
المسار : تدعي دولة الاحتلال الإسرائيلي انتظار رد حركة حماس بشأن مقترح الصفقة، مستغلة الوقت لمزيد من التجويع والمجازر في قطاع غزة ووضع خطط عسكرية، لمواصلة الإبادة “في حال فشل المفاوضات” في الإفضاء إلى وقف لإطلاق النار وتبادل للأسرى.
وفي الوقت الذي يروّج فيه مسؤولون إسرائيليون، على رأسهم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، منذ أيام طويلة تصاعدت فيها المجازر، بأن الصفقة قريبة وممكنة، وأن إسرائيل وافقت على سلسلة تنازلات كبيرة في إطار المفاوضات الجارية في الدوحة، تضع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، خططها القتالية، لمرحلة جديدة من الإبادة، تقوم على مزيد من الحصار والاستنزاف والقتل والتجويع، خاصة تطويق المناطق التي يدعي جيش الاحتلال أنها معاقل لحماس لم يدخلها بعد، رغم العدوان المستمر منذ نحو عامين.
وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، اليوم الاثنين، بأنه وفق تقديرات جيش الاحتلال، لا يعتزم رئيس الأركان إيال زامير، اقتراح احتلال مخيّمات وسط القطاع ومدينة غزة التي لا تزال تحت سيطرة حماس، إذا انهارت المفاوضات، بل سيتّبع وسائل ضغط أخرى، الاتجاه الرئيس فيها هو “الحصار والإنهاك”. وتهدف الخطة إلى السيطرة على مناطق استراتيجية حول مدينة غزة، وتقليل احتكاك القوات البرية الإسرائيلية مع المقاومة، وشن غارات جوية مكثّفة مع تقليص المخاطر على الجنود. وعليه أخرج جيش الاحتلال لواءي مشاة نظاميين، هما لواء المظليين والكوماندوز، من القطاع، ونقلهما إلى جبهات أخرى.
مدرسة استهدفها الاحتلال بمخيم البريج، دير البلح 17 يوليو 2025 (معز صالحي/الاناضول)
ويزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن هذه المرحلة تتماشى مع إنجازات عملية “عربات جدعون”، والتي تم خلالها، حسب تصريحات الجيش، تدمير البنية التحتية التابعة لحماس بشكل كامل فوق الأرض وتحتها في المناطق التي عملت فيها القوات. وخلال جولة قام فيها زامير في قطاع غزة أمس، وتقييم للوضع، اطّلع أيضاً على الأوضاع في حي الشجاعية بمدينة غزة. وخلال لقائه بالقادة الميدانيين لقوات الاحتلال، زعم أن “إنجازاتكم في إطار عملية عربات جدعون، هي التي تدفع نحو الحسم ضد حماس وتخلق الفرصة لإبرام صفقة مختطفين (محتجزين إسرائيليين في غزة). أنتم تقاتلون بشجاعة في حرب عادلة لا مثيل لها، وإنجازاتكم ستقود إلى تغيير أمني لسنوات طويلة”.
ووفقاً لتصريحاته، من المتوقّع أن يتبنى جيش الاحتلال “أنماط عمل جديدة”، في إطار حرب الإبادة المستمرة، تهدف إلى تقليص نقاط الضعف، وتعزيز الإنجازات، والتضييق أكثر على حماس، وذلك بالتزامن مع تقليل استنزاف القوات الإسرائيلية في الميدان. ويزعم المسؤولون في جيش الاحتلال، أنه إذا تم التوصّل إلى صفقة خلال الأيام المقبلة لاستعادة المحتجزين، فستكون، إلى حد كبير، بفضل القتال المكثّف على الأرض والضغط العسكري الذي فُرض على حماس.