دلال أبو آمنة تحيي الليلة الأولى من “ليالي بيرزيت”

رباح
4 Min Read

حنين قواريق: جاءت الفنانة دلال أبو آمنة من الناصرة بالداخل المحتل، إلى الضفة الغربية حاملة جمال البحر بعينيها، لتحيي المساء الأول من مهرجان ليالي بيرزيت، مؤكدة وحدة الفلسطينيين أينما حلوا.

دلال الطبيبة المختصة في مجال الأعصاب والدماغ والتي تساعد مرضاها على الشفاء، ترى في الفن إمكانية لها للمساهمة في عمليات الشفاء لمستمعيها أيضاً على حد قولها.

تقول دلال : “خلال مسيرتي التي بلغ عمرها 25 عاماً، لدي قناعة تامة بأنني يجب أن أسخر مواهبي في مساعدة الناس، تبدأ بالبيئة من حولي (عائلتي)، ومن ثم المجتمع المحيط، إلى أن أصل لكل إنسان”.

وعن سبب اختيارها للأغاني التراثية ترجعه دلال إلى أنه القاسم المشترك الذي يجمع الناس بمختلف طبقاتهم الاجتماعية، مردفة: “من خلال الأغنية أشارك في عملية لم الشمل التي تجمع كل فلسطين في بقعة واحدة”.

وتابعت: “بهذه التفاصيل الصغيرة (الدبكة، صحن الحمص) وكافة الأمور التي تمثل “من هو الفلسطيني”، إلى جانبها هذه الأغاني، لذلك ترافقني السيدات الكبار دائماً في حفلاتي لتكتمل اللوحة الفلسطينية التي تذكرنا بـ”جلسات ستاتنا وأمهاتنا زمان” “.

وعبرت دلال عن امتنانها للجمهور الذي كان جزءاً من الحفل، وختمت: “بحضورهم أرواحنا تلاقت، استجمعنا قواننا لنعود للواقع الصعب والمرير”.

مهرجان “ليالي بيرزيت” الذي جاء برعاية رئيسية من جوال، يمثل الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني من خلال عروض الفرق الفنية والنغمات التراثية التي تُعزف بحناجر فناني فلسطين، ويساهم المهرجان في توفير الدعم المالي لصندوق الطالب في جامعة بيرزيت.

تم تنظيم المهرجان لأول مرة عام 1984، وبعد انقطاع دام لأكثر من 25 عام، أعادت عمادة شؤون الطلبة إحياء المهرجان عام 2011.

يقول عميد شؤون الطلبة ورئيس مهرجان “ليالي بيرزيت” في الجامعة د. إياد طومار: “من المفترض أن يبدأ المهرجان في شهر تموز الماضي، لكن تم تأجيله بسبب اقتحامات الاحتلال لمختلف مناطق الضفة الغربية”.

وأكد طومار أن هدف المهرجان هو الحفاظ على رسالة الموروث الثقافي الفلسطيني، إضافة لدعم صندوق الطالب في الجامعة.

وأكمل: “محافظتنا على ثقافتنا أمر بالغ الأهمية، وسط الأفكار الاستهلاكية التي تطغى على العالم العربي في الفترة الأخيرة، وحضرت في اليوم الأول من “ليالي بيرزيت” الفنانة دلال أبو آمنة، وفرقة بلدي للدبكة، أما اليوم الثاني سيتواجد محبوب العرب محمد عساف، وفرقة جامعة الاستقلال”.

ينتظر الفلسطينيون هذه المتنفسات للترفيه عن أنفسهم في ظل الأوضاع السياسية الصعبة التي نشهدها يومياً… وهنا تحضر مقولة محمود درويش “وَنَحْنُ نُحِبُّ الحَيَاةَ إذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ

وَنَرْقُصُ بَيْنَ شَهِيدْينِ نَرْفَعُ مِئْذَنَةً لِلْبَنَفْسَجِ بَيْنَهُمَا أَوْ نَخِيلاَ”.

قال المواطن محمد نزال: “رغم المأساة التي نعيشها كشعب فلسطيني إلا أننا نستحق الحياة والفرح، واليوم في المهرجان كان اسم فلسطين عالياً بأسراها وشهدائها”.

وأضاف: “الحداثة في الفترة الحالية جعلتنا نتجاهل أصل تراثنا، فقدمت الفنانة دلال “والحجات” اللواتي رافقنها جزءاً من هويتنا، وبالتالي المهرجان يؤكد على تمسك الشعب الفلسطيني بكل ما يخصه”.

وبدورها قالت المواطنة، هيا الجوهري: “الحفلة كانت جداً رائعة، دلال وفرقة بلدي أبدعوا، خاصة دلال ملكت المسرح، وقدت أغاني شعبية قريبة للناس، وتبث الأمل في روحنا بأننا ما زلنا قادرين على الاستمرار في العيش رغماً عن أنف الاحتلال”.

أما المواطن برغوثي فقال: “الحفلة لم تخرج عن سياقنا الفلسطيني، الأغاني كانت وطنية وشعبية بامتياز”.

عن وكالة وطن للأنباء

Share This Article