“إسرائيل تُصعّد والجيش اللبناني يتصدى: خطط الاحتلال تصطدم بجدار الصمود”

المسار : صعّدت إسرائيل، الخميس، من مستوى عدوانها على لبنان مع تهديدها بضرب بيروت في حال عدم نزع سلاح حزب الله، موجهةً بذلك رسائل بالنار إلى الحكومة اللبنانية بالتزامن مع انعقادها للاطلاع على خطة الجيش، بأنّ “المماطلة ستكون مُكلِفة” ميدانياً. وفي موازاة التصعيد الإسرائيلي، الذي تزامن كذلك مع إعلان حزب الله رفضه التفاوض السياسي مع إسرائيل، استهدفت الولايات المتحدة من وصفتهم بـ”عملاء” حزب الله الماليين بعقوبات جديدة، في محاولة لقطع طريق التمويل عنه، ومنعه من إعادة بنيته التحتية وقواه العسكرية، مشددة على أن “الحل الوحيد لأمن وازدهار لبنان لن يكون إلا بنزع سلاح الحرب كلياً”.

هذه الأحداث المتسارعة قابلها خطوتان لبنانيتان، الأولى باتت “شكلية روتينية”، بالطلب من الجهات الدولية الفاعلية الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، والثانية، ذات أهمية ميدانية، برفض الجيش اللبناني إخلاء أحد مراكزه في القرى الجنوبية التي طاولتها إنذارات إسرائيل للإخلاء، وتحديداً في كفردونين، في قرار يأتي أيضاً عقب طلب الرئيس جوزاف عون من الجيش التصدّي لأي توغل بري إسرائيلي.

في الإطار، قال مصدر في الجيش اللبناني لـ”العربي الجديد”، إن الجيش لم يخلِ أمس أي مركز له في القرى الجنوبية، وخاصة التي تعرّضت لإنذارات بالإخلاء، مشيراً إلى أن الجيش حافظ على انتشاره ويتمسك بالقيام بمهامه رغم كل التحديات والصعوبات. ولفت المصدر إلى أن “قائد الجيش العماد رودولف هيكل لم يطلب في جلسة مجلس الوزراء أمس الخميس، التي انعقدت في قصر بعبدا برئاسة عون، تجميد خطة حصر السلاح، بل تحدّث عن صعوبة كبيرة في استكمال تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة، تحديداً التي تشمل جنوب الليطاني، في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية واحتلال نقاط جنوبية، بدليل ما حصل أمس الخميس، وما كان من شأنه أن يعرّض الجيش للخطر”.

ويشير المصدر إلى أن “الجيش أعلن أنه ماضٍ في تنفيذ الخطة والقرار 1701، وهو قادر على إنهاء المرحلة الأولى نهاية العام الجاري، على صعيد جنوب الليطاني، خصوصاً بعد التقدّم الكبير الذي أحرز، من تفكيك منشآت ومصادرة أسلحة، وغيرها، لكن العائق الأساسي أمام التأخر يتمثل في الخروقات الإسرائيلية”، لافتاً إلى أن “قائد الجيش عرض أمس في التقرير الثاني التقدم الكبير الذي أحرز على صعيد تطبيق خطة حصرية السلاح، بما في ذلك في شمال الليطاني، وفي عمليات منع تهريب السلاح، ومكافحة المخدرات، وضبط وإدارة الحدود، كما تكثيف الانتشار رغم الحاجة المستمرة للمؤسسة العسكرية لعناصر إضافيين، عدا عن تسلمه أسلحة فلسطينية”

ويشدد المصدر على أن “المطلوب اليوم وقف الاعتداءات الإسرائيلية، التي من شأنها أن تضرب الاستقرار في لبنان، وتزيد من الدمار والدماء، وانسحاب إسرائيل من النقاط التي تحتلها، حتى يتمكن الجيش من تنفيذ خطته واستكمال انتشاره”.

سلام: قرار الحرب والسلم بيد حكومة لبنان

وضمن المواقف السياسية، قال رئيس الوزراء نواف سلام، خلال قمة لبنان للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، اليوم الجمعة، إن لبنان ما زال في المرحلة الأولى من خطة الجيش الممتدة لثلاثة أشهر، والتي تتألف من شقين “الأول تأمين حصرية السلاح في جنوب الليطاني، وقد تقدّمنا كثيراً، والثاني في شمال الليطاني، وعنوانه احتواء السلاح، أي منع كل أعمال نقل السلاح أو استخدام السلاح في شمال الليطاني، وكذلك حصل تقدّم كثير في هذا الإطار، بدليل، ما يحصل على الحدود اللبنانية السورية، سواء منع تهريب السلاح أو منع عمليات تهريب المخدرات، كما انتشار الجيش على نحوٍ أكبر وإقامته حواجز أكثر”، مشدداً على أن لبنان “ما زال في بداية الطريق، والتنفيذ يحتاج إلى وقت”.

وفي معرض ردّه على بيان حزب الله، اكتفى سلام بالقول: “قرار الحرب والسلم استردته الحكومة بيدها”، ولفت أيضاً إلى أن “علاقة لبنان بالعالم العربي كانت سيئة ومتوترة، وأن الحكومة عملت على ترميم العلاقات اللبنانية العربية”، مؤكداً أن “لبنان عاد إلى الحضن العربي، وسيعود ليلعب دوره الفاعل في العالم العربي”.

Share This Article