوب أن «يعي شبابنا تلك الحقائق التي حاول الكثير طمسها وتغيير معالمها لكي تكون المجتمعات الشرقية تحت سيطرة الغرب بكل ما تعنيه تلك الكلمة من معنى، ثم تسلب كرامتهم وحقوقهم وإرادتهم ولو تدريجيًا، وإلا فإن أمريكا التي تدعي الإنسانية قد وقعت في ازدواجية حادّة جدًا، فهي تدعم الشعب الأوكراني في حربها ضدّ روسيا الاتحادية وتعادي روسيا، وفي الوقت نفسه فإنها تعادي الشعب الفلسطيني واللبناني وتساند الصهاينة الإسرائيليين».
ومضى يقول: «فكما أن نقول إن أوكرانيا مستضعفة أمام روسيا فيكون دعمها دعماً للمستضعفين وللسلام، فكذلك الشعب الفلسطيني واللبناني فهم أيضاً مستضعفون، وما وجود المقاومة وفصائلها وحركات التحرر من الاستعمار إلا وليدة الظلم والاحتلال والتهجير القسري والاستيطان والتعدّي على الدول المستقلة كلبنان وسوريا، وهو ما حصل أيضاً باحتلال العراق وشروق شمس المقاومة آنذاك».
ورأى الصدر أن ما حصل هو أن «أمريكا والغرب زرعا أوكرانيا قرب روسيا، وزرعا إسرائيل في أرض العرب والمسلمين وبقربهم، كي تسود الفوضى فتسود وتتسلط على الرقاب» معتبراً أن «الانتخابات الأمريكية عبارة عن شريط مسجّل لا يقدم ولا يؤخر، وإن آمالنا يجب أن تتعلّق بأنفسنا أولاً، فنعطي لأنفسنا الأمل والقوّة والهيبة والكرامة ومن عرف نفسه فقد عرف ربّه، وحينها سنكون مستحقين للخلاص من ظلم ذوي القربى وظلم ذوي الغرب الفاشيّ الذي يعطي لنفسه حق قتل المدنيين بكل وقاحة».