
المسار الاخباري : توصّل المسؤولون في العراق وتركيا، إلى جمّلة تفاهمات في الملفات المشتركة بين البلدين، وعلى رأسها حسم تهديد حزب «العمال الكردستاني» للبلدين، وتنفيذ دعوة زعيمه عبد الله أوجلان لحلّ الحزب ونزعِ سلاحِه، فضلاً عن محاربة «الإرهاب» وإيجاد حل لمخيمي «الهول» و«روج» في سوريا.
وجاء في بيان مشترك صدر في أعقاب الاجتماع الخامسِ للآليةِ الأمنيةِ بين العراقِ وتركيا، المنعقد في أنطاليا التركية مساء الأحد، أنه «عُقِد الاجتماع الخامس للآلية الأمنية رفيعة المستوى بين العراق وتركيا في أنطاليا بمشاركة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزيرِ الخارجية، ووزيرِ الدفاع، ومستشارِ الأمنِ القومي، ورئيسِ هيئة الحشدِ الشعبي، ووزير داخلية إقليم كردستان، ورئيس جهاز المخابرات الوطني من الجانب العراقي، ومن الجانبِ التركي وزير الخارجية، ووزير الدفاع الوطني، ومدير جهاز الاستخبارات الوطني، ونائب وزير الداخلية».
وأكد الجانبان «الأهميةأ التي يُوليانها للوحدةِ السياسية، واحترامِ سلامةِ وسيادةِ الأراضي لكلٍّ منهما»، كما أبديا عزمهما على «زيادة التنسيق والتعاون في جميعِ المجالات الثنائية، بما في ذلك المجال العسكري، وأمن الحدود، ومكافحة الإرهاب، والصناعات الدفاعية، والطاقة، والمياه، ومشروع طريق التنمية».
وجدّدا رغبتَهما المشتركة في «تعزيزِ علاقاتهما الثنائيةِ في إطار مؤسَّساتيّ مستدام، من خلال الزيارات المتبادَلة»، وفي هذا السياق، تمّ تسليط الضوءِ على أهمية الزيارة المرتقبة لرئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، إلى تركيا المقررة في 8 أيّار/ مايو المقبل، لعقد الاجتماع الرابع للمجلسِ الأعلى للتعاون الاستراتيجي.
كما تمّ التأكيد في الاجتماع على أهمية «تنفيذ دعوة عبد الله أوجلان لحلِّ حزب العمّال الكردستاني ونزع سلاحه، وفي هذا الصدد، أكّد الجانبان مجدّدًا رغبتَهما المشتركة في الحفاظ على التنسيق والتعاون الوثيقَيْن القائمَيْن ضدّ هذا التهديد المشترك».
ولفت البيان إلى أن «نظرًا للحاجة المُلحّة لإيجاد حلٍّ لمخيم الهول ومخيم روج والمخيمات الأخرى في سوريا، ناقشَ الجانبان ضرورة تشكيل لجنة مشتركة لمعالجة هذه القضيّة».
وفيما يتعلّق بالآليةِ الخُماسيّة في سوريا ودولِ جوارِها لمواجهةِ «الإرهاب»، التي بدأت أعمالُها في عمّان في 9 آذار/ مارس 2025، جدّد الجانبانِ تأكيدَهما على «إنشاء مركزِ العمليات المشتركة».
وأعربَ الجانبانِ عن «قلقِهما العميق إزاء الانتهاكاتِ الجسيمةِ التي يرتكبُها الكيان الإسرائيلي ضدَّ سكّان قطاع غزّة ولبنان، وكذلكَ الأراضي السوريّة».
لجان ومراكز عمليات مشتركة لمعالجة ملفات بينها «الإرهاب»
ورحّبَا بـ«النتائج الإيجابيةِ للاجتماعِ الأخيرِ بين الوفدَيْن الإيراني والأمريكي في مسقط، وأكّدا على أنّ استمرارَ هذا الحوارِ سيُمَهِّد الطريق لحلٍّ سلميٍّ للنزاع».
وكان وزير الخارجية فؤاد حسين، قد حذر من تصاعد نشاط تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا.
وفي بيان منفصل لوزارة الخارجية العراقية، نشرته في وقت سبق إصدار البيان المشترك، أشارت فيه إلى أن الاجتماع عُقد «لمناقشة سبل تعزيز التعاون الثنائي في المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية، مع تركيز خاص على مكافحة الإرهاب والتنسيق العسكري».
وشملت أجندة الاجتماع «مناقشة التعاون الأمني والعسكري، ومكافحة تنظيم داعش والتدخلات الإسرائيلية في سوريا، والعدوان على غزة، فضلاعن استعدادات حزب العمال الكردستاني لنزع السلاح».
وأكد حسين أن «انعقاد هذا الاجتماع يعكس الجدية المشتركة في معالجة التحديات الإقليمية»، مشيرًا إلى «تطورات الأوضاع في سوريا، والمفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة، والحرب الدائرة في غزة».
كما شدد على «دعم الحكومة العراقية للحلول السلمية»، محذرًا في الوقت ذاته من «مخاطر التصعيد الإقليمي»، ومؤكدًا أن «المباحثات بين واشنطن وطهران تمثل السبيل الوحيد لتجنّب حرب شاملة».
وحذر من «تصاعد نشاط تنظيم «داعش» في سوريا»، داعيًا إلى «مواجهته من خلال غرفة العمليات الخماسية التي تضم كلًّا من العراق وتركيا والأردن ولبنان وسوريا».
وشدد على «دعم الحكومة العراقية لمبادرة الحكومة التركية في حل مشكلة حزب العمال الكردستاني، ورسالة السيد عبد الله أوجلان».
في السياق، صرّح وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، بأن العراق يتعامل حاليا مع حزب «العمال الكردستاني» على أنه «تنظيم إرهابي».
جاء ذلك في تصريح أدلى به للصحافيين، عقب مشاركته في الاجتماع الآلية.
وقال: «في الوقت الحالي، يتم التعامل مع العماليين على أنه تنظيم إرهابي من قبل العراق. لقد أعلنت بغداد حزب العمال تنظيماً محظوراً، لكن لا يؤثر إن كان تنظيماً محظوراً أو إرهابياً. يكفي أنه تنظيم غير شرعي، وما يهم هنا هو الموقف المتخذ تجاه هذا الحزب».
وأوضح أن «الاجتماع كان مثمرًا للغاية، وتم إعداد نص بيان مشترك»، مشيرًا إلى أن «الجانبين عرضا الأعمال المنجزة حتى الآن في مجال الأمن».
وأكد أن «تركيا والعراق يتابعان عن كثب التطورات في المنطقة»، قائلاً: «قمنا معاً بمراجعة المشكلات الأمنية القائمة، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى التطورات الأمنية المحتملة».
وحسب السفارة العراقية في أنقرة، فإن الوفد العراقي كان برئاسة حسين، إلى جانب كل من وزير الدفاع ثابت العباسي، ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، ورئيس «هيئة الحشد الشعبي» فالح الفياض، ووزير داخلية إقليم كردستان العراق ريبر أحمد خالد، ورئيس جهاز المخابرات حميد الشطري، ورئيس دائرة الدول المجاورة في وزارة الخارجية العراقية محمد رضا الحسيني.
في حين ضمّ الوفد التركي فيدان، وكلاً من وزير الدفاع الوطني يشار غولر، ومدير جهاز الاستخبارات الوطني إبراهيم قالن، ونائب وزير الداخلية منير قره أوغلو.