المسار الإخباري :كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، في تحقيق موسع، أن إسرائيل تعمل منذ أشهر على تسليح جماعات عشائرية في قطاع غزة، في خطوة وُصفت بأنها محاولة “لخلق بديل لحركة حماس”، لكنها تحمل مخاطر فوضى وانهيار مجتمعي وفقدان السيطرة لاحقًا.
وذكر التقرير أن إسرائيل تدعم شخصيات مثل ياسر أبو شباب، وهو قائد ميليشيا محلية متهم سابقًا بنهب المساعدات والتعاون مع جهات خارجية، حيث يعمل ضمن مشروع إسرائيلي لتقوية “العشائر المعارضة لحماس” تحت غطاء “توفير الأمن للمدنيين”.
ورغم نفي أبو شباب تلقيه دعمًا مباشرًا من إسرائيل، فإن مصادر أممية وشهود عيان أكدوا انتشار مجموعته المسلّحة في مناطق جنوب غزة بدعم عسكري إسرائيلي واضح، وصلت حدّ إقامة نقاط تفتيش أمام قوافل الإغاثة الدولية.
ونقلت الصحيفة عن خبراء ومؤرخين قولهم إن هذه الاستراتيجية تستند إلى “أقدم النماذج الاستعمارية” في تفتيت المجتمعات، وتُعيد للأذهان محاولات إسرائيل إنشاء “روابط القرى” في الضفة الغربية خلال السبعينيات والثمانينيات، والتي فشلت فشلًا ذريعًا.
ووفقًا للباحث رشيد الخالدي، فإن دعم هذه الميليشيات “ينذر بتفكك اجتماعي طويل الأمد”، مشددًا على أن “الوحدة الوطنية الفلسطينية هي الهدف المستهدف من هذا المشروع”.
من جهتها، حذرت مصادر أمنية إسرائيلية من أن هذه الجماعات قد تتحول إلى قوى خارجة عن السيطرة، كما حصل مع فصائل جهادية دعمتها دول كبرى سابقًا.
ويُذكر أن مجموعات عشائرية أخرى بدأت بالظهور في مناطق مختلفة من قطاع غزة مستغلة الفراغ الأمني، ما يثير مخاوف متزايدة من دخول القطاع في مرحلة تفتيت مجتمعي وصراعات داخلية تخدم أجندات الاحتلال الإسرائيلي.