رد “حماس” على خطة ترمب.. ما دلالاته؟

المسار : أثار رد حركة المقاومة الإسلامية “حماس” على المقترح الأمريكي بشأن غزة، مساء أمس الجمعة، اهتمامًا واسعًا لدى المحللين السياسيين، الذين وصفوه بالمناورة الاستراتيجية الدقيقة، إذ جمع بين الدفاع عن الثوابت الوطنية والانفتاح على الحوار، محوّلًا الضغط الدولي والإقليمي نحو الجانب الإسرائيلي وممهّدًا لمسار تفاوضي طويل قد يحدد معالم المرحلة المقبلة.

وقال المحلل السياسي الفلسطيني إياد القرا إن “ردّ حركة حماس على مقترح ترامب بشأن غزة اتسم باستراتيجية الانتقاء، إذ رحبت الحركة بالبُنود التي تتوافق مع المصالح الوطنية، مثل وقف العدوان، وانسحاب الاحتلال، وإدخال المساعدات، ورفض التهجير، بينما أبدت استعدادًا للتفاوض حول القضايا الأخرى.

وأوضح القرا في حديث لة أن هذه الصيغة “تعكس موقفًا سياسيًا مرنًا يوازن بين الثوابت والواقعية؛ فهي تُظهر أن الحركة ليست طرفًا معرقلًا، بل فاعلًا سياسيًا يحدد خطوطًا حمراء واضحة لا يمكن تجاوزها”.

وأوضح أن رد الحركة جاء بلغة سياسية ودبلوماسية منسجمة مع الموقف الوطني العام، الذي عبّر عنه طيف واسع من الجمهور والمفكرين والنخب، إضافة إلى بعض المواقف الدولية التي انتقدت الخطة بوصفها منحازة للاحتلال، وتفتقر إلى ضمانات حقيقية لوقف الحرب وإنهاء الحصار.

من جهته قال المحلل السياسي الأردني حازم عياد إن ردّ حركة حماس على المقترح الأمريكي “شكّل تحولًا مهمًا في مسار الأحداث، إذ نقل الكرة إلى الملعب الإسرائيلي، وحوّل بذكاء الضغوط الأمريكية والغربية والإقليمية نحو الكيان الصهيوني، بعد أن كانت مركزة على الحركة”.

وأضاف عياد في حديث لة أن الاحتلال بات الآن مطالبًا بوقف إطلاق النار، والانخراط في مفاوضات حول القضايا العالقة، وهي قضايا لا تقتصر على الجانب الفلسطيني والمقاومة، بل تشمل أيضًا الدول العربية والإسلامية، التي أصبحت طرفًا فاعلًا في هذه العملية.

وأشار إلى أن هذه الدول كشفت عن أن ما طُرح عليها في نيويورك من قبل الرئيس الأمريكي لا يتطابق مع ما أُعلن لاحقًا عقب لقائه مع نتنياهو، ما يعكس ملامح مسار تفاوضي طويل ومعقد، ستكون فيه الأطراف العربية، إلى جانب تركيا وباكستان، حاضرة بدور إيجابي ومؤثر.

وأوضح عياد أن تصريحات ترامب اللاحقة، خاصة عبر حسابه في منصة “تروث سوشال”، تؤكد هذا التحول، إذ دعا الكيان الإسرائيلي إلى وقف الحرب فورًا، معتبرًا أن القضية لا تقتصر على غزة، بل تشمل المنطقة بأسرها، وهو ما يمهّد لإطلاق مفاوضات أوسع ذات طابع إقليمي ودولي.

ولفت إلى أن حركة “حماس” أخذت هذه المعطيات في الحسبان، عندما أكدت أن أي اتفاق يجب أن ينسجم مع مصالح الشعب الفلسطيني وحقه في إدارة شؤونه، وأن يكون ثمرة توافق وطني لا قرارًا فرديًا، ما يعني أننا أمام جولات تفاوضية طويلة وشاقة ستحدد المسار النهائي للحرب.

كما أشار إلى ان رد “حماس” كان دبلوماسيا بتركه الباب مفتوحا للتفاوض والحوار حول كافة الملفات مع إدارة الرئيس ترامب أخذا بعين الاعتبار مصالح الشعب الفلسطيني والدول العربية في الان ذاته ما يعني اننا أمام مسار تفاوضي طويل ويرجح ان يكون منتجا.

وتوقع عياد أن يضع هذا المسار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موقف سياسي ضعيف، مقابل تعزيز دور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى جانب تصاعد الحضور التركي في المفاوضات المقبلة.

وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، أمس الجمعة، عن موقفها الرسمي من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف العدوان على قطاع غزة، وذلك بعد مشاورات معمقة داخل مؤسساتها القيادية ومشاورات واسعة مع القوى والفصائل الفلسطينية، بالإضافة إلى لقاءات مع الوسطاء والأصدقاء، بهدف التوصل إلى موقف مسؤول يحمي ثوابت شعبنا وحقوقه ومصالحه العليا.

وقالت الحركة في بيان رسمي، إنها تقدر الجهود العربية والإسلامية والدولية، إضافة إلى جهود الرئيس الأمريكي، الداعية إلى وقف الحرب على غزة، وتبادل الأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية فورا، ورفض الاحتلال والتهجير القسري للشعب الفلسطيني من القطاع.

وأوضحت حماس أنها توافق على الإفراج عن جميع أسرى الاحتلال، أحياء وجثامين، وفق صيغة التبادل الواردة في مقترح ترامب، مع توفير الظروف الميدانية لعملية التبادل، مؤكدة استعدادها للبدء فورا في مفاوضات عبر الوسطاء لمناقشة تفاصيل ذلك.

المصدر  … قدس برس

 

Share This Article