إسرائيليات

الوقت يعمل ضدّ إسرائيل”: مخاوف عسكرية من تمديد الهدنة في غزة

يخشى كبار المسؤولين والقيادات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، أن يؤدي تمديد الهدنة في قطاع غزة المحاصر، إلى إضعاف الجهود العسكرية الإسرائيلية ضد حركة حماس، فيما تواجه تل أبيب ضغوطًا متزايدة لتمديد فترة الهدنة المقررة لأربعة أيام فقط حتى الآن في إطار حربها على قطاع غزة المحاصر.

وفي المجموع، سلّمت حركة حماس الجمعة والسبت والأحد، إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، 39 رهينة إسرائيلية يحمل بعضهم جنسيات مزدوجة إلى جانب الجنسية الإسرائيلية، بينما أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلية عن 117 أسيرًا فلسطينيًا. وكل المفرج عنهم هم من النساء والأطفال.

كذلك أطلقت حماس على مدى الأيام الثلاثة الماضية، سراح 18 من الأجانب غير الإسرائيليين، في إجراء لم يكن مدرجًا في الاتفاق، بالإضافة إلى شاب إسرائيلي يحمل الجنسية الروسية، وذلك “بترتيب مباشر بين الممثلين الروس وحماس”، بحسب ما أكدت الخارجية الروسية، الأمر الذي شددت عليه حركة حماس.

وينص الاتفاق الذي تمّ بوساطة قطرية ومشاركة الولايات المتحدة ومصر، على الإفراج عن خمسين رهينة لدى حماس في مقابل إطلاق سراح 150 أسيرًا فلسطينيًا على مدى الأيام الأربعة للهدنة القابلة للتمديد. ومن شأن هذا الأمر أن يزيد عدد الرهائن الذين قد تفرج عنهم حركة حماس.

يأتي ذلك على وقع الضغوط الداخلية المصاعدة في إسرائيل للقيام بتمديد الهدنة مع حركة حماس مقابل الإفراج عن المزيد من الرهائن، في ظل مخاوف الأوساط الأمنية من أن ذلك قد يمنح الحركة هامشا أكبر لإعادة جمع صفوفها والتعافي وإعادة التسلّح والعودة إلى القتال، وفق محللين

ضغوط دبلوماسية متزايدة

ويزيد هذا الاتفاق أيضًا الضغوط الدبلوماسية على إسرائيل من جانب المجتمع الدولي، الذي سيتراجع عن تأييده لمعاودة قصف غزة مع ما ينجم عن ذلك من أزمة انسانية. ويقول الأستاذ في دراسات الدفاع والأمن في جامعة “كينغز كوليدج لندن”، أندرياس كريغ، إن الوقت يعمل ضدّ إسرائيل كما هي الحال دائمًا وضدّ الجيش الإسرائيلي”.

وأضاف كريغ أنه كلّما طال أمد الهدنة نفد صبر المجتمع الدولي مع استمرار الحرب، في حين يعبر الجيش الإسرائيلي والأوساط الأمنية عن تصميم على تحقيق الهدف الإسرائيلي المعلن بـ”القضاء” على حركة حماس؛ الأمر الذي عبّر عنه وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، في زيارة للقوات الإسرائيلية في قطاع غزة، السبت.

وشدّد غالانت على أن الجدول الزمني للهدنة “قصير”، موضحًا “لن تستغرق أسابيع، ستستغرق أيامًا إلى حد ما”. وأضاف محاطا بجنود مدجّجين بالأسلحة، “أي مفاوضات أخرى ستجري تحت النيران”؛ كما سعى الجيش الإسرائيلي وكذلك رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، للتشديد خلال أيام الهدنة، على أن تحرير الرهائن لم يكن سيتحقق لولا “الضغط العسكري”.

بدوره، قال الباحث في مركز “موشيه ديان” لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا بجامعة تل أبيب، أريك رودنيتسكي، إن “الضغط الحقيقي (لتمديد الهدنة) يأتي من داخل إسرائيل، من عائلات الرهائن”.

ومساء السبت، سارت في شوارع تل أبيب تظاهرة حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف للمطالبة بالإفراج عن الرهائن، هتف خلالها المحتجون الذين حملوا صور الرهائن، “حرروهم الآن”. وكُتِبت على إحدى اللافتات عبارة “أخرجوهم من الجحيم”.

من جانبه، قال مسؤول عسكري إسرائيلي إن إسرائيل ملتزمة أن يتمّ الإفراج عن أكبر عدد من الرهائن، لكنه أعرب عن قلقه من أنه كلما طالت الهدنة حصلت حماس على وقت أكبر “لإعادة بناء قدراتها ومهاجمة إسرائيل مجددًا”. وأضاف المسؤول العسكري، في حديث لوكالة “فرانس برس”، “إنها معضلة رهيبة”.

“لا حلّ عسكريا لهذا النزاع”

في المقابل، قال المتحدث باس