المسار الاخباري: يمضي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في اختيار مسؤولي إدارته المقبلة، معيّنا مقربين منه في مناصب رئيسية مع نيته أيضا الالتفاف على عملية التثبيت الطويلة في مجلس الشيوخ.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الرئيس المنتخَب ينوي تعيين سناتور فلوريدا النافذ ماركو روبيو وزيرا للخارجية. وكان روبيو البالغ 53 عاما بين المرشحين المطروحين لتولي منصب نائب الرئيس، إلا أن ترامب اختار في نهاية المطاف جاي دي فانس.
وفي حال تأكد هذا التعيين، سيشكل ذلك تغيرا جذريا في موقف روبيو الذي نعت ترامب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في العام 2016، بأنه “محتال”، و”أكثر الأشخاص بذاءة يترشح إلى الرئاسة”.
وكان السناتور الكوبي الأصل والذي يتولى منصب نائب لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، قد قال في تصريح الأسبوع الماضي لمحطة “سي إن إن” التلفزيونية: “لا أزال مهتما في خدمة بلادي”.
واختار ترامب إليز ستيفانيك وهي نائبة عن ولاية نيويورك تبلغ الأربعين من العمر، لتولي منصب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة.
وقال ترامب الذي يستعد لدخول البيت الأبيض في كانون الثاني/ يناير: “إنها مناضلة في سبيل الولايات المتحدة أولا، وهي قوية ومثابرة وذكية إلى أبعد الحدود”.
وانتخبت ستيفانيك عضوا في الكونغرس العام 2014 في سن الثلاثين. وأصبحت على مر السنين من أكبر داعمي دونالد ترامب.
وقد برز اسمها على الصعيد الوطني لدفاعها الشرس عن الرئيس، خلال أولى مسعى لتنحيته في العام 2019، ومن ثم رفضت المصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز بها جو بايدن العام 2020.
وفي كانون الأول/ ديسمبر 2023، انتشرت لها بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي لقطات وهي تطرح أسئلة بشكل متوتر جدا على كلودين غاي رئيسة جامعة هارفرد بشأن شعارات مؤيدة للفلسطينيين سمعت في حرم الجامعة. واستقالت غاي في وقت لاحق.
واتهمت إليز ستيفانيك في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر الأمم المتحدة، بأنها “غارقة في معاداة السامية”.
وفي الحياة السياسية الأميركية، كثيرا ما يشكل منصب سفير الولايات المتحدة في المنظمة الدولية منصة لمسؤوليات أعلى مستقبلا كما حصل مع مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية في عهد بيل كلينتون وسوزان رايس مستشارة الأمن القومي في عهد باراك أوباما وجورج بوش الأب الذي أصبح رئيسا.
وأعلن ترامب كذلك تكليف ملف الهجرة غير النظامية عند الحدود الساخن جدا، إلى توم هومان وهو من المتشددين. وسيكون هومان مكلفا بتطبيق وعد المرشح الجمهوري، بتنفيذ أكبر عملية طرد لمهاجرين يقيمون بطريقة غير قانونية في تاريخ الولايات المتحدة.
أما مايكل والتز النائب عن فلوريدا والعنصر السابق في القوات الخاصة، فسيعين في منصب مستشار الأمن القومي، الرئيسي في الإدارة على ما ذكرت صحيفتا “واشنطن بوست” و”وول ستريت جورنال”.
وعين الرئيس المنتخب كذلك لي زيلدن أحد المقربين منه لإدارة وكالة حماية البيئة.
وقال ترامب إن زيلدن البالغ 44 عاما والنائب السابق في الكونغرس لأربع فترات عن نيويورك، “سيضمن إصدار قرارات عادلة وسريعة” يتم تنفيذها بطريقة “تطلق العنان لقوة الشركات الأميركية، وفي الوقت نفسه تحافظ على أعلى المعايير البيئية، بما في ذلك أنظف هواء ومياه في العالم”.
كذلك يتوقع أن يعين ترامب، ستيفن ميلر أحد كبار مستشاريه منذ حملته الانتخابية الظافرة الأولى، في منصب مساعد مدير مكتبه.
وأبدى ترامب عزمه الالتفاف على إجراءات التثبيت الطويلة من جانب مجلس الشيوخ مع أن الجمهوريين سيطروا على المجلس.
وينوي الاستعانة ببند يسمح للرئيس القيام بتعيينات موقتة عندما لا يكون مجلس الشيوخ منعقدا.
وكتب ترامب الذي يستقبله الرئيس جو بايدن، الأربعاء، في البيت الأبيض: “أي سناتور جمهوري مهتم بمنصب زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ يجب أن يكون موافقا على هذا البند الذي من دونه لن نكون قادرين على تثبيت الأشخاص في الوقت المناسب”.
وكان الرئيس السابع والأربعون المنتخب للولايات المتحدة البالغ 78 عاما قام الخميس الماضي بأول تعيين كبير له باختيار سوزي وايلز، كبيرة موظفي البيت الأبيض.
وكانت وايلز مهندسة حملته الانتخابية الظافرة التي شهدت نيله تأييد 312 من كبار الناخبين في مقابل 226 لكامالا هريس ويبدو أنه في طريقه للفوز بغالبية التصويت الشعبي أيضا.