المسار : يأمل سكان قطاع غزة الذين يعانون من اشتداد ويلات العدوان وتصعيد المجازر الإسرائيلية في هذا الوقت، ضمن المخطط العسكري الجديد الذي ينفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي “عربات جدعون 2″، أن تصدُر قرارات فاعلة عن القمة العربية الإسلامية في العاصمة القطرية الدوحة، على عكس القمم السابقة، تجبر إسرائيل على وقف العدوان، إلى جانب خطوات ملموسة تكسر الحصار وتنهي أزمات غزة بالكامل.
ويؤكد الصحافي سامح الجدي أن قمة الدوحة مطالبة بأن تتحول من إطار للتشاور إلى منصة لصناعة القرار، من خلال خطوات عملية واضحة، تتمثل في “تحرك دبلوماسي عربي إسلامي موحد في الأمم المتحدة والمحاكم الدولية لمحاسبة الاحتلال”، وكذلك توفير مظلة حماية عاجلة للمدنيين الفلسطينيين وكسر الحصار المفروض على غزة.
وأكد الجدي، الذي يقطن مدينة غزة ويعيش كباقي سكانها في هذا الوقت أوضاعا غاية في الصعوبة بسبب الاستهدافات الإسرائيلية وتصعيد العدوان، على أهمية إطلاق صندوق إغاثة وإعمار سريع، وبلورة موقف اقتصادي ضاغط “يلوّح بأوراق الطاقة والتجارة” لوقف الحرب على غزة، مشددا خلال حديثه لـ”القدس العربي” على أهمية أن تدعم القمة وحدة الموقف الفلسطيني لضمان جبهة داخلية صلبة.
ويقول: “الشعوب تنتظر أن تكون هذه القمة نقطة تحول ، من بيانات التضامن إلى سياسات فعلية”.
إنهاء العدوان وكسر الحصار وقطع العلاقات
وقف التطبيع
أما الأكاديمي مصعب أبو العطا فقال إن القمة، التي ستناقش جملة قضايا منها العدوان على غزة وقصف إسرائيل للدوحة، مطالبة في هذا الوقت، وفي ظل الدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل، بتشكيل “قوة دفاع عربية مشتركة”. وأكد كذلك في حديثه مع “القدس العربي” على ضرورة إنهاء عملية التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، وخاصة أن الوقائع على الأرض تؤكد أن المستفيد منها كانت إسرائيل فقط، مشددا في ذات الوقت على أهمية وقف “التطبيع الإعلامي” الحاصل بين القنوات العربية وبعض الشخصيات الإسرائيلية، التي قال إنها “باتت تجد لها مكانا مريحا لنشر السردية الإسرائيلية الكاذبة”.
وأكد لـ”القدس العربي” أهمية أن يجري دعم السلطة الفلسطينية لإدارة قطاع غزة وتعزيز سيادة الدولة الفلسطينية توطئة لمؤتمر حل الدولتين المقبل ، وكذلك شدد على أهمية “التهديد بورقة النفط”، حيث حدث الأمر سابقا. وقال إن القمة أيضا مطالبة بتشكيل صندوق دعم لصالح فلسطين، وفضح الشركات الأمنية والأسلحة الغربية التي تستخدمها إسرائيل في ارتكاب “جرائم الحرب” ضد الشعب الفلسطيني.
نازحون
من جهتها طالبت مروة حمودة، التي تنزح وأسرتها غرب مدينة غزة، بوقف سريع للمجازر، وقالت: “سمعنا عن قمم كثيرة وعقد العرب عدة اجتماعات، لكن لا وقفت الحرب ولا دخل الأكل للسكان”. وأضافت في حديثها لـ”القدس العربي”: “اليوم الحرب أشد من أي وقت، وإذا لم يكمن هناك قرارات توقف هذه الحرب، فستزيد إسرائيل من المجازر”.
عبرت هذه السيدة عن خشيتها من تصعيد إسرائيل للعدوان بشكل أكبر بعد انتهاء أعمال القمة، وقالت: “إذا القصف زاد قبل الاجتماعات، كيف لما تنتهي؟”.
أما أحمد مشتهى، أحد سكان مدينة غزة الذي يتعرض محيط سكنه غرب المدينة منذ يومين لهجمات عنيفة، فقال إن “العجز والقهر والحيرة” أكثر ما يتعب الناس في هذا الوقت، لعدم وجود ما يغيثهم بسبب التصعيد. وشدد على ضرورة أن تكون هناك عملية “نجدة سريعة” لغزة، من خلال قرارات تبدأ بوقف الحرب وكسر الحصار وبدء عملية الإعمار.
وأكد محمد طالب، الذي يقطن وسط القطاع، أنه بدون أن تكون هناك قرارات ملزمة وسريعة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، “فلن يكون هناك داع لعقدها”. وقال: “إن قادة العرب والمسلمين مطالبون اليوم باستخدام كل أدوات الضغط المشترك من أجل وقف الحرب”. وشدد على أن ذلك يوجب أن تغلق الدول العربية سفارات إسرائيل على أراضيها، وتغلق سفاراتها في تل أبيب. وقال محمد، الذي عانى النزوح والجوع وفقدان الأهل خلال العدوان المستمر: “لا أحد يتخيل كيف يذبح أهل غزة على مدار 23 شهرا، ولا زالت إسرائيل تقيم علاقات دبلوماسية مع دول عربية، وتفتح سفارات في عواصم العرب”. وأكد أن تصعيد العدوان على غزة في هذا الوقت، خاصة ما تتعرض له مدينة غزة بالذات، يوجب ألا تبقى قرارات العرب حبيسة الأدراج.