المسار : رغم توقف العمليات العسكرية الواسعة في قطاع غزة، إلا أن معاناة السكان لم تنتهِ، إذ يواجه القطاع ما يشبه حربًا إنسانية جديدة تتفاقم بفعل العواصف والأمطار الشتوية، واستمرار القيود الإسرائيلية المشددة على إدخال المساعدات الإنسانية.
وأفادت تقارير صحفية دولية بأن الأوضاع الإنسانية في غزة تشهد تدهورًا غير مسبوق، مع اتساع رقعة الأضرار الناتجة عن المنخفضات الجوية، في وقت يُمنع فيه دخول شحنات أساسية تشمل الغذاء والدواء ومواد الإغاثة، ما يضاعف من معاناة مئات آلاف النازحين.
وأشارت منظمات إنسانية إلى وجود إجماع دولي على أن القيود المفروضة تحول دون تلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان، مؤكدة أن الفارق بين ما يحتاجه القطاع وما يُسمح بإدخاله لا يزال كبيرًا، رغم التحذيرات المتكررة من كارثة إنسانية وشيكة.
سياسيًا، يترقب الشارع الغزي ما ستسفر عنه التحركات الدولية المرتبطة بالمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وسط حديث عن خطط لإعادة الإعمار تُقدَّر كلفتها بأكثر من 100 مليار دولار، لكنها تبقى مشروطة بترتيبات سياسية وأمنية معقدة، ما يثير مخاوف من إطالة أمد الأزمة.
وفي ظل هذا الواقع، يعيش سكان غزة بين أنقاض منازلهم، يواجهون البرد والمطر ونقص الخدمات الأساسية، في وقت لم تلتئم فيه جراح الحرب، لتتحول الحياة اليومية إلى صراع مفتوح من أجل البقاء.

