المسار : حذر مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة محمد أبو عفش، من استشهاد عشرات المصابين في مستشفيات غزة، نتيجة نقص الأدوية والتحاليل والمستلزمات الطبية، إثر منع الاحتلال دخولها.
وقال أبو عفش، في تصريح صحفي الأربعاء، إن الوضع الصحي في قطاع غزة صعب جدا، حيث تصل أعداد هائلة من المصابين والشهداء إلى المشافي، ما يجعل طاقة العمل كبيرة وتثقل كاهل الكوادر الصحية والمستشفيات.
وأشار أبو عفش أن نحو 664 مصابا دخلوا المستشفيات يوم أمس فقط، وحالة أغلب المصابين حرجة وتحتاج إلى جراحات.
وبين أن طاقة العمل في مستشفيي الشفاء والأهلي، تجاوزت القدرات المتوفرة، فيما تم افتراش الممرات والساحات المحيطة لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المصابين والشهداء.
وتابع “الكميات التي تصل من المستلزمات الطبية والأدوية والتحاليل قليلة جدا، وتنقطع فترات طويلة بسبب عدم سماح الاحتلال بدخولها”.
وأكد أن كل ذلك يلقي بظلاله على الوضع الصحي المنهك أصلًا منذ 22 شهرا من حرب الإبادة.
ولفت أبو عفش أنه منذ أكثر من 155 يوما، لا يسمح الاحتلال بإدخال الأدوية والتحاليل والمستلزمات الطبية بشكل منتظم كما كان في السابق، ما يؤدي لاستشهاد أعداد كبيرة من المصابين.
وأشار أن استمرار الاستهدافات الإسرائيلية والأعداد المتزايدة من المصابين والشهداء تفاقم الوضع الكارثي وتضاعف مأساوية واقع القطاع الصحي.
وفي تصريحات سابقة له، أكد المدير العام في وزارة الصحة الفلسطينية منير البرش، أن المستشفيات لم تَعُد تكفي لاستقبال الأعداد المتصاعدة من المصابين، وأن المرضى والمصابين يعالجون في ظروف غير مناسبة.
وأوضح البرش، في تصريحات صحفية تابعتها “وكالة سند للأنباء” الأحد الماضي، أن غرف العمليات مزدحمة بالمرضى والمصابين والأقسام مكتظة، والممرات “أصبحت أسرّة للألم”.
وتابع قائلا: “لم يعد هناك مكان؛ فالأطباء يفترشون الأرض، والمرضى يُعالجون فوق البلاط، والأوجاع تمتد من غرفةٍ إلى رصيف”.
وبين أن نسب إشغال الأسرّة في مستشفيات القطاع بلغت مستويات قياسية، إذا بلغت النسبة في مستشفى الشفاء 240%، وفي مستشفى الرنتيسي 210%، وفي مستشفى ناصر 180%، وفي المستشفى الأهلي العربي “المعمداني” 300%.
وأكد أن هذا الوضع ليس كارثة صحية فحسب، بل جريمة بحق الإنسانية، مضيفا: “أن تترك مستشفيات غزة تنهار، يعني أن نوقّع على موت الأبرياء بأيدينا”.
وتتواصل حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة منذ 670 يوماً، فيما يتخللها من جرائم وقصف، واستهداف للمجوعين وسط حصار مطبق في ظل صمت وتخاذل دولي.
وافادت مصادر في مستشفيات غزة بارتقاء 88 شهيدا بنيران الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر الثلاثاء.
وتواجه المنظومة الصحية في قطاع غزة حربا ممنهجة يشنها جيش الاحتلال منذ بداية العدوان، من خلال منع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية والأجهزة الطبية والمولدات الكهربائية وحليب الأطفال إلى القطاع.
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قد أشارت قبل أسابيع إلى أنّ النظام الصحي في قطاع غزة يمر بـ “وضع حرج”، مع اقتراب نفاد مخزون الأدوية الحيوية ومشتقات الدم، في ظل الإبادة الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل” بالقطاع.
وتتصاعد التحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة تهدد حياة مئات الآلاف من سكان قطاع غزة، نتيجة استمرار الحصار الخانق الذي تفرضه “إسرائيل” منذ الثاني من مارس/ آذار الماضي.